رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب تأملات في القيامة - الأنبا بيشوي مقدمة: باقة تأملات فى قيامة الرب المجيدة إننا نشكر الله في كل حين ومن كل قلوبنا أنه أعطانا أباً روحياً عظيماً ومرشداً مختبراً ضليعاً هو نيافة الحبر الجليل أبينا المكرم والحبيب الأنبا بيشوى الذي لا يهدف إلا إلى أن يجعلنا نعيش حياة روحية ورهبانية مثالية، محاولاً في كل حين أن يهيئ لنا الإمكانيات والوقت والأجواء التي تساعدنا على حياة الصلاة والتأمل والتسبيح، وتحت أي ظرف يوفر لنا الجو الروحي بعيداً عن أي انشغالات عالمية مهما كلَّفه ذلك. فنيافته -أدام الله حياته- على الرغم من انشغالاته التي لا تعد إلا أنه يحرص دائماً على قضاء إحدى سهرات شهر كيهك المبارك معنا مسبحاً ومرتلاً مرابعاً معنا بصوته الروحاني حتى الفجر حيث تنتهي السهرة بالقداس الإلهي الذي يرأسه والذي نتوق إليه من كل قلوبنا وننتظره بفارغ الصبر،وهو أيضاً يحرص على قضاء ليلة السبت الكبير المعروفة بليلة أبو غلمسيس معنا وفيها ينقلنا بكل المشاعر إلى أورشليم السمائية ويجعلنا نحلّق في السماويات فلا نريد أن نعود مرة أخرى إلى الأرض، حتى أننا في كل مرة نتمنى أن تتوقف عقارب الساعة فلا تنتهي هذه الليلة، وإذا انتهت نحزن أنها قد انقضت كذا سريعاً. ولكن على الرغم من حضوره سهرة السبت الكبير معنا إلا أنه لا يفوته كأب روحي أن يترك لنا معايدة رقيقة بعيد القيامة المجيد مع تأمل من تأملات نيافته العميقة، قبل أن يترك الدير متجهاً إلى إحدى عواصم إيبارشيته حيث يصلى قداس العيد. والتأمل الذي يتركه لنا في كل عام يساعدنا على أن نعيش أحداث القيامة بعمقها الآبائي ويوجه تفكيرنا في الاتجاه اللائق بهذا الحدث العظيم. ونحن إذ نريد أن نشرك آخرين معنا في هذه الفائدة الروحية وفي هذه البركة نقدم هذه الباقة من التأملات العميقة لنيافة مطراننا المحبوب الأنبا بيشوى في مناسبة قيامة رب المجد من بين الأموات، تماماً كما كتبها لبناته الراهبات والمتقدمات للرهبنة، طالبين إلى كل من يقرأ هذه التأملات أن يضرع معنا: أن يديم الله عليه نعمة موسى، وكهنوت ملكى صادق، وشيخوخة يعقوب، وطول عمر متوشالح، والفهم المختار الذي لداود، وحكمة سليمان، والروح المعزى الذي حل على الرسل، وأن يثبته على كرسيه سنيناً كثيرة وأزمنة سالمة، ويعطيه زماناً هادئاً مديداً، ويخضع أعدائه وأعداء الكنيسة تحت قدميه سريعاً، بصلوات أب الآباء وراعى الرعاة ورئيس رؤساء كهنتنا قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث -أطال الله حياة قداسته ذخراً للكنيسة ومتعه بموفور الصحة والعافية- إلى منتهى الأعوام. راهبات دير القديسة دميانة |
23 - 03 - 2014, 02:23 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في القيامة - الأنبا بيشوي
قيامة المسيح ما بين راحة السبت ويوم الأحد تأمل أبينا الحبيب نيافة الأنبا بيشوى في عيد القيامة المجيد لعام 2001 بناتي القديسات راهبات دير الشهيدة دميانة في يوم السبت استراح جسد الرب يسوع في القبر، واستراح اليهود من وجود الرب في وسطهم مبكتاً خطاياهم. ولكنهم كسروا السبت حينما ختموا القبر وكأنهم يختمون على السبت القديم بكسرهم للناموس. ولكن السبت القديم كان ظلاً للسبت الجديد أي أول الأسبوع في فجر الأحد عندما قام الرب من الأموات قاهراً الموت الذي قتل الجميع. وبهذا أكمل الرب عمله الذي عمل خالقاً وفادياً إذ أنار الخلود والحياة مظهراً الحياة الأبدية التي كانت عند الآب. حينما كان السيد المسيح يصنع المعجزات في يوم السبت كان يقول "أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ" (يو5:17). وكان يقصد أن