خذوا لنا الثعالب الصغار المفسدة الكروم، لأن كرومنا قد أقعلت "خُذُوا لَنَا الثَّعَالِبَ، الثَّعَالِبَ الصِّغَارَ الْمُفْسِدَةَ الْكُرُومِ، لأَنَّ كُرُومَنَا قَدْ أَقْعَلَتْ (أزهرت)". نلاحظ هنا، العريس يربط نفسه بالعروس في أمر العناية بالكروم فيقول "خذوا لنا", لأن (كرومنا) – كأن فرح العريس مرتبط بفرح العروس، وأن ما يؤلمها ويؤذيها يؤلمه ويؤذيه.. قال الرب يسوع لشاول "أنا يسوع الذي أنت تضطهده" (أع 9: 5). لذا نراه مهتمًا بسلامتها وصيانتها من كل أذى وضرر.. إنه لا يريد لأيّ شيء أن يعطل الشركة المقدسة. ما هى الثعالب الصغيرة؟ (1) قد تكون إشارة للخطايا التي تبدو صغيرة ولا نحترس منه.. يقول القديس مرقس الناسك "يقدم لنا الشيطان خطايا صغيرة تبدو كأنها تافهة في أعيننا. لأنه بغير هذا لا يقدر أن يقودنا إلى الخطايا العظيمة".. لنتذكر كلمات الرسول "امتنعوا عن كل شبه شر"(1تس 5:22). ويرى أوريجانوس أن الثعالب الصغيرة هي قوى الشياطين المضادة والشريرة التي تحطم زهور الفضائل في النفس وتبدد ثمر الإيمان خلال الأفكار الفاسدة والمفاهيم المضللة التي تبثها. نحن محتاجون للاحتراس حتى إن كنا كاملين في جهادنا. فالاحتراس فضيلة مسيحية هامة. لقد رأت الشهيدة بربيتوا في حلم سلما كبيرًا ذهبيًا يصل الأرض بالسماء. كان ضيقًا بحيث لا يتسع إلا لشخص واحد. وعلى جانبيه آلات التعذيب. ومن أسفل تنين مرعب، عند الدرجات الأولى لهذا السلم، متحفز لاقتناص من يحاول الصعود للسماء. وفى الحلم رفعت بربيتوا رأسها، فرأت معلمها ساتروس saturus وهو يصعد. وحينما وصل إلى نهاية السلم من أعلى قال لها (بيربيتوا.. إني في انتظارك. ولكن احذري لئلا يلتهمك التنين) حينئذ قالت بربيتوة "باسم يسوع سأصعد. ولن أخاف التنين) وبجرأة وضعت رجلها على التنين وكأنه الدرجة الأولى من درجات السلم، ثم ابتدأت تصعد مسرعة. (2) وعلى حسب رأى أوريجانوس أيضًا قد تكون الثعالب الصغيرة هي التعاليم الفاسدة والهرطقات. وهى إشارة إلى مقاومة المعلمين المنحرفين. ويجب مقاومة التعاليم الفاسدة وهى بعد صغيرة ومبتدئة. لقد علمنا الكتاب المقدس أن نحذر الثعالب الصغيرة لكن لا نخافها، فقد أعطانا الله سلطانًا أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو (او 10: 19).. إننا نقول بنعمة المسيح "يا بنت بابل الشقية طوبى لمن يمسك أطفالك ويدفنهم عند الصخرة" والصخرة هي المسيح.