رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المشكوك في أمرهم وليس صحيحا ما يقال عن أن الأديرة تقبل إليها الهاربين أو المشكوك فيهم، ففي الأزمنة القديمة كانت الأديرة معزولة جدا، يبلغ فيها العيش حد الشظف، معرضة للغارات وهجمات البدو، وبالتالي فلم يكن من السهل أن يهرب إليها إنسان. للتأكد من ذلك يطلب الدير من الشاب تزكية أب اعترافه (والتي تشبه إلى حد ما شهادة خلو الموانع التي يطالب بها كل من الطرفين عند الزواج) بل وحدث أن بعض الأديرة في وقت ما كانت تطالب بتوقيع قسم البوليس التابع له على التزكية، وربما كان السبب في ذلك ما نشرته الجرائد الرسمية عن شخص يدعى حافظ نجيب، والذي كان هاربًا من عدة أحكام قضائية بالسجن، ولكنه استطاع أن يترهب بدير المحرق بل وأوشك على نيل درجة الأسقفية، لولا أن البابا كيرلس الخامس اكتشف أمره (كتاب اعترافات حافظ نجيب، تأليف سعدية الحبالى / دار النيل للطباعة – سنة 1946) ويروى القمص أنسطاسى الصموئيلي أنه في بداية إعادة تعمير دير الأنبا صموئيل في أوائل السبعينات أن تقدم إلى الدير شاب عرف منه أثناء الاعتراف أنه واقع تحت حكم قضائي وأنه مظلوم فيه فنصحه أن يعود ثانية إلى العالم لتسوية هذا الأمر قبل تقدمه ثانية للرهبنة. وقد يقبل الدير لصا تائبا ولكنه لا يقبل لصا هاربا. في المقابل نقرأ عشرات القصص عن الآباء الذين اختاروا شظف العيش داخل الدير طوعا، فهذا راهب في دير البراموس عاش سبعة عشر عاما لا يعرف أسماء الرهبان ولا كيف يصل إلى مرافق الدير، وآخر في دير السريان كان ينام في فناء الدير على أريكة متهالكة وثالث تنيح بسبب شدة النسك ورابع عاش في جبل سيناء 55 عاما لم يسمع عن الحربين العالميتين الأولى والثانية وخامس وسادس. ونقرأ عن رئيس دير في جبل أثوس Όρος Άθως لما رأى الدير قد اغتنى بسبب عطايا الأمراء قام ليلا واحرقه وألزم الرهبان ببنائه من جديد ليختبروا الحياة الرهبانية الحقة.. |
|