الإنسان إذ أخطأ في اليوم السابع الذي استراح فيه الله، فلم يعد اليوم السابع هو يوم الراحة بل بقيت راحة جديدة بعد إعادة الخلق للإنسان لأنه "إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ" (2 كو5: 17). أظهر السيد المسيح أن الله عاد ليعمل من أجل خلاص الإنسان وأرادت الأمة العاصية أن تجبره على الراحة. فأوقفت جسد الرب عن العمل في يوم السبت وختمت على ذلك في اليوم السابع. ولكن الرب توقف عن العمل بجسده أما روحه فكان يَعمل بكل اقتدار، وينقل المسبيين من الجحيم إلى الفردوس بعد أن ذهب في الروح الإنسانية إلى الجحيم وكرز بالخلاص للأرواح التي في السجن. "مُمَاتا ًفِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيياً فِي الرُّوحِ، الَّذِي فِيهِ أَيْضاً ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ" (1بط 3: 18، 19). إذن كانت راحته في القبر راحة رمزية، بل راحة قهرية وإن كان قد قبلها من أجل خلاص البشرية. كذلك كانت راحة اليهود راحة وهمية لأن قيامة الرب من الأموات قد بددت آمالهم في الارتياح من عمله في وسطهم. لقد حولوا مفهوم الراحة إلى مفهوم التخلص من وجود الرب بينهم. أما الكنيسة المحبوبة فقد استراح قلبها حينما أبصرت مخلصها وقد قام من بين الأموات وفرح التلاميذ إذ رأوا الرب. فمنذ فجر الأحد وإلى عشية ذلك اليوم استمرت بُشرى القيامة تسرى وتعمل عملها في حياة التلاميذ... فحقاً أشرق فجر جديد على حياة البشرية، وكان الرب قد أكمل عمله في يوم السبت في نقل الأرواح من الجحيم إلى الفردوس وهو العمل الذي بدأه في يوم الجمعة حينما سلم روحه الطاهرة في يدى الآب،واحتفل في الفردوس مع قديسيه في بداية الأحد ليرسلهم إلى أورشليم ليبشروا بالفداء الذي تم وبقيامة الرب من بين الأموات "وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ. وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ" (مت27: 52، 53). وبعد أن احتفل أولاً مع القديسين في الفردوس بدأ يظهر بالقيامة باكراً جداً في أول الأسبوع ليفرح مع قديسيه الذين مازالوا في الجسد وهم كنيسته التي ستحمل بشرى القيامة إلى العالم كله. لقد استراح قلب الكنيسة في يوم الأحد، واستراح قلب الله أيضاً عندما دبت الحياة في جسم بشريتنا "الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ" (1كو 15: 20). الراحة الحقيقية هي في المصالحة بين الله والإنسان وهي التي أعلنت بجلاء في تحرر البشرية من سلطان الموت إلى الأبد. وهذا هو معنى عبارة "أَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ" (2تى 1: 10) أي أن بشرى القيامة قد أنارت الحياة والخلود. هذا هو سر قوة المسيحية أنها خرجت لتحمل بشرى عودة الحياة مرة أخرى بواسطة الخلاص الذي صنعه الابن الوحيد بموته المحيي وقيامته حياً من بين الأموات. ما أجمل هذا الهتاف تردده الأجيال في ثقة: "المسيح قام.. حقاً قام". حقاً قام؛ هذا هو الحق الذي أعلنه الله في شخص ابنه الوحيد الذي قال عن نفسه أنا هو الطريق والحق والقيامة والحياة. إن السيد المسيح هو ابن الله بالحق والمحبة، فلنعيّد حقاً بقيامته طارحين كل أحزان العالم الحاضر لأن الحياة قد أظهرت. إن من لا يفرح بقيامة الرب يشارك اليهود الذين أحزنتهم القيامة ومن يتمسك بحفظ السبت القديم يشارك اليهود رغبتهم في التخلص من حضور الله. أما من يحفظ السبت الجديد.. يوم الأحد.. يوم الرب فهو يعيد مع المسيح حافظاً كل أيام حياته عابراً الزمن حيث عربون الأبدية. يعيد في يوم الأحد صانعاً الخير ومنطلقاً من خلال كل الأيام لأن حياته كلها قد صارت ملكاً للرب. بل صار هو نفسه هيكلاً مقدساً لسكناه إلى الأبد. يذهب