لقد قصد الرسول بولس بذلك (رسالة كورنثوس الأولى 10: 16) أننا جميعًا بالرغم من تعددنا ببعضنا البعض نصير واحدًا عن طريق اتحاد كل منا بالمسيح وذلك بالأكل من جسده ودمه وذلك وفقًا للمفاهيم الآتية: * كأس البركة التي نباركها: كأس البركة سميت هكذا لأنها تحوى دم المسيح الذي أهرق عنا على عود الصليب ولقد أطلق اليهود على الكأس الأخير التي يشربونها في عيد الفصح كأس البركة " التي نباركها " أي نتلو عليها البركة كما فعل السيد المسيح في عشائه الأخير مع تلاميذه. * شركة دم المسيح: كلمة شركة في اليونانية (Koinonia) وتعنى اتحاد... لذا قال " الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح " (1كو10: 16) بالأكل من الخبز الذي هو جسد المسيح نتحد به... * الشركة والدم: تعنى اتحادًا فعليًا بالمسيح على نوع ما وبكيفية تتناسب مع الإنسان... وإن كنا لا ندرك هذا الأمر بعقولنا لأنه سر إلا أننا نعيشه ونلمسه (نلمس فعله في حياتنا) إنه اتحاد فعلى وليس شكليًا ففيه ننال غفران خطايانا " لان هذا هو دمى الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا " (مت26: 28) ونصير جميعًا تقدمه مقبولة للآب " فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد " (1كو10: 17)... بل ونتعرف على الآب " لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبى أيضًا ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه... الذي رآني فقد رأى الآب " (أنجيل يوحنا 14: 7، 9)... بل وأيضا نقتنى الحياة الأبدية معًا ونرتفع فوق الموت " الحق الحق أقول لكم إن لن تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم " (يو6: 53). إذًا الدليل الذي يؤكد فعل هذا الاتحاد في حياتنا هو اتحادنا ببعض فبالرغم من كثرتنا نصير واحدًا في الأفخارستيا وفي القداس الإلهي....