منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 03 - 2014, 02:52 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

أصحاح الجلجثة وغلبة المسيح
هذا هو إصحاح الجلجثة، الموقعة التي غلب فيها المسيح

شوكة الموت وأسر الشيطان وأعلن ذاته عريسًا حقيقيًا لعروسه الكنيسة..
ولَمَّا آنتَهَوا مِنَ الأَكْلِ والشُّرْب، أَرادواأَن يَرْقُدوا. وذَهَبوا بِالفَتى وأَدخَلوه إِلى الغُرْفة.2 وذَكَرَ طوبِيَّا كَلامَ رافائيل فأَخرَجَ مِنكيسِه كَبِدَ الحوتِ وقَلْبَه ووَضَعَهما على جَمْرِ المِبْخَرة.3 فرَدَّت رائِحةُ الحوتِ الشَّيطانَ فهَرَبَ فيالجَوِّ إِلى نواحي مِصْر. فمَضى رافائيلُ في إثْرِه وشَكَلَه هُناكَوأَوثَقَه مِن ساعتِه.
يتذكر طوبيا هنا وصية الملاك ويفعل كما أرشده، وكما شرحنا سابقًا فإن الأسرار والنعم الإلخية تُمنح لنا تحت أعراض مادية منظورة باعتبار أن الإنسان هو جسد وروح، فالجسد يخاطب بطريقة جسدية ملموسة في حين تتنعم الروح بفاعلية السر، وهكذا فإن الجسد والدم في الإفخارستيا يعطيان تحت أعراض الخبز والخمر، ومسحة المرضى تعطى في صورة زيت القنديل، والميلاد الجديد في المعمودية، بالماء والميرون.

أصحاح الجلجثة وغلبة المسيح
و في العهد القديم، خلص إليشع النبي شخصًا من ضيقته بأن جعل فأسه الحديد الذي سقط على النهر يطفو فوق سطح الماء، وهو يتعارض مع قانوني الكثافة والجاذبية، وهو كذلك أبرأ ماء أريحا وجعله عزبًا بأن ألقى فيه بعض الملح (مع أن الملح يضر بالماء العذب !) ونعمان السرياني برأ باغتساله في النهر، وأليشع أيضًا طهر القدر الذي كان فيه قثاء بريًا بأن ألقى فيه بعض الدقيق ] وَقَالَ بَنُو الأَنْبِيَاءِ لأَلِيشَعَ: [هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي نَحْنُ مُقِيمُونَ فِيهِ أَمَامَكَ ضَيِّقٌ عَلَيْنَا. فَلْنَذْهَبْ إِلَى الأُرْدُنِّ وَنَأْخُذْ مِنْ هُنَاكَ كُلُّ وَاحِدٍ خَشَبَةً ، وَنَعْمَلْ لأَنْفُسِنَا هُنَاكَ مَوْضِعً لِنُقِيمَ فِيهِ]. فَقَالَ: [اذْهَبُوا]. فَقَالَ وَاحِدٌ: [اقْبَلْ وَاذْهَبْ مَعَ عَبِيدِكَ]. فَقَالَ: [إِنِّي أَذْهَبُ]. فَانْطَلَقَ مَعَهُمْ. وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى الأُرْدُنِّ قَطَعُوا خَشَبً . وَإِذْ كَانَ وَاحِدٌ يَقْطَعُ خَشَبَةً وَقَعَ الْحَدِيدُ فِي الْمَاءِ. فَصَرَخَ: [آهِ يَا سَيِّدِي لأَنَّهُ عَارِيَةٌ!] فَقَالَ رَجُلُ اللَّهِ: [أَيْنَ سَقَطَ؟] فَأَرَاهُ الْمَوْضِعَ، فَقَطَعَ عُودً وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا الْحَدِيدُ. فَقَالَ: [ارْفَعْهُ لِنَفْسِكَ]. فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهُ.راجع 2 مل 6: 1 - 7، وَقَالَ رِجَالُ الْمَدِينَةِ لأَلِيشَعَ: [هُوَذَا مَوْقِعُ الْمَدِينَةِ حَسَنٌ كَمَا يَرَى سَيِّدِي، وَأَمَّا الْمِيَاهُ فَرَدِيئَةٌ وَالأَرْضُ مُجْدِبَةٌ]. فَقَالَ: [ائْتُونِي بِصَحْنٍ جَدِيدٍ وَضَعُوا فِيهِ مِلْحً]. فَأَتُوهُ بِهِ. فَخَرَجَ إِلَى نَبْعِ الْمَاءِ وَطَرَحَ فِيهِ الْمِلْحَ وَقَالَ: [هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ أَبْرَأْتُ هَذِهِ الْمِيَاهَ. لاَ يَكُونُ فِيهَا أَيْضًا مَوْتٌ وَلاَ جَدْبٌ]. فَبَرِئَتِ الْمِيَاهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ حَسَبَ قَوْلِ أَلِيشَعَ الَّذِي نَطَقَ بِهِ. 