المسيحيون إلى بيت الرب في يوم الأحد في أول الأسبوع ولكنهم هم أنفسهم قد صاروا بيتاً للرب مبنيين كحجارة حية على أساس الأنبياء والرسل ويسوع نفسه حجر الزاوية. يذهب المسيحيون إلى بيت الرب وفي داخلهم رب البيت "وَبَيْتُهُ نَحْنُ" (عب3: 6). إن سبت المغرب في الكرة الأرضية هو أحد المشرق. فمن يحيا في المشرق فالأحد هو سبته الذي لا تغيب شمسه. لأن الرب هو شمس البر والشفاء في أجنحتها. من يثبت في الرب فلن تغرب شمسه إلى الأبد. ثباتنا في الرب هو في الافخارستيا، لذلك فلنعيد بالشكر الأبدى. نعيد إفخارستيا في هذا الزمان بنتاج الكرمة ثم نشربه جديداً مع المسيح حينما نشكره شكراً أبدياً على محبته. هناك في الراحة الأبدية حيث إشراقة الحياة الجديدة عندما لا يكون هناك زمن فيما بعد. تهنئتى لكن جميعاً بقيامة فادينا فاذكرونى في صلواتكن المباركة من قلب طاهر بشدة ولنعيد معاً عبر الأميال في المسيح. بنعمة الله بيشوى خادم القديسة دميانة |
||||
23 - 03 - 2014, 02:24 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في القيامة - الأنبا بيشوي
قيامة المسيح بين الموت ومجد الصليب تأمل أبينا الحبيب نيافة الأنبا بيشوى في عيد القيامة المجيد لعام 2002 القيامة هي الجانب الملموس لمجد الصليب. ففى الصليب قوة المحبة الباذلة التي يبدو في بذلها غياب أو تغيب. أما في القيامة فتظهر المحبة الحاضرة التي تمنح لقابليها الفرصة للتعبير عن فرحهم وتقديرهم وامتنانهم. إن المحبة مثل الشمس إذا غابت فإنها تشرق في الجانب الآخر من المسكونة وتعود لتشرق من جديد في صباح جديد حاملة معها كل الخير وتعانقها أغصان الأشجار وتتألق بها قطرات ندى الليل وينسى الطير غيابها لأنها لم تغب إلا لتشرق لا يعوقها عن موعدها لا الجبال ولا الآكام لأنها ترتفع متسامية فوق الجميع. لقد غاب حضور السيد المسيح عن أرض الأحياء حينما غاب بحسب الجسد عن تلاميذه القديسين. ولكنه مماتاً في الجسد ومحيياً في الروح ذهب فكرز للأرواح التي في السجن. بشرهم وأشرق عليهم في العالم الآخر بنوره العجيب الذي فزعت منه الأرواح الشريرة وخفافيش الظلام. وفرح به آدم وبنوه الذين رقدوا على رجاء الخلاص.. وهكذا نقلهم من السجن إلى الفردوس وطيب قلوبهم بعد طول انتظار لآلاف السنين. أما الكنيسة في أورشليم الأرضية فقد أشرقت عليها أنوار القيامة بعد ثلاثة أيام إذ قام الرب من الأموات وصار باكورة الراقدين ورافقت قيامته مظاهرة تهتف للحياة جاءت من العالم الآخر لتعلن أن شمس البر قد أشرق عليهم بنور خلاصه العجيب. لم يكن لقيام أجساد القديسين الراقدين ودخولهم المدينة المقدسة أي معنى لولا أن شمس البر نفسه قد قام مظهراً أنه هو الحياة للجميع "بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ. وَإِنَّمَا أظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُود" َ(2تى1: 9، 10). من الآن سوف نفهم أن الهوان هو الجانب المنظور للمجد غير المنظور والتخلى هو الجانب المنظور للغنيمة غير المنظورة والغياب هو الجانب المنظور للحضور غير المنظور وفقدان الذات هو الجانب المنظور لوجودها غير المنظور.. وهكذا.. ولكن الجانب غير المنظور هو غير منظور بالنسبة للعالم الطبيعى فقط أما بالنسبة للروحيين أو لمن يحيون بالإيمان فإنهم سوف ينظرون ما لا يستطيع العالم أن يراه،لأن المجد لا يراه من باعوا المجد، والوجود الحقيقى لا يراه من باعوا وجودهم للباطل الزائل، والرب القائم لا يراه من رفضوا قيام الحق في حياتهم وأحكامهم. إن الرب سيبقى دائماً هو الغائب الحاضر المختفى الظاهر لأنه هو الحق: والحق يتكلم حتى ولو صمت ويتكلم حتى ولو بدا أنه قد ضاع لأن الحق لا يمكن أن