رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المكابيين الثاني 3 - تفسير سفر المكابيين الثاني لأن الذي يسكن السماء هو يسهر على هذا المكانمع أن هليودورس وزير الملك سلوقس الرابع كان مكلفًا بشكل رسمي بنقل كنوز الهيكل إلى خزينة المملكة، إلاّ أن الله دافع عن الهيكل وعاقب هليودورس على نحو غير مسبوق، مما حدا به إلى تقديم ذبيحة سلامة لله في الهيكل ذاته، كما راح يشهد لإله السماء أمام الكل. وهي قصة ممتعة غنية بالصور المتعددة للتقوى والتوبة، وإن كان أجمل ما فيها هو أن الدموع والانسحاق يستدران عطف الله وحنوّه. حالة من الأستقرار 1 حين كانت المدينة المقدسة عامرة آمنة، والشرائع محفوظة غاية الحفظ، لما كان عليه أونيا عظيم الكهنة من الورع والبُغض للشر، 2 كان الملوك أنفسهم يعظمون المكان المقدس ويكرمون الهيكل بأفخر العطايا، 3 حتى إن سلوقس، ملك آسية، كان يؤدى من دخله الخاص جميع النفقات المختصة بخدمة الذبائح. يعود بنا السفر هنا إلى ما قبل عصر أنطيوخس أبيفانيوس (وهو الشخصية الوثنية المحورية في كلا السفرين) في تلك المرحلة السابقة عليه كانت اليهودية تنعم بالحرية النسبية، وذلك نظرًا لرغبة كل من السلوقيين والبطالمة في استمالة اليهود إلى جانبهم، وهكذا فإن السلوقيين والذين آلت إليهم اليهودية على يد أنطيوخس الكبير سنة 200 ق.م. أظهروا تعاطفًا مع اليهود مانحين إياهم مزيدًا من الحريات. <SPAN lang=ar-sa> هو الابن الأكبر لأنطيوخس الثالث الكبير، وشقيق أنطيوخس الرابع أبيفانيوس والذي خلفه على العرش، وأبو ديمتريوس الأول (1مكا 7: 2 و2 مكا 14: 1) وفي بداية حكمه شرع بطليموس أبيفانيوس المصري في محاربته، ولكنه قُتل بالسم على أيدي رجاله. ويدعى سلوقس (في الآية 3) هنا: ملك آسية، وهو اللقب الذي أحبّ الملوك السلوقيين دومًا خلعه على أنفسهم، ذلك على الرغم من كثرة هزائمهم، والتي لم تترك لهم المساحة التي يطلق عليها آسيا كلها. هذا وقد حاول كل من أنطيوخس الكبير وسلوقس ابنه هذا، التصالح مع الحزب اليهودي المؤيّد للبطالمة، وهو الحزب الذي كان يرأسه أسرة أونيا رئيس الكهنة والذي يسمىّ اصطلاحًا "بيت أونيا" أو "أسرة أونيا" في حين كان الحزب المنافس له هو حزب طوبيا "بيت طوبيا" والذي يمثل الفكر الهيليني (الحضارة الهيلينية) وهو الحزب الذي سعى رجاله دومًا في شق الطريق إلى السلطة وذلك بكسب ودّ السلطات السلوقية، حتى وان كان في ذلك خيانة للشريعة والتقاليد والقيم اليهودية. وكان من بين علامات الودّ بين سلوقس واليهود، تقديره لهيكلهم وشعائرهم، فقد كان يتكفّل بنفقات الذبائح والاحتفالات لاسيما في الأعياد الثلاثة الرئيسية، وكان مثل هذا المسلك بلا شك يشعر اليهود بالامتنان، فقد كانت كافة الشعوب وما تزال ُتولي اهتمامًا خاصًا بالجانب الديني، وبالتالي يمكن كسب ودها من خلال ذلك، فالوطن والدين ُيعدان من أقدس ما يخصّ الشعب. وكان أنطيوخس أبيه قد سبقه في هذا المسلك (1مكا 10: 39). إذ أغدق الكثير من الامتيازات على اليهودية وأورشليم إزاء تعاون اليهود معه. كما قام كل من بطليموس الثاني الملك المصري ومن بعده بطليموس الثالث بتكريم الهيكل من عطاياهم وأموالهم، حيث احتاجت العبادة في الهيكل كميات كبيرة من الحيوانات والحبوب والخمر والزيت والبخور، وهي باهظة التكلفة لولا كرم أولئك الملوك. ومن جهة أخرى كان هؤلاء الملوك يسرون بزيادة شعبيتهم من خلال إظهار كرمهم للمعابد، سواء اليونانية منها أو غير اليونانية، كلّما سمحت مواردهم بذلك، وأما سلوقس الرابع فربما يكون قد واصل ممارسات ملوك إسرائيل ويهوذا في القيام بنفقات الذبائح (حزقيال 45: 17) والملوك الفرس (عزرا 6: 9، 10 و 7: 20-23) أما في أيام نحميا فقد قرّر اليهود أن يتحمّلوا النفقات الخاصة بتقديم الذبائح (نحميا 10: 33-34). ربما بسبب أن الملك قد توقّف عن تمويلها. وتشير بعض النصوص الربانية إلى أن الربيين أصروا على قيام الشعب بتحمل نفقات الذبائح، بينما رأى الصدوقيين أن يتحمل هذه النفقات بعض الأثرياء، ولكن وجهة النظر الفريسية هي التي سادت، وقد أشار يوسيفوس إلى ذلك (1). أونيا: المقصود هناهو أونيا الثالث Onias III ابن سمعان الثاني وحفيد أونيا الثاني (وليس ابنه) كان رئيسًا للكهنة في عهد سلوقس الرابع المذكور هنا، وهو ينتمي إلى ذرية صادوق (2صم 8: 17 و 1أخ 5: 27) بل يرجع أصل هذه العائلة إلى أيام يشوع نفسه (نحميا 12: 10) وقد امتدحه يشوع بن سيراخ في سفره (50: 1) كما أثنى عليه السفر هنا كثيرًا (4: 5-6 و 15: 12) ومن الصفات التي تُنسب إليه: الرجل الصالح / المحب لأمته / المحب للفضيلة / عديم الغش / الساعى في خير أمته، وسوف تكتسب هذه الصفات بعدًا هامًا ومعنىً جليلا، إذا ما ُقورن أونيا ب |
|