![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مكابيين أول 12 - تفسير سفر المكابيين الأول نشاط يوناثان المكابي وأعماله الأخيرةاتسمت الشهور الأخيرة من حياة يوناتان بالحركة الدبلوماسية، وهو ما يعكس لنا استقرار الأمة، وكذلك ثقة يوناتان بنفسه وحكمه، فقد نال اليهود تحت حكم أنطيوخس السادس الكثير من الامتيازات، ولكن الأحداث التي سبقت موت يوناتان كانت متلاحقة سريعة، فقد حقق التحالف مع روما وإسبرطة بعدما أرسل سفارات إلى هناك حالما شعر بأن الله يؤيد تلك الاتصالات بما منحهم من انتصارات وراحة، ثم كاد يصطدم بجيوش ديمتريوس الثاني والذي يسعى جاهدًا في استرداد ما فقده، فيتحول يوناتان لمهاجمة قبيلة الزبديين العربية، ويعود بعد ذلك إلى أورشليم ليحقق طفرة معمارية هائلة مع سمعان أخيه وذلك قبل أن يخدعه تريفون ويوقع به. ![]() 1ورأى يوناتان أن له فرصة ملائمة، فاختار رجالًا وأرسلهم إلى روما ليقروا المصادقة بينهم ويجددوها. 2وأرسل إلى إسبرطة وأماكن أخرى كتبا في المعنى نفسه. 3فمضوا إلى روما ودخلوا مجلس الشيوخ وقالوا: "إننا مرسلون من قبل يوناتان عظيم الكهنة وأمة اليهود لنجدد ما بينكم وبينهم من المصادقة والتحالف، كما كان من قبل". 4فأعطوهم كتبا لأصحاب السلطة في كل من البلدان حتى يوصلوهم إلى أرض يهوذا بسلام. الفرصة الملائمة المقصودة هنا، هي فترة الهدوء وحصول اليهودية على استقلال نسبى، ومن جهة أخرى يرد في بعض المخطوطات في (آية 1) " لما رأى يوناتان " الوقت ملائم" حيث تأتى كلمة الوقت فيها Time (T) وليس time (t) مما يعنى أن الوقت الإلهي " التوقيت الإلهي" كان مناسبًا لذلك، وفيها اشارة إلى فترات عقاب إسرائيل أو ازدهارها، راجع (2: 49 و9: 10 و 13: 5 و 15: 33 - 34)(1). ويأتي التعبير في العبرية: "هاعيت تعزور لو " وتعني " الوقت يساعده " وباليونانية ""autw sunergeiوأمّا في الآرامية: " ده زبنا معدر له " وببعض المخطوطات الحديثة ُنقل التعبير بالاصطلاح الحديث: " عندما تبسم له الوقت! " . ولاشك أنها كانت فترة ازدهار بالنسبة لإسرائيل فإنه تحت قيادة يوناتان أصبحت "الأمة المحتقرة" مقبولة ومحترمة من بقية الشعوب، راجع (إشعياء 49: 7 - 9). كانت المعاهدة السابقة بين اليهود وروما غير ذي فعالية، إذا استثنينا من ذلك تخوف السلوقيون والبطالمة من تدخل روما في المنطقة، متى تجاوز أي منهما حدوده في أي وقت. ولا شك أن تحالف اليهود مع روما كان تحالفًا معنويًا أكثر منه تحالفًا بالمعنى الكامل بما في ذلك عسكريًا، فإن روما لم تقدم لليهود بعد التحالف السابق أية معونة عسكرية، وإنما على العكس ظلت سلبية تجاههم حتى احتلتها في نهاية الأمر، ومن ثم بدأت سلسلة من ثوارت اليهود ضد روما، انتهت بسحق الرومان لهم في سنة 70م. أما الآن فإن يوناتان يعاود التأكيد على تلك المعاهدة السابقة والتي أبرمها معهم يهوذا شقيقه قبل ذلك الوقت بحوالي عشر سنوات (8: 22 وما بعده) وقد كان تجديد المعاهدات سمة من سمات ذلك العصر، حتى السفيران اللذين أرسلهما يوناتان إلى كل من إسبرطة وروما، ظلا لمدة سنة كاملة في حركة مكوكية