يضيع.. فى صباح أحد القيامة المجيد فلنهرع لنعانق النور الذي أشرق ولن يغيب إلى الأبد. فى الخليقة القديمة كان الرب يقول وكان صباح وكان مساء يوماً واحداً. أما في الخليقة الجديدة فقد أشرق فجر القيامة الذي لن يغيب إلى أبد الدهور. كان يوم الراحة القديم أو السبت القديم هو في نهاية الخليقة وفي نهاية الأسبوع أي في اليوم السابع.. أما يوم الراحة الجديد أو السبت الجديد فهو في بداية الخليقة وفي أول الأسبوع الجديد أي في اليوم الثامن.. إننا لا نقول أنه في اليوم الأول فقط لأن الخليقة القديمة لم يتم إلغاء وجودها بالفناء ولكنها قد تجددت "إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ" (2كو 5: 17). "وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ: هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيداً" (رؤ 21: 5). إن من يحتفل بالقيامة فإنما يحتفل بالحياة الجديدة التي لا يغلبها الموت عابراً كل عوامل الموت الزمنى لأنه قد اتحد بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا (1يو1: 2). فإلى بناتى راهبات وأخوات دير القديسة دميانة أقدم هذه التهنئة بفرحة الحياة التي لا يغلبها الموت في المسيح. النعمة معكن آمين. بيشوى |
||||
23 - 03 - 2014, 02:25 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في القيامة - الأنبا بيشوي
قيامة المسيح والزلازل التي حدثت تأمل أبينا الحبيب نيافة الأنبا بيشوى في عيد القيامة المجيد لعام 2004: بناتنا المباركات راهبات وطالبات الرهبنة بدير القديسة دميانة: إن الزلزال قد حدث مرتين المرة الأولى عندما سلَّم السيد المسيح الروح في يديّ الآب والثانية حينما قام من الأموات. وقال معلمنا بولس الرسول عن السيد المسيح أنه "أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا" (رو4: 25). - الزلزال الأوّل هو ما تفعله آلام السيد المسيح فينا طاردة الخطايا والذنوب من حياتنا. + والزلزال الثاني هو ما تفعله قيامة السيد المسيح باعثة فينا الحياة الجديدة مع إشراقة صبح جديد. - الزلزال الأوّل هو زوال العهد القديم "انشق حجاب الهيكل". + والزلزال الثاني هو إعلان العهد الجديد (دحرج ملاك الرب الحجر وجلس عليه). - الزلزال الأوّل هو سحق الموت. + والزلزال الثاني هو انتصار الحياة. - الزلزال الأول هو إيفاء الدين. + الزلزال الثاني هو الاغتناء بالخيرات. فلنطلب من الرب أن يزلزل حياتنا باستمرار لكي لا نكون حبساء الحجاب ولا حبساء القبر أي لا تفصلنا خطايانا عن الله ولا تحبسنا أحزاننا على الخطية التي دفنت بالتوبة عن أفراح القيامة. ولكن هذه الأمور لا تحدث إلاّ بعد زلزال يهز كياننا بفعل الروح القدس الساكن فينا ومعيننا في الجهاد القانونى. صلّوا لأجلنا باستمرار فى صحبة الملائكة الأبرار المبشرين بالقيامة. |
||||
23 - 03 - 2014, 02:26 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في القيامة - الأنبا بيشوي
قيامة المسيح برهان ألوهيته تأمل أبينا الحبيب نيافة الأنبا بيشوى في عيد القيامة المجيد لعام 2005: "وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ" (رو1: 4) إن قيامة السيد المسيح هي أعظم معجزة تثبت ألوهيته لهذا قال لليهود "مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ" (يو8: 28). وقال لهم "انْقُضُوا هَذَا الْهَيْكَلَ وَفِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ" (يو2: 19) "وكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِه" (يو2: 21). وكما قال القديس مار أفرام السريانى [ذبح الموت الحياة العادية ولكن الحياة فوق العادية ذبحته]. أي أن السيد قد ذاق الموت بحسب