ما جئت لأنقض بل لأكمل
نحن نرفض تمامًا الإدعاء بأن هناك إله يسمى "إله العهد القديم" وإله يسمى "إله العهد الجديد". فيقولون قديمًا كان الله يوصى شعبه أن يخرجوا للحرب، و في العهد الجديد قال "أحبوا أعداءكم" (مت5: 44).. فنحن نقول إن الله قد أوصى أيضًا في العهد الجديد أن نحارب الشيطان.
ففي العهد القديم كان يحارب الإنسان الوثنية، لكي يستطع أن يحافظ على كيانه، لأنه ليس له سيف الروح القدس وكلمة الله. لذلك كان يحارب بالسيف، لكي يستطيع كشعب خاص، ومملكة كهنة أن يحافظ على كيانه من عبادة الأوثان. لكن في العهد الجديد قال "ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب، فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام" (مت 10: 16). فإنسان العهد الجديد له إمكانيات تختلف تمامًا عن إنسان العهد القديم. وهو قال أيضًا "لأني أنا أعطيكم فمًا وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها" (لو21: 15).
لقد خرجت المسيحية تهز العالم كله "وهذه الآيات تتبع المؤمنين، يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة" (مر16: 17). فمن كان يستطيع أن يخرج شيطانًا في العهد القديم؟!! لقد اهتزت مملكة الشيطان أمام قوة الكرازة بالإنجيل بواسطة رسل المسيح الذين "إلى كل الأرض خرج صوتهم وإلى أقاصي المسكونة أقوالهم" (رو10: 18).
ففي العهد القديم كان الله يحافظ على شعبه، ويحوطه في مساحة ضيقة، وأقصى شيء كان هو منع تسلل الوثنيين في وسطهم. أما في العهد الجديد فقد قال لهم "اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر16: 15)، وهنا أصبحت الكنيسة تنطلق إلى العالم أجمع لأنها تحمل قوة الشهادة للمسيح، ومعها ما هو أقوى من الموت. لأنها تشهد للحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا، لم تعد تخشى الموت..
فلهذا علينا أن نشهد دائمًا بقيامة ربنا يسوع المسيح من بين الأموات. وكما نقول في القداس الإلهي }آمين آمين آمين بموتك يا رب نبشر وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى السموات نعترف{. هذه هي رسالتنا في هذا العالم؛ ننشر السلام.. ننشر الحب.. نكرز بالحياة.. نكرز بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات. ليجعلنا يسوع المسيح شهود حقيقيين للقيامة وبشارة الإنجيل.