2: 19 - 22، وَرَجَعَ أَلِيشَعُ إِلَى الْجِلْجَالِ. وَكَانَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ وَكَانَ بَنُو الأَنْبِيَاءِ جُلُوسً أَمَامَهُ. فَقَالَ لِغُلاَمِهِ: [هَيِّئِ الْقِدْرَ الْكَبِيرَةَ وَاسْلُقْ سَلِيقَةً لِبَنِي الأَنْبِيَاءِ]. وَخَرَجَ وَاحِدٌ إِلَى الْحَقْلِ لِيَلْتَقِطَ بُقُولً ، فَوَجَدَ يَقْطِينً بَرِّيًّ ، فَالْتَقَطَ مِنْهُ قُثَّاءً بَرِّيًّ مِلْءَ ثَوْبِهِ، وَأَتَى وَقَطَّعَهُ فِي قِدْرِ السَّلِيقَةِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا. وَصَبُّوا لِلْقَوْمِ لِيَأْكُلُوا. وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ مِنَ السَّلِيقَةِ صَرَخُوا: [فِي الْقِدْرِ مَوْتٌ يَا رَجُلَ اللَّهِ!] وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَأْكُلُوا. فَقَالَ: [هَاتُوا دَقِيقً]. فَأَلْقَاهُ فِي الْقِدْرِ وَقَالَ: [صُبَّ لِلْقَوْمِ فَيَأْكُلُوا]. فَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ رَدِيءٌ فِي الْقِدْرِ. 4: 38 - 41 [ كذلك نقرأ في سفر الخروج أن موسى النبي حوّل عصاه إلى حيَّة في بلاط فرعون (فَدَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ الَى فِرْعَوْنَ وَفَعَلا هَكَذَا كَمَا امَرَ الرَّبُّ. طَرَحَ هَارُونُ عَصَاهُ امَامَ فِرْعَوْنَ وَامَامَ عَبِيدِهِ فَصَارَتْ ثُعْبَانا. خر 7: 10).
لقد كان ملاك الله قادرًا على طرد الشيطان وتقييده، من دون تدخلّ طوبيا في مواجهة معه(أي الشيطان) ولكن الله علمنا أن نعمل معه، ونشترك وهو يكمل العمل.
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم نيابة عن الملاك روفائيل: 1] أنا الذي زوجت ابنه (يقصد طوبيا الشيخ) لإبنة رعوئيل وطردت عنها الشيطان الساكن فيها [.
و يقول جيفين P.Giffin في تعليقه على سفر طوبيا، أن هذه الفقرة من النص، قد عضدت لدى المسيحيين، طقس تبريك المنازل برش الماء فيها لطرد الأشرار الشريرة.
أصحاح الجلجثة وغلبة المسيح
القبض على الشيطان وتقييده

هرب الشيطان لوقته إلى برية مصر (وفي النص اللاتيني برية مصر العليا) فتبعه الملاك إلى هناك وقيده، ويقصد بها منطقة الأقصر (طيبة) والتي كانت مليئة في ذلك الوقت بهياكل الأوثان والتي هي مأوى للشياطين (لأن آلهة الأمم شياطين مز 96: 5) وترد هذه الآية في العبرية (لأَنَّ كُلَّ آلِهَةِ الشُّعُوبِ أَصْنَامٌ) وقد اشتهرت مصر قديمًا بسحرها وسحرتها (اَللهُ قَاضٍ عَادِلٌ وَإِلَهٌ يَسْخَطُ فِي كُلِّ يَوْمٍ. مز 7: 11).
و يروى القديس مكاريوس الكبير، عن كاهن وثن أخبره بأنه رأى مجلسًا للشياطين قد أقيم في أحدى الهياكل الوثنية الذي كان الكاهن يخدم فيه.
