لابد أن نعترف أن هناك تطور حدث في الطقس إلى أن استقر، لا يهزنا هذا الأسلوب. مثلًا المعمودية من حيث المكان: كانوا يعمدوا في النهر، أي مياه جارية. فيلبس والحصى الحبشي عمده في النهر. لكن الآن هل ممكن أن أعمد في النهر؟! لا بالطبع، لابد من معمودية مدشنة. فالمكان حدث فيه تطور. أحسن شكل للمعمودية هي التي على شكل كأس، لماذا؟ عندما طلبا يعقوب ويوحنا أن يجلسا جانبي المسيح فقال لهما "هل تستطيعا أن تشربا الكأس التي أشربها أنا؟ وهل تستطيعا أن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا؟" الكأس الذي كان يقصده هو كأس الموت، والصبغة هي صبغة المعمودية. فهذا تطور من مكان ماء جارى إلى مكان محدد ومدشن. س) الفرق بين الماء الجاري والمعمودية المدشنة؟ س) مثل ما هو الفرق بين خلقة آدم وولادة الناس حاليًا؟ ج) البداية، والبداية دائمًا تكون مختلفة عن الاستمرارية. الله خلق آدم من التراب، طينه ونفخ فيها كون آدم. وعندما خلق حواء خلقها بطريقة مختلفة؛ أخذ ضلع من أدم وخلق منها حواء. هل خلقة أدم وحواء ملزمة بالنسبة لربنا أن يخلق كل الناس بهذه الطريقة. طبعًا لا. قال لهم "أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض" فأصبح هناك طريقة للنسل الأن غير طريقة خلقة أدم وطريقة خلقة حواء. البدايات يكون لها طريقة مختلفة ولذلك الفرق بين المكان الذي به ماء جارى وبين معمودية مدشنة من حيث الجوهر ليس هناك فرق. لأنه عمل الروح القدس لكن هذا وضع ابتدائي وهذا وضع مستقر. مثل الفرق في الخلقة بين أدم وحواء. هل نعتبر هذا تطور؟ أم منهج يمثل الفرق بين البداية والاستمرار؟ منهج وليس تطور. السيد المسيح ربط بين الصبغة والكأس. هل تستطيعا أن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا وتشربا الكأس التي أشربه أنا هنا ربط بين الصبغة والكأس. الكأس إشارة للموت كأس الموت لكنه الموت المحيى. المعمودية حاليًا في الشمال الغربي من الكنيسة، لأن الشمال يشير للهلاك، والغرب يشير للموت. فمكان المعمودية يعلن أن الداخل محكوم عليه بالموت والهلاك. والكنيسة تجعل المعمودية في مدخلها بحيث كل من يدخل يتذكر أن هذا المكان، هو الذي أنقذه من الموت مكان ناحية الموت ويخلص الإنسان من الموت. مثل العبور الذي كان يريد إيمان أنه ينقذه من هذا الموت إلى الحياة، مياه ممكن تميتهم لكن مياه تمثل موت محيى تدخل إلى الحياة تنقلنا من الهلاك إلى الخلاص والزنار الأحمر أو الشريط الأحمر يربط من تحت الإبط الأيسر إلى أعلى الكتف الأيمن. من أسفل اليسار إلى أعلى اليمين. من اليسار إلى اليمين ومن الغرب إلى الشرق. من حيث الزمان: كان محدد أكثر من ميعاد عيد الغطاس لأن هذا تذكار معمودية السيد المسيح هو الذي أسس المعمودية لذلك كانوا يجعلوه أول موعد للعماد في الكنيسة الأولى. الميعاد الثاني أحد التناصير لكي يثبتوا أن المعمودية مرتبطة بالعين "يعاين ملكوت الله". "من لا يولد من الماء والروح لن يعاين ملكوت الله". خلق عينين للمولود أعمى، والميعاد الثالث هو عيد القيامة ومن الجائز أن هذه التواريخ مرت بمراحل في الكنيسة. وهذا هو التطور الذي يوصل إلى الاستقرار. الأربعين يوم بعد ميلاد الولد لتغطيسه والثمانين يوم بعد ميلاد البنت ثم تغطيسها لماذا؟ خطية آدم أنه أكل وخطية حواء أنها أكلت وأعطت رجلها فأكل. وهو تذكير للناس باستمرار أنه نتيجة خطية أدم وحواء، أنه حدث إقصاء للإنسان خارج حضرة الله. ولذلك الكنيسة صارت على هذا من العهد القديم قبلناها في العهد الجديد بأمر رسولي على أساس أن الفكرة تظل عالقة في ذهن الناس أن الخطية تسبب إقصاء للإنسان خارج حضرة الله. لماذا حددوا الأربعين يوم لكي يرجع الإنسان مرة ثانية لحضرة الله، وحضرة الله تشير للسماء وهو على الأرض. لذلك جعلوها أربعين يوم، يقصى أربعين يوم ثم يعود. لذلك منظر الأم وهى حاملة إبنها بعد الأربعين يوم تشير للكنيسة التي حملت الإنسان وأعادته إلى حضن الله. لذلك نشترط أن الأم هي التي تحمل ابنها وتأتى تجحد الشيطان. ممكن الأب لماذا الأم بالذات؟ لأن الأم هنا تشير للكنيسة. وترجع بابنها الذي يشير لرجوع الإنسان لحضن أبيه مرة أخرى بعد أن أقصى فترة طويلة. رقم أربعين أيضًا من وجهة أخرى رقم كامل يشير إلى انتهاء فترة كاملة. كأن الكنيسة تريد أن تقول أن فترة الإقصاء والموت انتهت وعاد إلى الحياة مرة أخرى. بالنسبة للبنت تكون ضعف المدة لأنها ارتكبت الخطأين معًا. أكلت وأعطت رجلها فأكل. ولذلك هذه الفترة لا تعنى إطلاقًا رفض الله للإنسان، لكن حكم الإنسان على نفسه نتيجة الخطية التي فعله. ونحن نعلم أن الثلاث أيام الأولى من البصخة لا ندخل الهيكل. نوع أيضًا من التذكير بالإقصاء. إن الخطية كانت سبب إن المسيح أقصى خارج المحلة حاملًا عار خطيتنا لذلك نخرج نحن أيضًا حاملين عاره وهو عارنًا أصل. لذلك هؤلاء الثلاثة أيام لا ندخل الهيكل ولا نقدم ذبيحة نهائي.