دبلوماسية، راجع (14: 18، 22). وكانت هذه الاتصالات عبارة عن تجديد للاتفاقيات، وتأكيد لأواصر الصداقة، والتلويح بالتحذير لكل من ديمتريوس وتريفون وبقية أعداء اليهود، باعتبار روما قوة عظمى في ذلك لوقت. ويشير تعبير "عظيم الكهنة وأمة اليهود" إلى الكهنة والشعب ككل، أي السلطتين الدينية والمدينة، فكثيرًا ما كان هناك قوتين منفصلين داخل الأمة، حيث كانت للسلطة الدينية في كثير من الأوقات تأثيرا يعادل - أو يفوق - تأثير الحاكم نفسه. وقد استخدم يوسيفوس هذا التعبير عند حديثه عن يوحنا هركانوس الثاني. وفي تحالف اليهود مع الرومان هنا لم يرد نص رسالة يوناتان إليهم، في حين يورد نص الرسالة إلى الإسبرطيين. وقد اتجه رسل يوناتان إلى روما أولًا ومن ثم عرجوا في طريق عودتهم على إسبرطة، مما يفسر لنا توصية الرومانيين إلى أتباعهم، بأن يجعلوا الرسل في حراسة رومانية حتى يعودوا إلى بلادهم. وفي حين أشار يوناتان إلى صلة القربى بين اليهود والإسبرطيين كما سيجيء، فإنه لم يلجأ إلى مثل ذلك مع الرومان، ولم يلجأ حتى إلى النبوات الموجودة في سفر دانيال عن الرومان، ولكن ربما أمِلَ أن تقوم إسبرطة بدور وسيط بينهم وبين روما، كما فعلت "ماسيليا " مع " لامبساكوس" كما سيأتي، ويلاحظ أنه وبينما احتاجت معاهدة الصداقة مع الاسبرطيين رسالة مكتوبة لإثبات صلة القربى، لم يتطلب الأمر كذلك في حالة روما. هذا وقد تثبتت هذه المعاهدة في عهد هركانوس، حيث توددت كل من برغامس وأثينا إلى هركانوس من أجل تكوين علاقات دبلوماسية مع روما، بل أن برغامس ادّعت أواصر الصداقة والقربى مع اليهود منذ أيام إبراهيم أب الآباء. ![]() <SPAN lang=ar-sa> 5وهذه نسخة الكتب التي كتبها يوناتان إلى أهل إسبرطة: 6"من يوناتان عظيم الكهنة وشيوخ الأمة ومن الكهنة وسائر شعب اليهود إلى أهل إسبرطة اخوتهم سلام. 7إن آريوس المالك فيكم كان قد بعث بكتب إلى أونيا عظيم الكهنة، يشهد أنكم اخوتنا على ما هو في النسخة هذه. 8فاستقبل أونيا الرسول بإكرام وأخذ الكتب المصرح فيها بالتحالف والمصادقة. 9فنحن، وإن لم نكن في حاجة إلى ذلك بما لنا من التعزية في الأسفار المقدسة التي في أيدينا، 10فقد حاولنا مراسلتكم لنجدد الإخاء والصداقة لئلا نعد من الغرباء عندكم، إذ قد مضى على مكاتبتكم لنا زمان طويل 11وإننا في كل حين في الأعياد وسائر الأيام المفروضة لا نزال نذكركم في الذبائح التي نقدمها وفي الصلوات، كما ينبغي ويليق أن يذكر الإخوة. 12ويسرنا ما أنتم عليه من المجد. 13أما نحن فقد أحاطت بنا مضايق كثيرة وحروب كثيرة، وقاتلنا الملوك الذين من حولنا. 14لكننا أبينا أن نثقل عليكم وعلى سائر حلفائنا وأصدقائنا في تلك الحروب، 15فإن لنا من السماء إغاثة تغيثنا، وقد انتشلنا من أعدائنا فأذلوا. 16فقد اخترنا نومانيوس بن أنطيوخس وأنتيباتير بن ياسون، وأرسلناهما إلى الرومانيين، لنجدد ما كان بيننا قبلا من المصادفة والتحالف. 17وأمرناهما بأن يذهبا إليكم ويبلغاكم السلام ويسلما إليكم الكتب من قبلنا في تجديد إخائنا. 