و قد كانت مصر هي حدود المملكة الأشورية في ذلك الوقت من جهة الجنوب، ومن هنا فإن ذلك يعنى أمرين، أولهما أن الشيطان قد خرج خارج حدود العالم (المعروف وقتها) وثانيهما أنه طرد إلى أسفل (الذي يعنى دائمًا الهاوية).
أنظر كيف أن الشيطان الرديء الذي تسبب في قتل الأزواد السبعة قد ربطه الملاك باعتباره أقوى منه ] كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ الْقَوِيِّ وَيَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ إِنْ لَمْ يَرْبِطِ الْقَوِيَّ أَوَّلً وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ مت 12: 29 [.
و في هذا ردّ كاف على الذين يدعون أن هذا شكل من أشكال السحر، فإن السحر يتم بمساعدة الشيطان، ولكن الشيطان هنا هو المهزوم والمطرود فكيف ذلك، إن ذلك فيه طرد للشيطان ولسحره الرديء عن أولاد الله.
لقد كانت كل الخليقة تنتظر هذا اليوم، الذي يجيء فيه المسيح وينتصر على الشيطان ويخلص الذين في الجحيم من قبضته، ويفتدى الكنيسة ويتخذها عروسًا له.
أصحاح الجلجثة وغلبة المسيح
4 وخَرَجوا فأَغلَقوابابَ الغُرْفة. فنَهَضَ طوبِيَّا مِنَ الفِراشِ وقالَ لِسارة: ((قومي،يا أُخْتي، نُصَلِّى، ولنبْتَهِلْ إِلى رَبِّنا، لكَي يُنعِمَ علينابِالرَّحمَةِ والخَلاص)).5 فقامَت وأَخذايُصلِّيانِ فيَبتَهِلانِ لِكَي يُنعَمَ علَيهما بِالخلاص، وشرَعَ يقول: ((مُبارك أَنتَ، يا إِلهَ آبائِنا ومُباركٌ آسمُكَ إِلى جَميعِالاجْيالِ الآتِيَة! لِتُباركْكَ السَّمَواتُ وجَميعُ خَلائِقِكَأَبَدَ الدُّهور! 6 أَنتَ صَنَعتَ آدم أَنتَصَنَعتَ لَه عَونً وسَنَذا حَوَّاءَ آمرأَتَه ومِنهُما خَرَجَ الجِنسُالبَشَرِيّ. وأَنتَ قُلتَ: لا يَحسُنُ أَن يَكونَ الإِنسانُ وَحدَهفَلْنَصنَعْ لَه عَونً يُناسِبُه. 7 والآن،فلا مِن أَجْلَ الزِّنى أَتَّخِذُ أُخْتي هذه زَوجَةً بل في سَبيلِالحَقّ. إِقْضِ بِأَن تنعِمَ عَلَيَّ وعلَيها بالرَّحمة وبِأَن نشيخَكِلانا معً )). 8 وقالا بِصَوتٍ واحِد: ((آمين، آمين،9 ثُمَّ رَقدا تلكَ اللَّيلة.
هذا يعود بنا إلى التقليد القديم للزواج والذي أرساه هذا السفر في الوعي القبطي، حيث كان كل من الشاب والفتاة يسهران في الكنيسة مع أقرانهما في التسبيح والصلاة والقراءة، حتى إذا ما جاء الصباح وتم رفع بخور باكر، عندئذ يعقد الإكليل المقدس، يعقبه القداس الإلهي حيث يتناول العروسان مع جميع المشاركين، وعقب الاحتفال والمشاركة الاجتماعية من قبل الآخرين، يقضى العروسان ثلاثة أيام في الخلوة والعبادة قبل أن يكمل زواجهما جسديًا .
و يرى جيفين P.Giffin أن الزواج المسيحي في القرون الأولى قد تأثر بسفر طوبيا من حيث التقديس ثلاثة أيام. 2
و قد بدأ هذا الطقس في العودة إلى الكنيسة في الوقت الراهن، حيث يشجع الكثير من الآباء الأساقفة على عقد الإكليل قبل القداس الإلهي وبدأت بعض الأديرة في السماح لبعض المتزوجين للتوّ في قضاء مدة الثلاثة أيام في رحابها وتسمى اصطلاحا ً (أيام طوبيا).
