الصلاة عن الراقدين
وفي ليتورجيات الكنيسة الآن خصص أكثر من مكان فيها للصلاة على الراقدين، سواء في الأوشية المستقلة لهم في رفع البخور أو مناسبات أخرى مثل اللقانات والجنازات، وكذلك في الترحيم الذي يُصلى بعد مجمع القديسين في القداس، وتدور هذه الصلوات حول عقيدة قيامة الأموات من جهة (2مكا 12: 43، 44) وفائدة هذه الصلوات لمن رقدوا في الرب ولهم بعض الهفوات أو الخطايا التي ليست للموت (2مكا 12: 45).
وفي القداس الغريغوري نصلي من بين الأواشي، واحدة تشير إلى المكابيين
والفترة التي اضطهدوا فيها باعتبارهم رمزًا ومثلًا لجميع الذين يتعرضون للضيق والنفي، تقول الأوشية: (أذكر يا رب الساكنين في الجبال والمغاير واخوتنا الذين في السبي) (1).
وقد ورد في صلاة الحجاب، والتي كانت تصلى في قدس الأقداس بعد رفع البخور في يوم الكفارة في القرن الأول الميلادي: (نسألك "يا الله"... ألا يأتي علينا أي سبي، سواء في هذا اليوم أو خلال هذه السنة، وحتى إذا أُسرنا في هذا اليوم أو في هذه السنة، فيا ليته أن يكون إلى مكان تطبّق فيه الشريعة...) (2). حيث كانت طلبة اليهود عند كل ضيقة هي من أجل الحرية الدينية والشريعة، فعند حملة أنطيوخس الخامس أمر يهوذا المكابي الشعب بالابتهال إلى الله نهارًا وليلًا، أن ينصرهم في ذلك اليوم أيضًا كما كان يفعل من قبل، فإنهم قد أوشكوا أن يُحرموا الشريعة والطقس والهيكل المقدس... "وحضّ أصحابه على أن يقاتلوا ببسالة حتى الموت في سبيل الشريعة والهيكل والمدينة والوطن والمؤسسات" (2مكا 13: 10، 14).