ٍإنسانيته ولكنه بحسب ألوهيته فقد أبطل الموت "لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ" (عب2: 14). كانت حياته الإنسانية هي الطُعم الذي ابتلعه الموت ولكن لأن روحه الإنسانى كان متحداً باللاهوت فقد سحق الرب الموت بلاهوته كقول ذهبي الفم: [عندما انحدرت إلى الموت أيها الحياة الذي لا يموت حينئذٍ أمَتَّ الجحيم ببرق لاهوتك]. إن قيامة السيد المسيح بالجسد هي البرهان المنظور لانتصاره غير المنظور على الموت والجحيم،وهي الدليل ٍأن الموت لم يمكنه أن يمسكه. لقد دخل إلى الموت بإرادته ليمسك به ويسحقه.. دخل إلى العالم الآخر ليكرز للذين رقدوا على رجاء الخلاص بأن الفداء قد تم، وأضاء بنوره على الجالسين في ظلال الموت. القيامة قد أعلنت المصالحة غير المنظورة بين الله والإنسان التي أكملها الابن الوحيد بطاعته الكاملة على الصليب وبتقديم ذبيحة نفسه كفارة عن خطايانا. ولكن البشرية لم تتلامس مع مسامحة الله الآب إلا عندما أقام المسيح وفرحت الكنيسة بقيامة عريسها وبرضى الآب عنها لأن المسيح هو باكورة الراقدين. قيامته أعلنت أن الآب قد منح الحياة الأبدية التي كانت في قلبه وأُظهرت لنا في ابنه.. صلوا عن ضعفى، بيشوى |
||||
23 - 03 - 2014, 02:27 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في القيامة - الأنبا بيشوي
قيامة المسيح برهان صِدْق تعاليمه
تأمل أبينا الحبيب نيافة الأنبا بيشوى في عيد القيامة المجيد لعام 2006: القيامة كانت هي برهان صدق تعليم السيد المسيح أنه هو ابن الله الوحيد الجنس أي أنه بنفس جوهر الآب وطبيعته من حيث لاهوته. كما أنها أثبتت قداسته المطلقة من حيث ناسوته وأنه هو قدوس القدّيسين. لذلك كله قال معلمنا بولس الرسول "وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ" (رو1: 4). القيامة هي فرح القديسين.. القيامة هي خزى الشياطين.. القيامة هي قوة المجاهدين.. القيامة هي عربون الوارثين.. القيامة هي طريق المفديين.. القيامة هي تسبحة المرنمين.. القيامة هي إشراقة المنيرين.. كان ملاك القيامة جالساً على الحجر المدحرج عن فم القبر وكان يلمع بنور القيامة الساطع. لأن القيامة هي التي بددت ظلام الظالمين، وأنارت العقول والقلوب. إن بُشرى القيامة هي النور الذي نشرته الكنيسة في كل ربوع الأرض، وعاشت به في وسط ظلمات هذا العالم..سوف تشرق شمس الأحد مرة أخرى لتعلن الأبدية وملكوت الله، بيشوى |
||||
23 - 03 - 2014, 02:28 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في القيامة - الأنبا بيشوي
قيامة المسيح إعلان انتصار الحق تأمل أبينا الحبيب نيافة الأنبا بيشوي في عيد القيامة المجيد لعام 2007: القيامة هي إعلان للقديسين عن انتصار الحق: الحق المرذول.. الحق المظلوم.. الحق المُضْطَهَدْ.. الحق المكروه من العالم.. الحق الذي خانوه.. الحق الذي صمت.. الحق الذي سمروه.. الحق الذي دُفن؛ ولكنه أشرق مع فجر جديد ليمسح كل دمعة في عيون القديسين؛ بل ليملأ عيونهم ببهائه وليزيح إلى الأبد أستار الظلام. وكيف لا والأبدية في شخص الحق القائم من الأموات قد صارت حقيقة يلمسها الأحباء ويشهدون لها غير مبالين بكل ما أحاط بهم من أخطار، ومستهينين بالموت الذي اهتزَّ سلطانه وبَطُل عزَّه... طوبى للسالكين في الحق، والمتمسكين بالحق، والمحبين للحق لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات. هناك على رابية الحقيقة نلتقى مع الذي أحبنا، وأعلن لنا حبه بالصليب وعانقنا في قيامته ليقبلنا قبلة المصالحة والوداع قبل صعوده إلى حضن أبيه على وعد باللقاء هناك معه في المجد حيث الحياة الحقيقية غير الزائفة، صلوا عن ضعفي بيشوى خادم الدير |
||||
|