و يسمى سر الزواج في الكنيسة:
‌أسر الحب
‌بسر الكنيسة
‌جالزيجة المباركة
‌دالزيجة الروحانية
‌هالمحفل الأرثوذكسى
‌والإكليل الشريف
‌زالإكليل الأرثوذكسى
‌حسر الزواج
‌طالسر الأعظم لإتحاد المسيح بالكنيسة، والذي يحضر المدعوون إلى العرس أصلًا لمعاينته
و طوبيا هنا كشخص روحي، يبدأ زواجه بالصوم والصلاة، وقد ورد في كتاب ترتيب البيعة، أنهم كانوا يستقبلون العريس بعد صلاة نصف الليل بلحن إفلوجيمينوس (المبارك) حتى يصل إلى الهيكل فيسجد ثم يتجه إلى مكان عقد الإكليل، وبعد ذلك يستقبلون العروس بلحن شيرى نى ماريا (السلام لك يا مريم) حتى تصل إلى نفس المكان، وطوبيا يدعو سارة لتقديس هذا الزواج بحضور الله في مخدعهما، يقول القديس أبيفانيوس (لقد دعى يسوع لكي يحيط الزواج بالعفاف ويفيض من نعمته على المستقبل) ويقول العلامة أوريجانوس (إن يد الله هي التي توحدّ الاثنين).
أمّا القديس كيرلس عامود الدين فيقول (السيد المسيح يأتي إلى العرس، ليحقق على الدوام الأعجوبة عينها " عرس قانا الجليل ").
و قال القديس يوحنا ذهبي الفم (في كل عرس صورة لعرس قانا الجليل، المسيح حاضر بالفعل).
وفي صلوات سر الزواج، كانت تقرأ قديمًا ، فصولًا خاصة بالسر في القداس الإلهي الذي يعقب الإكليل، وبذلك بدلًا من فصول اليوم الدورية (في كتاب القطمارس katameooc) كما أنهم كانوا يحضرون العريس أمام الهيكل وهم يرتلون أمامه لحن (إك إزمارؤوت/ مبارك) باعتباره يمثل السيد المسيح.
أمّا اللفافة البيضاء والتي مازالت توضع على يدي العروسين معًا فقد كانت تستخدم عند تناول العروسين من الأسرار المقدسة، حيث يسلمها العريس لعروسه بعد تناوله هو لكي تحملها في يدها بدورها عند تناولها ليكون إتحادهما معًا في المسيح الذي يوحدنا فيه بتناولنا من جسده ودمه الأقدسين. 3
إن نظرة طوبيا للزواج، هي نظرة مقدسة، فهو يعرف أن الله خلق حواء عونًا لآدم نظيرًا له (مثله) تعينه في الحياة ويبدعان معًا وتكون أسرتهما الصغيرة المقدسة نواة للكنيسة (الأسرة الكبيرة).
ما أحوج الكنيسة اليوم إلى زواج له هذا الفكر وهذه التسمية وهذه القدسية وما أحوجها للتخلي عن كل ما يرتبط به الزواج اليوم من خلاهة ومبالغة في احتفالاته وعثرات من الذين لا يقدرون قدسيته.
يقول اللاهوتي الأرثوذكسى الروسى بول أفدوكيموف: " أنه من بين الأسباب التي جعلت الناس ينظرون إلى الرهبنة وحدها، باعتبارها الحياة المثلى الفاضلة للزواج، هو ما يرتبط بالزواج حاليًا من مظاهر غير لائقة، بل وأحيانًا معثرة ومخجلة، عارية عن الثياب التي يهبها مسيح عرس قانا الجليل. 4
في الصلاة قوة وعزاء وسلامًا قلبيًا وقبل أن تنتهي الصلاة يتسلل إلى النفس ذلك الشعور اللذيذ بأن الصلاة قد أستجيبت وأن الله فرح بالصلاة كذبيحة حب وقلبها كرائحة بخور عطرة، فالصلاة المقرونة بالدموع تجد الطريق سهلًا إلى الله.
