+ العينان جميلتان كعيني حمامة لأنها شبه حمامة الروح القدس.. وإذ تنظر علي الدوام الروح القدس تتجلي صورته علي عينيها فيكون لها البصيرة الروحية البعيدة.
+ والعين تشير إلي النور والفطنة الروحية "سراج الجسد هو العين. فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرًا" (مت 6: 22).. والعين تشير إلي القدرة علي التميز الروحي.. كلما عشنا في الروح كلما كانت لنا العين بسيطة كالحمام. والإدراك الروحي نناله من الروح القدس الذي يشبه بالحمامة. + أما كونها تحت النقاب فلأن هذه الصفة الجميلة لا يعرفها العالم ولا يدركها لأنها خفية عن نظرهم, لكنها جميلة في عيني المسيح.. كم كانوا مكرمين وأعزاء لقلب الرب في أيام جسده أولئك الذين إذ تبعوه في زمان رفضه أثبتوا أن لهم فطنة وقدرة علي التمييز الروحي وبالحري البصيرة الروحية المقدسة، أولئك الذين استحقوا قول الرب لهم "طوبي لعيونكم لأنها تبصر" (مت 13: 16). + إن العينين تحت النقاب تشيران إلي جمال روحي سري غير مدرك من الناس بل هو للمسيح ولمسرته دون سواه. وهو يحتفظ به ليستخدمه في الوقت المناسب حسب قصده وحكمته. فقد أعطي لبولس رؤي سماوية " مناظر الرب وإعلاناته" عندما اختطف إلي الفردوس، ولكنه احتفظ بها تحت نقاب, ولم يشر إليها لمدة 14 سنة (2 كو 12). فالمتحدث بمثل هذه الأمور يفته بابا للمجد الباطل. ولكن إخفاءها تحت النقاب إلي الوقت المعين يؤول إلي مجد المسيح. + وثمة أمر أخر، وهو أن وصف العينين أنهما تحت النقاب لأن المؤمنين مهما تمتعوا ببصيرة روحية في هذا العالم، لكنها تعتبر كما لو كانت تحت نقاب متى قورنت بالرؤية في الحياة الأبدية.. "لأننا نعلم بعض العلم.. فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز لكن حينئذ وجها لوجه. الآن أعرف بعض بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عرفت" (1كو 13: 9, 12).