رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أب الاعتراف ودوره في الإرشاد هناك أنواع كثيرة من استجابات اباء الاعتراف لهذا الفكر، ويختلف رد الفعل من واحد لاخر حسبما يكون منهجه وقامته. فنوع لا يحب أن يتدخل في مثل هذة الامور ويكون طرفا فيها، ولذلك يعتذؤ بحجة عدم خبرته، وينصح الشاب باستشارة غيره من الاباء، أو أن يعرض امره على المسئولين في الدير مباشرة، مصليا هو عنه. واخر يخشى عدم نجاح الشاب في هذا الطريق، فيلام من ضميره فيما بعد، ويخشى بذلك أن يكون له رأى واضح لعدم تأكده، ويعزى إعتذاره إلى أن الفصل في مثل هذة الأمور، ضرب من ضروب الحدس والتخمين والخوض في المجهول.. لأن كثيرين فشلوا رغم تأييد اباء اعترافهم للفكرة قبلا، كما أن كثيرين نجحوا على الرغم من انهم لم ينصاعوا إلى تحذير اباء اعترافهم من احتمال الفشل. هنا في مثل هذة الحالة يجب على الأقل ألا يشكك أب الاعتراف ابنه بل يترك الأمور كلية لغيره.. وفريق ثالث يعتبر أن الرهبنة نوع من الانانية بمقياس ما، فهو لا يحبذ الفكرة اساسا ولا يشجعها، وليس هناك مانع من التنوية عن ذلك في الاجتماعات كلما سنحث له الفرصة، بل تجده دائما يشجع جدا على التكريس والزواج، وذلك بحجة الاستفادة بهذة الطاقات داخل حقل الخدمة في الكنيسة. هنا ونقول أنه حسن لهذا الأب أن يدبر الفعلة للحصاد ويشجع على التكريس ولكن ينبغى أن يشجع الاخرين ويستخدم غيرته هذة في جذب البعيدين، وأما الراغبين في الرهبنة فليشجعهم ولا يعوق نموهم. وإذا كانت الخدمة عطاء فالرهبنة عطاء أكتر (بذل) ونحيى في أب الاعتراف هذا محبته للخدمة، ولكن هذا الخادم الذي يفكر في الرهبنة ألا يحتاج إلى خدمة هو الاخر من الكاهن؟ ألا وهي تشجيعه على خلاص نفسه بما يتلائم مع طبيعته وميوله. كما لا ننسى ان هذا الخادم عندما يصير راهبا ينبغى أنه يصلى لأجل الكل: خداما ومخدومين، وهكذا تتألف السيمفونية ممن يصلى لأجل الخدمة كموسى الذي يصلى رافعا يديه على شبه الصليب، ويشوع الذي يتقدم الحرب. ونوع رابع من أباء الاعتراف: هو ذلك الكاهن الذي يشجع جدا على الرهبنة، أولئك الذين يلمس استعداداتهم القلبية لهذا الطريق، من اجل خلاص نفوسهم، فتجده لا يكف في حديثه عن اباء الرهبنة وابطال البرارى وفضائلهم وحروبهم وانتصارتهم وذراع الله القوية التي سندتهم، ولكنه في كل هذا يحرص كل الحرص على وجون تناسب الطريق مع الرفيق. وعلى اباء الاعتراف الذين يلمسون في بعض اولادهم استعدادا طيبا للرهبنة – أن يدخلوا معهم في بعض التدريبات المناسبة، كالصوم بشكل ما وإلى وقت ما، والصلاة بكيفية وكم معينين، ثم إلى النسك بطريقة مناسبة ومنها إلى الزهد. وعلى سبيل المثال قد يعطى الأب الكاهن لشاب من أولئك تدريبا أوليا يقضى بأعتزاله في حجرنه الخاصة لمدة ساعة مثلا في اليوم، تزيد مع الوقت، لكى ينكشف لاثنيهما القدرة على الصبر في القلاية في الدير، أو يعطيه قراءات معينة، وبالاختصار لكى يساعده أن يبدأ حياته الرهبانية من العالم.. ونحن نرى أن الراهب يبدأ حياته الرهبانية قبل دخوله إلى الدير.، ثم يكملها فيه. بمعنى أن الدير لا يصنع الراهب. إن طقس سيامة الراهب لا يعنى أننا (نصهره) لكى يسلك في قالب الرهبنة، وإنما يعني هذا الطقس (بمقياس ما) أن هذا الشاب قد قبله الدير عضوا في جسد المسيح وعضوًا جديدًا في الكرمة الحقيقية وذلك داخل الدير، وأن الدير بذلك يعلن انه مستعد لتوفير المناخ الملائم لنموه، وتقديم الامكانيات التي تساعده على هذا النمو.. كما أن السيامة ذاتها تعني أيضًا أنضمام الشاب بصفه رسمية (أمام الباقين) لمجمع الدير. وهذا كله إلى جوار أن السيامة هي عمل روحي جبار في فاعليته يضفي على الراهب نعمة خاصة، وهناك من قال (رأيت الروح الحال على المعمودية، حالًا على أسكيم الرهبنة) وذلك من حيث أن كلاهما موت وقيامة مع المسيح والسيامة أيضًا هي موت الشاب مع المسيح وقيامته مع المسيح أيضًا. وقبل أن ننتهي من الحديث عن دور أب الاعتراف في هذا الأمر، نقول أنه غالبًا ما يحتاج أولئك الشبان إلى مساعدة آباء اعترافهم في تصفية بعض المشاكل والمتعلقات التي تعوق دخولهم الدير سواء أكانت أسرية أم كنسية. * الراهب هو الجسد النقي والفم الطاهر والذهن المستنير (ق. يوحنا الدرجي). |
|