أصحاح الجلجثة وغلبة المسيح
وكانَ أَنَّ رَعوئيلَ قامَ ودَعا إِليه الخَدَم فذَهَبوا يَحفِرونَقَبْرً ، 10 لِأَنَّه قالَ في نَفْسِه: ((أَخْشى أَن يَموتَ فنَكونَ عُرضةً لِلسُّخرِيَّةِ والشَّتيمة)). 11 فلَمَّا آنتَهَوا مِن حَفْرِ القَبْر، عادَرَعوئيلُ إِلى البَيت فدَعا آمرَأَته 12 وقال: ((أَرْسِلي واحِدةً مِن جَواريكِ، ولتدخُلْ لِتَرى هلِ الفَتى حَيّ. فإِن ماتَ، دَفنَاه مِن دونَ أَن يَعلَمَ بالأَمرِ أَحَدٌ مِنَ النَّاس)). 13 فأَرْسَلا الجارِيةَ وأَضَاءاالقِنْديلَ وفَتَحا الباب، فدَخَلَتِ الجارِية، فوَجَدَتهُمامُضَّجِعَينِ ونائمَينِ مَعً نَومً عَميقً . 14 فخَرَجَتِ الجارِيةُ وأَخبَرَتهُما بِأَنَّه حَيٌّوبِأَنَّه لَيسَ هُناكَ مِن سوء.
يبدو أن رَعوئيلَ لم ينم تلك الليلة، فقد عادت الذكريات المرة لتؤرقه، وهو كإنسان حروب بالشك برغم التأكيد الذي حصل عليه قلبيًا ، بزوال الخطر، وقد نما الشك داخله تلك الليلة ووصلت الهواجس إلى الذروة فقام مع غلمانه ليخضر طوبيا قبر ً ليلحق بذلك الأزواج السبعة السابقين، لقد سعد بزواج إبنته في الليلة السابقة ورأى يد الله واضحة في الأمر، ولكنه الآن يصارع مع إنسانه العتيق، ويرغب في دفن طوبيا - إن كان قد مات بالفعل - في جنح الظلام حتى يطفى نفسه وعائلته مؤونة التعيير والشماتة. ولكن الجارِية - وقد تكون هي نفس الجارية التي عيّرت سارة من قبل، وألحقت بها آلالام نفسية وحركت أوجاعها - قد عاينت الآن بنفسها كيف أزال الله عن سيدتها عارها، كما سمع من قبل لليئة زوجة يعقوب (وَوُضِعَ قُدَّامَهُ لِيَاكُلَ. فَقَالَ: «لا اكُلُ حَتَّى اتَكَلَّمَ كَلامِي». فَقَالَ: «تَكَلَّمْ». تك 24: 33) وكما نزع عار أليصابات من بين الناس (هَكَذَا قَدْ فَعَلَ بِيَ الرَّبُّ فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا نَظَرَ إِلَيَّ لِيَنْزِعَ عَارِي بَيْنَ النَّاسِ لو 1: 25).
أصحاح الجلجثة وغلبة المسيح
ونائمَان مَعً نَومً عَميقً :

الآن تحصل العروس على الراحة الحقيقية بإتحادها بعريسها، فلا سلام للكنيسة التي ليست عروس للمسيح ولا سلام للموضع الذي يخلو من المسيح.
15 فبارَكَرَعوئيلُ إِلهَ السَّماءِ وقال: ((مُباركٌ أَنتَ، أَللَّهُمَّ،بِكُلِّ بَرَكَةٍ طاهِرة وَليباكوكَ أَبَدَ الدُّهور! 16 مُباركٌ أَنتَ لِأَنَّكَ فَرَحتَني فلم يكُنْشيَءٌ مِمَّا تَوَقَّعته بل إِنَّكَ عامَلتنا بِحَسَبِ رَحمَتِكَالوافِرة. 17 مُباركٌ أَنتَ لِأَنَّكَ رَحِمتَالوَحيدَين. فأَنعِمْ علَيهما، يا ربّ، بِالرَّحمةِ والخَلاص وأَتِمَّحَياتَهُما في الفَرَحِ والنِّعمة)). 18 ثُمَّأَمَرَ خدَمَه بِرَدْم القَبْرِ قَبلَ طُلوعِ الفَجْر.
الآن تعود البهجة إلى بيت مسكين وعائلة عانت لسنوات طويلة، واليوم عربون لفرح آخر سوف يكمل عما قريب (وفي بيت طوبيا الشيخ) وكما ردم القبر قبل طلوع الفجر، هكذا قام المسيح من الأموات والظلام باق (وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرً وَالظّلاَمُ بَاقٍ. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعً عَنِ الْقَبْرِ. يو 20: 1) وكما لم يصب طوبيا ما أصاب الأزواج الآخرين، فإن الموت لم يستطع أن يمسك المسيح.
أنها معركة الجلجثة التي فيها قيد الله الشيطان (في الترجمة اللاتينية يرد في صلاة رعوئيل وحنة
" وحبست عنا الشيطان ") وأمات الموت..
