الأبيقورية
إنها ليست فكرة أبيقورية:
فالأبيقورية Epicureanism تعتمد فلسفتها على رفض فكرة الخلود ونبذ التعليم عن الحياة الأخرى، ومن هنا فهى تدعو إلى ملء الكأس من اللذّة قدر المستطاع فى الوقت الراهن، ولكن الفكرة هنا قائمة على أساس تقديس الحاضر... تقديس اليوم- كل يوم..
كل اليوم... يوما بيوم.
كذلك فإن الأبيقورية متشائمة، تتوقع فى الغد شرًا وفقرًا وحربًا، ولكننا هنا نُقَدِّس الغد عن طريق تقديس الحاضر، لتصبح حصيلة الأيام التى قدَّسناها وكرَّسناها (أى عِشناها فى قداسةٍ وبر) حياة مقدسة مثمرة.. فالسعادة تكمن لا في تعاطي اللذات ولكن فى قمع الشهوات.
(تنتمى الفلسفة الأبيقورية إلى الفيلسوف أبيقورس Epicurus، الذى ولد فى ساموس سنة 340 ق.م. وتوفى سنة 270 ق.م.، وقد علَّم أولا فى أسيا الصغرى ثم أثينا، وجاءت فلسفته فى ظروف اجتماعية وسياسية غير مستقره، تدعو إلى القلق وتنبىء بعدم الاستقرار، ومن ثم فقد نادى بالإستمتاع باليوم. وتكمن خطوره هذه الفلسفة والتى قاومها بولس الرسول، فى أن المتعة التي سعى إليها الأبيقوريون كانت متعة أنانية، وكذلك رفضت فكره الخلود والحياه الأبدية).