يرى أوريجينوس أن النفس البشرية المؤمنة التي تسير من قوة إلى قوة في طريقها إلى أورشليم السمائية، تُسَبّح سبعة أناشيد: (أ) النشيد الأول تُنْشده النفس وهى خارجة من جُرن المعمودية على مثال ما فعله بنو إسرائيل بعد عبورهم البحر الأحمر.. تقول "أرنم للرب لأنه قد تعظم. الفرس وراكبه طرحهما في البحر. الرب قوّتي ونشيدي وقد صار لي خلاص" (خر 15: 1).. ولذلك جعلت الكنيسة هذا النشيد جزءً من التسبحة اليومية (الهوس الأول).. إنها بذلك تريد أن يتذكر أولادها كل يوم عبورهم من عبودية الخطية وتمتعهم بنعمة التبني من خلال المعمودية، وتتأكد غلبتهم على قوات الظلمة..
العلامة أوريجانوس أدامانتيوس أو أوريجينوس، أوريجن
(ب) والنشيد الثاني في الرحلة الروحية تترنم به النفس عندما تأتى إلى البئر التي حفرها الرؤساء في البرية "حيث قال الرب لموسى اجمع الشعب فأعطيهم ماء.. حينئذ ترنم إسرائيل بهذا النشيد. اصعدي أيتها البئر أجيبوا لها. بئر حفرها رؤساء حفرها رؤساء حفرها شرفاء الشعب بصولجان بعصيهم" (عدد 21: 16-18).. إنها تمثل أنشودة النفس التي تتقبل من الله نفسه خلال الكنيسة التي يمثلها الرؤساء ينابيع الماء الحية. (ج) والنشيد الثالث حين نقف مع موسى على ضفاف الأردن، ونسمعه يترنم في مسامع الشعب قبيل رحيله (تث 32).. وهى تمثل أنشودة النفس التي تدرك رعاية الله وسط برية العالم يرافقها كما يرافق الأب ابنه مسيرة الطريق كله. (د) أما النشيد الرابع يمثل جهاد النفس على نحو ما حاربوا تحت قيادة يشوع لكي تمتلك الأرض المقدسة "أنا أنا للرب أرنك. أزمّر للرب.. تزلزلت الجبال من وجه الرب" (قض 5). (ه) أما النشيد الخامس فهو الذي ترنم به داود حين هرب من أيدي أعدائه إذ قال "الرب سند لي، قوتي وملجأي ومخلصي". هكذا تملك النفس مع داود حين تتحطم قوى الشيطان عدوها بالله سندها وقوتها وملجأها. وكما ورث داود شاول، نرث نحن أيضًا مركز إبليس قبل سقوطه. (و) وإذ تكتشف النفس أسرار الملكوت، تنشد مع الأنبياء النشيد السادس قائلة "لأُنْشِدَنَّ عَنْ حَبِيبِي نَشِيدَ مُحِبِّي لِكَرْمِهِ.." (سفر إشعياء 5: 1). (ز) والنشيد السابع تنطق به النفس وهو سفر نشيد الأناشيد ترنم به إلى الأبد حين تدخل إلى حضرة عريسها، وتبقى معه في حِجاله السماوي.