و صار القبر الفارغ علامة قيامته، كما صار القبر المردوم هنا دليل نجاة طوبيا.
أصحاح الجلجثة وغلبة المسيح
19 وطَلَبَ إِلى آمرَأَتِه أَن تُعِدَّ قَدرً كبيرً مِنَ الخُبْز. وذَهَبَ إِلى القَطيعِ فأَتى بِبَقَرَتَينِ وأَربَعةِكِباش وأَمَرَ بِإِصلاحِها، وأَخذوا في إِعْدادِ ما يَلزم. 20 ثمَّ دعا طوبِيَّا فقالَ لَه: ((طَوالَ أَربَعَةَعَشَرَ يَومً لا تتحَرَّكُ مِن هُنا، بل تَبْقى لِتأكُلَ وتَشرَبَعِنْدي وتُفرِجَ الغَمَّ عن نَفْسِ آبنَتي. 21 ثُمَّ خُذْ مِن هُنا نِصْفَ ما عِنْدي وعُدْ سالِمً إِلى أَبيكَ. وأَمَّا النِّصفُ الثَّاني فيَصيرُ لَكَ بَعدَ مَوتي ومَوتِ آمرأَتي. تشَجّعَ، يا بُنَيَّ، فأَنا أَبوكَ وعَدْناءُ أُمُّك، ونَحنُ معَكَ كماأَنَّنا مع أُختِكَ مِنَ الآنَ ولِلأَبَد. فتشَجَّع يا بُنَيَّ)).
كانت الولائم والاحتفالات في العرس اليهودي، تستمر سبعة أيام فقط، تتخللها الذبائح، ودعوة الأصدقاء والأقارب والمساكين (فَاسْرَعَ ابْرَاهِيمُ الَى الْخَيْمَةِ الَى سَارَةَ وَقَالَ: «اسْرِعِي بِثَلاثِ كَيْلاتٍ دَقِيقا سَمِيذا. اعْجِنِي وَاصْنَعِي خُبْزَ مَلَّةٍ ثُمَّ رَكَضَ ابْرَاهِيمُ الَى الْبَقَرِ وَاخَذَ عِجْلا رَخْصا وَجَيِّدا وَاعْطَاهُ لِلْغُلامِ فَاسْرَعَ لِيَعْمَلَهُ. تك 18: 6، 7، فَجَمَعَ لابَانُ جَمِيعَ اهْلِ الْمَكَانِ وَصَنَعَ وَلِيمَةً . 29: 22، وَنَزَلَ أَبُوهُ إِلَى الْمَرْأَةِ، فَعَمِلَ هُنَاكَ شَمْشُونُ وَلِيمَةً لأَنَّهُ هَكَذَا كَانَ يَفْعَلُ الْفِتْيَانُ. فَلَمَّا رَأُوهُ أَحْضَرُوا ثَلاَثِينَ مِنَ الأَصْحَابِ فَكَانُوا مَعَهُ. فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: «لَأُحَاجِيَنَّكُمْ لُغَزً ، فَإِذَا حَلَلْتُمُوهُ لِي فِي سَبْعَةِ أَيَّامِ الْوَلِيمَةِ وَأَصَبْتُمُوهُ أُعْطِيكُمْ ثَلاَثِينَ قَمِيصً وَثَلاَثِينَ حُلَّةَ ثِيَابٍ. وَإِنْ لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ تَحُلُّوهُ لِي تُعْطُونِي أَنْتُمْ ثَلاَثِينَ قَمِيصً وَثَلاَثِينَ حُلَّةَ ثِيَابٍ». فَقَالُوا لَهُ: «حَاجِ لُغْزَكَ فَنَسْمَعْهُ». فَقَالَ لَهُمْ: «مِنَ الآكِلِ خَرَجَ أَكْلٌ وَمِنَ الْجَافِي خَرَجَتْ حَلاَوَةٌ». فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَحُلُّوا الُّلغْزَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَنَّهُمْ قَالُوا لاِمْرَأَةِ شَمْشُونَ: «تَمَلَّقِي رَجُلَكِ لِكَيْ يُظْهِرَ لَنَا الُّلغْزَ لِئَلاَّ نُحْرِقَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ بِنَارٍ. أَلِتَسْلِبُونَا دَعَوْتُمُونَا أَمْ لاَ؟» فَبَكَتِ امْرَأَةُ شَمْشُونَ لَدَيْهِ وَقَالَتْ: «إِنَّمَا كَرِهْتَنِي وَلاَ تُحِبُّنِي. قَدْ حَاجَيْتَ بَنِي شَعْبِي لُغْزً وَإِيَّايَ لَمْ تُخْبِرْ». فَقَالَ لَهَا: «هُوَذَا أَبِي وَأُمِّي لَمْ أُخْبِرْهُمَا، فَهَلْ إِيَّاكِ أُخْبِرُ؟» فَبَكَتْ لَدَيْهِ السَّبْعَةَ الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا كَانَتْ لَهُمُ الْوَلِيمَةُ. وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَنَّهُ أَخْبَرَهَا لأَنَّهَا ضَايَقَتْهُ، فَأَظْهَرَتِ الُّلغْزَ لِبَنِي