"صرة المر، حبيبي لي، بين ثديي يبيت" (نش 1: 13) أن الوصف العريس بأنه " صرة المر " إنما يشير إلي أنه " رجل أوجاع ومختبر الحزن" (إش 53: 3).. كان الرب يسوع رجل أوجاع وآلام في حياته وفي مماته. وللمر علاقة به من بدء حياته بالجسد علي الأرض إلي خاتمها. فبعد ولادته قدم له المجوس هدايا من بينها المر. وعلي الصليب قال " أنا عطشان" فأعطوه خلا ممزوجا بمرارة.. وما أعمق التعبير " صرة المر " وكأن كل أنواع الآلام والأحزان اختبرها " مجربا في كل شيء مثلنا بلا خطية" (عب 4: 15). و العروس وقد أدركت هذه الحقيقة، زادها ذلك تعلقا به لذا تقول عنه " صرة المر، حبيبي لي " أن أن هذا الحبيب هو حبيبها وقد امتلكته. استخدمت عبارة " صرة المر " لأنه بحسب الشريعة كل شيء غير مربوط ومغلق يكون دنا (عدد 19: 15)، النفس التي تمس ما هو دنس تتدنس. أما الرب يسوع فليس فيه قط عيب، بل كل ما فيه طاهر ونقي. تتلامس معه النفس فتتقدس. لم تقل " في قلبي يبيت " بل بين ثديي يبيت".. لعل هذا التعبير مأخوذ عن عادة قديمة حينما كانت الزوجة تعلق في عنقها ما يشبه السلسلة بها صورة صغيرة لزوجها الغائب علامة حبها وولائها له. وكانت هذه الصورة تستقر علي صدرها (بين ثدييها). و للملك ثديان هما العهد القديم والعهد الجديد، بهما تتغذي الكنيسة، كذلك فإن عروسه لها ذات الثديان. فكتاب الله هو كتاب الكنيسة، يفرح الرب حين يجد كنيسته تقدم للعالم كلمته غذاء للنفوس.