قبلنا إليه
قبلنا بكل ما فينا من خطايا ونجاسات، ولم يتأفف منا ولم ينظر إلى شيء من وسخنا.. مثل الأم التي تنكفئ فوق طفلها الباكي الرافع يديه نحوها مسترحمًا، فتتلقفه بين يديها ضامّة إياه إلى صدرها بحنو يفوق الوصف، وتقبّله دون أن تنظر إلى شيء من وسخه. فهي تحبه كله.. كيانيًا، وليس على مستوى الشكل أو الرائحة.
ولعل من أجمل ما وُصف به الله من تشبيهات: الأم "كإنسان تعزيه أمه هكذا أعزيكم أنا" (إشعياء 3:66) "هل تنسى الأم رضيعها فلا ترحم ابن بطنها. حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك" (إشعياء15:49).
ولقد ثبت بالدليل القاطع وعلى مر الزمن، أن الأمومة معجزة،وأنها أعلى الغرائز جميعًا، فكم وكم يكون الله.. الذي وضع هذا الحنو وهذا الحب داخل الأمهات، ولكن الشيطان والذي يعرف ذلك جيدًا يشككنا.
إن نجاساتنا لن تسئ إلى الله بل نحن نطهر حالما نرتمي في حضنه، هل إذا سقط شعاع الشمس فوق كومة من القمامة يتلوث؟ أم يطهرها من الميكروبات، فإذا أوعزت إليك الأفكار بألاّ تدخل الكنيسة ما لم تتب وتتنقى أولًا، فكيف يتم ذلك بعيدًا عن الكنيسة؟! إن ذلك يشبه شخصًا ينزل إلى البحر ليستحم، فهل يتلوث البحر منه أم يتنقى هو بالأولى!
لنضع الله بيننا وبين خطايانا ونجاساتنا، لا أن تفصلنا خطايانا عنه..