شَعْبِهَا. فَقَالَ لَهُ رِجَالُ الْمَدِينَةِ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ: «أَيُّ شَيْءٍ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَمَا أَجْفَى مِنَ الأَسَدِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «لَوْ لَمْ تَحْرُثُوا مَعَ عِجْلَتِي لَمَا وَجَدْتُمْ لُغْزِي». قض 14: 10 - 18) والعجيب أن التجاوز الوحيد المذكور في الكتاب المقدس فيما يختص بمدة الوليمة، حدث فقط في احتفالات سليمان الحكيم بتدشين بيت الرب (فَاسْتَيْقَظَ سُلَيْمَانُ وَإِذَا هُوَ حُلْمٌ. وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَوَقَفَ أَمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَقَرَّبَ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ وَعَمِلَ وَلِيمَةً لِكُلِّ عَبِيدِهِ. 1 مل 3: 15،وَعَيَّدَ سُلَيْمَانُ الْعِيدَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ، جُمْهُورٌ كَبِيرٌ مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى وَادِي مِصْرَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِنَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ، أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمً . 8: 65) حيث امتدت أيضًا إلى أربعة عشر يومًا ، وهي نفس المدة التي استمرت فيا احتفالات زواج طوبيا وسارة، إذن فالاحتفالات هنا إلهية ! في المرتين.
و كانت مثل تلك الأيام فرصة للبهجة والترفيه، لاسيما في الأوقات التي كان اليهود فيها يقعون تحت الإستعمار والسبى، فيشترك الجميع في احتفالات صاخبة يتخللها الطعام والشراب والرقص والموسيقى (وَأُبَطِّلُ مِنْ مُدُنِ يَهُوذَا وَمِنْ شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ صَوْتَ الطَّرَبِ وَصَوْتَ الْفَرَحِ صَوْتَ الْعَرِيسِ وَصَوْتَ الْعَرُوسِ لأَنَّ الأَرْضَ تَصِيرُ خَرَابً أر 7: 34)
و هكذا حل الفرح محل الحزن، والبهجة عوض النوح، والولائم والمهنئين عوض التخفى والتعيير، وفي ميمر للقديس يوحنا ذهبي الفم عن الملاك روفائيل يقول: " إن الملاك عندما وصل إلى بيت رعوئيل، أبرا سارة وقيد الشيطان أزموداوس ومأ البيت الخرب فرحًا ، وأشبع المنزل الحزين من البهجة، وشحن دار الغم بالابتهاج والتهليل، وأزل حزن وتنهد رعوئيل ومسح دموع عيني سارة، وحمل دعواتها إلى السماء إلى الله القادر على كل شيء).
و تشبه الوليمة الفخمة هنا، وليمة الإفخارستيا التي كانت تقام بعد عقد الأملاك (طقس الزواج) وفي الدهر تلآتى سوف يجتمع المسيح مع قديسيه في السماء في عشاء عرس الخروف (وَقَالَ لِيَ: «اكْتُبْ: طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ الْحَمَلِ». وَقَالَ: «هَذِهِ هِيَ أَقْوَالُ اللهِ الصَّادِقَةُ رؤ 19: 9).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دفع دم المسيح الثمين في الجلجثة دين خطيتنا
إن الله يدعوك أن تنظر إلى المسيح وإلى الجلجثة
قطعة من صخرة الجلجثة بها نقطة من دماء السيد المسيح
السيد المسيح حاملاً الصليب فى طريق الآلام الى الجلجثة
قيامة السيد المسيح إنتصار وغلبة سحقت الموت


الساعة الآن 12:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025