كثير من شعبنا حتى الآن لا يعرفون من هم الأدفنتست السبتيون، ولهم فى مصر طائفة مسجلة رسميًا. ومعنى كلمة عبارة "الأدفنتست السبتيين" هى "مجيئيو اليوم السابع". فكلمة "أدفنت" Advent تعنى مجئ وبالتالى فإن أدفنتست Adventists تعنى "مجيئيون" ولذلك فاسمهم الرسمى "مجيئيو اليوم السابع" Seventh –Day Adventists.
وقد بدأت هذه الطائفة فى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1831م وتم تسجيلها رسميًا هناك سنة 1861م. وقد دخلوا إلى مصر سنة 1932م على أنهم مسيحيون (وهم ليسوا كذلك) يقدمون المعونات للمحتاجين وينشئون الملاجئ والمدارس والمستشفيات.
وقد ساعد فى الماضى على إنتشارهم المحدود داخل مصر قلة وعى الشعب القبطى فى ذلك الحين بمبادئ هذه الجماعة. فقد استطاعوا إشهار جمعياتهم، ومن ثم أصبح نشاطهم قانونيًا. وقد تلاحظ أنهم قد نشطوا فى مصر فى الآونة الأخيرة، فى محاولة مكثفة مدعمة ماليًا، لتحويل أكبر عدد ممكن من شعبنا القبطى الأرثوذكسى إلى عقيدتهم الخاطئة التى تشبه عقيدة طائفة الصدوقيين اليهودية.
وحاليًا يقوم القس هلال دوس بقيادة هذه الطائفة كما أصبح الأستاذ جلال فيليب دوس من قياداتهم النشطة جدًا؛ فهو رئيس مجلس إدارة شركة "فاميلى فودز" Family Foods للأطعمة (شركة نيوتريشن سابقًا)، وكذلك هو رئيس مجلس إدارة شركة "آفون" لأدوات التجميل.
ويعمل فى الشركة الأولى ألف فرد مسيحى، وفى الشركة الثانية 446 فرد مسيحى. وللشركتين مصانع فى مدينة العاشر من رمضان وكذلك عدة فروع كمراكز للبيع مثل فروع شركة "آفون" فى الأسكندرية، وأغاخان، وميرى لاند، والمعادى، وجاردن سيتى.
ويعقد الأستاذ جلال دوس إجتماعات منتظمة يوميًا لمجموعات من العاملين بهذه الشركات. يلقى على كل مجموعة 35 محاضرة أغلبها طعن فى الإيمان المسيحى والعقيدة الأرثوذكسية. وبعد إنتهاء المحاضرات السابقة يسأل علنًا فى كل مجموعة: "من أصبح سبتيًا؟". ومن اقتنع بفكره يحضر كمية أخرى من المحاضرات فيها تثبيت لعقيدة السبتيين المنحرفة. ويعقد اجتماعًا آخر فى منزله الخاص بمساكن شيراتون كل يوم سبت، ويرسل عربات خاصة لنقل الذين يرغبون فى الحضور من أماكن بعيدة. كما أنه ينظم افتقاد مستمر بالتليفونات والزيارات المنزلية مع الإلحاح والإحراج. ويقوم بتوزيع عدد من الكتب غير الأرثوذكسية لطائفة السبتيين الأدفنتست، وشرائط الكاسيت، وكل ذلك بالمجان. ويقوم بتسهيل مصاريف العلاج على نفقة الشركة للذين يحضرون الاجتماعات. كما يقوم بتسهيل إدخال أولاد الموظفين بالشركة مدارس الأدفنتست للغات مع التوصية (علمًا بأن السبتيين يمنعون دخول إمتحانات وزارة التربية والتعليم يوم السبت، وبذلك لا يمكنهم النجاح فى مادة اللغة العربية. وينتج عن ذلك مشاكل لمن يتبعون عقيدتهم فى تقديس يوم السبت وليس يوم الأحد، مع الحرفية التامة فى تطبيق حفظ اليوم السابع من الأسبوع).