18وتحسنون عملا إن أجبتمونا إلى ذلك". كانت التحالفات شائعة في ذلك الوقت لاسيما مع روما القوة العظمى آنئذ، ففي الوقت الذي أرسل فيه يوناتان سفراءه إلى روما (ما بين أواخر صيف سنة 145 ق.م. وقبل موت يوناتان في أواخر 143 ق.م) كانت إسبرطة مثالًا بارزًا في كيفية أن كسب ود روما كان يحقق نجاحًا كبيرًا، فقد هددت "عصبة الاخائيين Achaean League" إسبرطة سنة 148/147 ق.م، بل دخلت في حرب ضدها سنة 146 ق.م، وقد هبت روما لنجدة إسبرطة عن طريق الدبلوماسية أولًا سنة 147 ثم بالجيوش بعد ذلك سنة 146 ق.م. حيث سحقت عصبة الآخائيين (راجع آية 12، 13) وهنا يدرك اليهود مدى الخطر الذي يتهددهم من ديمتريوس الثاني وتريفون. ![]() شيوخ الأمة: " gerousiaجيروسيا" وباللاتيني " senatus" (1). وهو مجلس ُانشيء في زمن البطالمة، يترأسه الكاهن العظيم لتدبير شؤون الأمة. ![]() اسبرطة Sparta: الاسم مشتق من: "سبرطون" وهو شخص يهودي يُعتقد أنه مؤسسها، كما تسمى أيضا: لكديمون Laccdaemon (1 مكا 14: 16 و2 مكا 5: 9) وهي مدينة يونانية قديمة تقع في الجزء الجنوبي من شبه جزيرة البيلوبونيز، قرب البلدة الحالية التي تحمل اسمها، وقد ُانشئت في القرن التاسع قبل الميلاد وكانت عاصمتها: " ليكاؤنية". ولذلك يدعى كل شعب ليكاؤنية بالإسبرطيين. ![]() وقبل أيام يوناتان المكابي أطلق الكتاب على المدينة اسم " إسبرطة" أماّ اسم " لكديمون" فقد ظهر في الوثائق الرسمية الإسبرطية، كما استخدم اسم "لكديمون" دبلوماسيي اليونان، وبالمثل فقد ُأطلق على الإسبرطيين اسم "اللكديمونيين". ولكنه في عهد يوناتان عُرفت المدينة باسم "إسبرطة" على نطاق واسع لاسيما في " آسيا " في حين ظهرت في كتابات يوسيفوس ب "لكديمون". وقد اشتهر سكانها بنظام حياتهم الصارم شبه العسكري، ولعبوا دورًا كبيرًا إبان الحرب الفارسية اليونانية، في صد الغزوات الفارسية، وفي وقت لاحق هزموا إمبراطورية أثينا، في الحرب البيلوبونزية، وأما عن الإشارة إلى كون اليهود والإسبرطيون أقارب، فلعل هذا الاعتقاد والذي ذكر بوضوح في (2 مكا 5: 9) يَرجع إلى عدة أسباب منها: 1- الاعتقاد بأن الإسبرطيين هم نسل احدى زوجتي إبراهيم هاجر أو قطورة، أو نسل أحد أبناء زوجة عيسو اليونانية، أو أنهم أحفاد (قدموس الفينيقي) أو أحفاد واحد من جاليته، أو أن "الفالجيين" أجداد الإسبرطيين هم نسل " فالج بن عابر" تكوين 11: 16 - 19). 2-لجوء عدد كبير من اليهود إلى إسبرطة، إبان غزو " نبوخذ نصر " لليهودية(1) 3-التشابه الكبير بين عادات الشعبين، مثل: الشريعة والتطهير واحترامهم للتقليد. 4-عرف عن الشعبين كثرة النسل. 5-نبذهم للغرباء والتشابه في النظام الحربي بينهما، ونظام تملّك الأراضي. 6-الإخاء والمودة يحسبان قرابة. ولعل هذا الاعتقاد بوجود صلة قربى هو ما دفع "ياسون" رئيس الكهنة المنبوذ للهرب إلى هناك خوفا من اليهود الذين طاردوه (2 مكا 5: 9). ![]() يظهر من بداية خطاب يوناتان، أن ثمة معاهدة بين الطرفين، تمت بين أونيا الأول رئيس الكهنة الأسبق، وآريوس الأول، وذلك قبل قرنين من الزمان من ذلك التاريخ، حيث كانت المبادرة من الإسبرطيين أنفسهم، مما يشير إلى ما كان لليهود حينذاك من مكانه واستقلال، كانوا قد عادوا