ماذا عملت؟ أما هو كلام؟
سمع أليآب كلام داود مع الرجال فحمى غضب أليآب على داود. فأمسكه وانتهره وقال له ماذا تقول؟! هل تذهب أنت لتقاتل جليات؟! لماذا نزلت وعلى من تركت تلك الغنيمات القليلة في البرية، ارجع لغنيماتك واعرف إنك صغير. أجابه داود: ماذا عملت أما هو كلام؟ فقال له أليآب: أنا علمت كبرياءك وشر قلبك لأنك إنما نزلت لكي ترى الحرب، وتظن في نفسك إنك تستطيع أن تحارب!
أما داود هذا الإنسان الممسوح ملكًا والممتلئ من روح الله. هذا المتواضع القلب، فلم يغضب من كلام أخيه. كان أقل شيء في تصوري عندما قال أليآب هذا لداود؛ إنه كان من الممكن أن يعاتبه داود قائلاً: لا يصح يا أليآب أن تعاملني بهذا الاحتقار، هل نسيت أن صموئيل النبي مسحني ملكًا قدامك؟! لكن في الحقيقة إن داود لم يكن لديه وقتٌ يضيعه في هذه المشاحنة، أو أن يدخل مع أخيه في معركة جانبية كلامية إذ كانت أمامه المعركة الأساسية أن ينتصر على عدو الله الحقيقي.
من أجل هذا فإن الإنسان الذي يسعى من أجل خلاص نفسه وخلاص الآخرين يعرف عدوه الحقيقي الذي هو الشيطان، فليس له عدو من البشر الضعفاء الذين من الممكن أن يخطئوا. لكن القصد الأساسي هو الصراع مع إبليسجليات الحقيقي هذا هو العدو الخفي.