رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوحنا هركانوس من الأسرة الحشمونية ومع أن سورية كانت قد صارت قوية، إلا أنها تركت اليهود وشأنهم، لاسيما وأن يوحنا هذا كان مواليا لهم وفي خدمتهم، وترك لهم السوريون يافا كميناء هام لليهود، وأما اليهود المتأغرقون فقد بدأوا في التخلي عن أحلامهم في حضارة يوناانية يزيحون بها التزامات الشريعة والطقوس الهيكلية، وقد مثل الصدوقيين الحزب الهيللينى بينما مثل الفريسيين الحزب الحسيدي (التقاة)،هذا وقد تبلور الحزبان، وكانت اولى اهتماماته هي استرداد المدن الساحلية، أملًا في انعاش الاقتصاد باعتبارتلك المدن، مدن التجارة والرخاء. وفى بداية مناوشاته استطاع أنطيوخس سيديتيس، الاستيلاء على هذه المدن لكي يحصل على المال اللازم للاحتفال بعيد المظال حيث قدم ذبائح العيد وهدايا للهيكل، واتفق الطرفان على الاحتفاظ بتلك المدن مقابل جزية يقدمونها عنها، ثم بادر هركانوس بعقد اتفاقية مع الرومان سنة 127ق.م.حتى يقطع الطريق بذلك على كل من مصر وسورية. ثم راح يحتل المدن شمالًا وشرقا.ففى سنة 125 ق.م. أخضع السامرة مدمرًاهيكل جرزيم، ثم صك عمله باسمه ولعله أول الحكام المكابيين الذي يقوم بذلك،غير أنه واجه مقاومة شديدة من الفريسيين الرافضين للعمل السياسي وسياسة التوسع، وفي أيامه أيضًا انفصل الفريسيين عن المكابيين والذين سموا بدورهم "الصدوقيين" والذين انحسرت فيهم رئاسة الكهنوت، وقد أعلن الفريسيين ذلك ليوحنا في مؤتمر عقدوه خصيصًا لذلك، حيث رفضوا أن يكون رئيس الكهنة سافك دماء!، ومنذ الحين بدأت تظهر العداوة التقليدية بين الفرقتين. ثم مات هركانوس سنة 104 ق.م. بعد أن قضى في الحكم والكهنوت إحدى وثلاثين سنة، وقد حقق نجاحًا كبيرًا في مدة رئاسته. |
|