من السبي قبل قرن كامل وبدأوا يستقرون في وطنهم. فإن الاسكندر الأكبر عندما دخل أورشليم كان اليهود أمه مستقلة عاملها هو بإكرام، مثلما استقبلوه هم بترحاب كبير. وقد رحب اليهود في حينه بالتحالف مع الإسبرطيين، وهناك ظروف مشابهة لتحالف اليهود مع إسبرطة وملابسات هذا التحالف، وذلك في قصة تحالف أهل " لامبساكوس Lampsakos " مع روما بعد تهديد أنطيوخس الثالث لهم، فقد أرسلوا نائبًا عنهم إلى روما، وكانت لهم صداقة وقرابة مع الرومان. وقد اتسمت رحلة السفراء بطولها ومشقتها، وقد التمسوا من القادة تزكيتهم لدى الشوري الروماني حيث تم لهم ذلك بالفعل، وكان الوسيط بينهم أهل مدينة "ماسيليا " والذين كان لهم حظوة لدى الرومان فتمت لهم المعاهدة.. مما دفع أهل " لامبساكوس" إلى تكريم سفيرهم إلى روما: " هجسياس " حيث كتبوا وثيقة بذلك. أما عن " صداقة وأخوة " شعب لامبساكوس وماسيليا فهي حقيقية، حيث كانت كل من المدينتين " مستعمرة " أسسها " فوكايا " أما مسألة القرابة بين شعب روما وشعب وأهل لمبساكوس فهي خيالية(1). ![]() أونيا (حونيا) Onias: يأتي الاسم من اللفظة (أون) ومعناها "قوة" والمقصود في السفر هنا هو "أونيا الأول"(2) ويأتي في العبرية (حونيا، ويكتب أيضاحونايو)وباليونانية " onias"وفي الآرامية حونيا كالعبرية أيضا. وهو مختصر اسم "يوحانان". وقد انتشرت هذه الاختصارات جدًا في هذه الفترة، تمشيا مع المنع الذي أطلقة آباء اليهود هذه الفترة من نطق اسم إله السماء، وقد كتبه الرابي هائي بهذا الشكل "حونايو"، وورد في التلمود باسم "حوني"(1)وهو ابن رئيس الكهنة "يديا Iaddus, Yaddua" (ربما هو نفس الاسم يهوياداع) وهو أبو سمعان الأول رئيس الكهنة. وقد رأس أونيا الكهنوت خلال الفترة (من 320 - 290 ق.م.) في زمن الاسكندر الأكبر. وقد ظن يوسيفوس بطريق الخطأ أن خطاب الاسبرطيين ُارسل إلى أونيا الثالث، ولعل السبب في ذلك الخلط هو وجود ملك آخر باسم "آريوس الثاني" وقد ملك سنة 255 ق.م. ومات طفلًا في الثامنة من عمره، كما أن "أونيا" كان اسم لأكثر من رئيس كهنة كما سنرى: ![]() ![]() أونيا الثاني: وهو ابو سمعان الثاني، عندما مات ابوه كان صغيرًا بدرجة لا تؤهله لتقلد رئاسة الكهنوت، حيث تقلدها عمه ألعازر ومن بعدها منسى بشكل مؤقت، ريثما يتقلدها هو خلال فترة حكم بطليموس الثالث يورجيتيس. ويصفه يوسيفوس بأنه عاطفي، قليل الخبرة، مولع بحب المال، وعندما رفض دفع الجزية المقررة عليه كرئيس كهنة لبطليموس يورجيتيس (وتبلغ عشرين وزنة) قررّ بطليموس غزو اليهودية ومصادرة أراضيها لجنوده، وعندئذ تدخّل "يوسف بن طوبيا" (وهو ابن غير شرعي لأونيا) مسترضيًا الملك، ومنذ ذلك الحين نشأ الصراع بين عائلتي " أونيا وطوبيا". ![]() أونيا الثالث: وهو ابن سمعان الثاني وخليفته، وحفيد أونيا الثاني، وأبو أونيا الرابع، وهو محبوب جدًا لدى اليهود، وسيأتي الحديث عنه في (2 مكا 3)(2). ![]() آريوس Arius: الاسم مشتق في الغالب من "داريوس" وهو اسم فارسي معناه (مالك الخير) وفي العبرية(آرس) وباليونانية ( Arhj)وليس أريوس(Areioj) والمقصود هنا هو " أرس الأول" ملك إسبرطة . ُاطلق الاسم على اثنين من ملوك إسبرطة، الأول ملك في الفترة (309 - 265 ق.