ما بين المسيرة و السيرة
لاشك أن مسيرة الإنسان في حياته هنا هي التي تصنع سيرته وتحددها، وعندما يقول الكتاب: "انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم" (عب13: 7) يقصد بالطبع أن ننظر كيف سلكوا بجدية ووداعة وإيمان راسخ لا يتزعزع، فأثمر ذلك نماذجًا من القديسين كوّنوا سحابة من الشهود المحيطة بنا (عب12: 1)، صاروا لنا علامات على الطريق نهتدي بها "إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على آثار الغنم"(نش1: 8).
هناك أشخاص ساروا بجدية في بداية حياتهم، ولكن سريعًا ما أدركهم الملل، ربما وثقوا في أنفسهم أكثر من اللازم فهبطت عزائمهم وأصابهم الفتور، لذلك فإن الاستمرار علامة هامة للنجاح على كافة المستويات ...
يقول قداسة البابا شنوده الثالث للسالكين في الطريق الروحي "اسعى بكل قوتك، إذا لم تستطع فامشِ بسرعة فإن لم تستطع فامشِ على مهل... إن لم تقدر على ذلك ازحف... فإن لم تجد القوة على ذلك فقف، ولكن حذارى من الرجوع للخلف"... أعود فأكرر "انظروا كيف تسلكون.." بتدقيق.