ويقوم السبتيون بعمل ندوات يعلن عنها فى الجرائد الرسمية بدعاية كبيرة لاجتذاب البسطاء مثل دعوة أحد الوعاظ الأجانب لإلقاء محاضرة بعنوان "كيف يمكنك التخلص من عادة التدخين" والدعوة للجميع.
لهذا بات من الضرورى تعريف شعبنا بكل مستوياتهم، الأخطاء العقائدية لهذه الطائفة، التى اعتبرها مجمع كنيستنا المقدس طائفة غير مسيحية. وقد نشر قداسة البابا شنودة الثالث عدة مقالات فى مجلة الكرازة لشرح عقائد الأدفنتست السبتيون وما فيها من مخاطر وأخطاء. ومن أمثلة ذلك ما ورد فى عدد 20 نوفمبر 1992م فى مجلة الكرازة بقلم قداسة البابا:
[ الأدفنتست هم بدعة خطيرة تشترك مع شهود يهوه فى كثير من الأخطاء الخطرة. ومن أشهر بدعهم:
1- يؤمنون أن السيد المسيح هو الملاك ميخائيل.
2- يؤمنون أن السيد المسيح قد ولد بالخطية الأصلية.
3- يلقبون الروح القدس "نائب رئيس جند الرب".
4- يؤمنون بأن السبت هو يوم الرب بدلًا من الأحد.
5- لا يؤمنون بخلود النفس.
6- يؤمنون بثلاثة مجيئات للسيد المسيح.
7- يؤمنون بالملكوت الأرضى وأن السماء سوف لا تكون للبشر.
8- يؤمنون بفناء الأشرار لا بعذابهم.
9- لا يؤمنون بالكهنوت، ولا بالشفاعة، ولا بكثير من الأسرار الكنسية.
10- ولهم بدع أخرى كثيرة سنتعرض لها فيما بعد إن شاء الله.]
وقد شرح قداسة البابا هذه الأمور فى المقال المذكور وفى عدة مقالات بالمجلة، كما ألقى العديد من المحاضرات حول هذا الموضوع بالكلية الإكليريكية بالقاهرة والأسكندرية وهى مسجلة على شرائط كاسيت يمكن الحصول عليها من إدارة مجلة الكرازة بمطبعة الأنبا رويس بالقاهرة.
وسوف نبدأ أولًا بمقدمة تاريخية عن بدعة الأدفنتست السبتيين ومؤسسها "وليم ميللر"، ثم نتكلم عن نبية ورسولة الأدفنتست المزعومة السيدة "إيلين هوايت" وتاريخ حياتها ورؤاها المزعومة وكتاباتها. ثم نعرض موجزًا لبعض أخطاء الأدفنتست العقائدية والرد عليها.. إلى أن يصدر كتاب شامل عن "بدعة الأدفنتست السبتيين".
وقد أوردنا فى نهاية هذا الكتيب قرار المجمع المقدس لكنيستنا بشأن هذه الطائفة، وفقرة من بيان الآباء البطاركة رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية فى الشرق الأوسط بهذا الشأن.
وأود أن أشكر قداسة البابا شنودة الثالث، وأعضاء المجمع المقدس لكنيستنا، ونيافة الأنبا موسى الأسقف العام للشباب، وأعضاء اللجنة المجمعية للإيمان والتعليم والتشريع، ونيافة الأنبا روفائيل الأسقف العام، ونيافة الأنبا ياكوبوس أسقف الزقازيق، والقمص باخوم عبد الملاك والقمص بنيامين جرجس من كهنة إيبارشية الزقازيق، والقس ميصائيل زكرى بكنيسة العذراء بالمطرية لاهتمامهم بمقاومة نشاط الأدفنتست، وكل العاملين بأسقفية الشباب لاهتمامهم بطبع هذا الكتاب وتوزيعه.
الأنبا بيشوي، مطران دمياط وكفر الشيخ، ورئيس دير القديسة دميانة بالبراري، وسكرتير المجمع المقدس