م.) وهو الذي بادر بعرض التحالف (آية 7) وقد تكون رسالته قد ُارسلت بين عامي (309 - 300 ق.م.) وفي الفترة الأخيرة من حكمه اتجه نحو الأوتوقراطية (الاستبداد) أي أنه عمل بمفرده دون إشراك القضاة معه، كما اصدر العملات باسمه الخاص، وأنفق كذلك ببذخ على غرار نمط الحكام الهيلينيون، ومن هنا يرجح العلماء الذين درسوا الرسالة جيدَا أنه كتبها في أواخر حياته وفي فترة رئاسة كهنوت أونيا الثاني. وأما آريوس الثاني فهو الذي يراسله يوناتان المكابي في هذا الأصحاح، وقد ملك سنة 255 وكان ما يزال طفلًا حين وُلّى ولم يعش طويلا إذ مات عندما بلغ الثامنة من عمره (262 - 254 ق.م.). ![]() رغم ما يظن أنه غرور واعتداد بالذات في لهجة الرسالة (آية 9، 15) وكأن التحالف لا يُؤمل منه أية مكاسب سوى الود وتأكيد الصداقة، فإنه يعكس في الحقيقة المنهج الروحي الذي ينتهجونه، إن اعتمادهم على الله وتعزيتهم ليس بتعضيد من الآخرين، بل من خلال الميراث الذي تركه لهم الوحي في "الأسفار المقدسة" ونلاحظ أن هذا التعبير أشمل من تعبير " كتاب الشريعة " الوارد في (3: 48) أو " الكتاب المقدس" في (2 مكا 8: 23). فإن كتاب الشريعة يعنى أسفار موسى الخمسة والتي كان ُيطلق عليها أيضًا في حينه: " الكتاب المقدس" حيث نلاحظ أنه في ذلك الوقت كان قد بدأ تقسيم الكتاب المقدس في التبلور، ليصبح: (الشريعة/الأنبياء/ الكتابات) أو (توراه/ نبييم נְבִיאִים/ كتوبيم). وهو ما أشار إليه يشوع بن سيراخ في القرن الثاني قبل الميلاد، وما يزال الكتاب المقدس لدى اليهود بنفس هذا الترتيب، راجع (تيموثاؤس الثانية 3: 16) حيث يشير إلى العهد القديم "كل الكتاب". راجع أيضًا (رومية 15: 4) إذ يتحدث معلمنا بولس عن التعزية التي لنا في الكتب المقدسة. وهكذا تأتى المعاهدة في إطار ودي وإنساني بحت، لاسيما وأن إسبرطة في ذلك الوقت لم تكن قوة فاعلة في الصراعات الدائرة، ويعّلل اليهود تجديد المعاهدة بأنه قد مرّ وقت طويل منذ ُأبرمت المعاهدة الأولى وقد حان الوقت لتفعيلها، وهاهم يصلون عنهم ويقدمون الذبائح باسمهم، وتميز الرسالة هنا بين نوعين من الأعياد، الأولى رسمية رئيسية والتي يحج فيها اليهود إلى أورشليم، والثانية الأيام المفروضة أو المخصصة وهي تشمل الأعياد التي حددها اليهود لاحقًا مثل " يوم مردخاي " ويوم نكانور وعيد التجديد" وغيرها. لقد قدموا ذبائحًا مماثلة للملوك الوثنيين مثلما حدث في أيام ديمتريوس الأول ونكانور (7: 33) مما يعزز الرأي القائل بأنه كانت تعيش هناك جالية يهودية كبيرة في القرن الثاني الميلادي، وهم في صلواتهم وذبائحهم عن الإسبرطيين يطلبون لهم مزيدًا من الوقت والمجد. وتأتى هذه اللهجة الروحية بعد مشوار طويل من الأحاديث السياسية ولغة السيف والقتل والانتقام والدبلوماسية (في أفضل الأحوال) بهذا يعود اليهود ويتذكرون كيف أنهم أمة مختارة وشعبًا مقدسًا، بعد أن أرهقونا خلفهم في الأصحاحات السابقة ونحن نلهث متابعين الحروب والتقلبات والوشايات حتى من <SPAN lang=ar-sa> |
![]() |
|