من ألقاب السيد المسيح الشهيرة "مونوجينيس"monogenhV اليونانية، تُترجم أحيانًا في ترجمتنا القبطية باللغة العربية "الابن الوحيد الجنس"؛ ويظُن بعض الناس ببساطة أن المقصود بها "الطبيعة الواحدة" أي الطبيعة الواحدة للمسيح حسب عقيدة كنيسة الإسكندرية القبطية الأرثوذكسية التي عبّر عنها القديس كيرلس بعبارة :
Mia fusiV tou Qeou Logou sesarkwmenh
"ميا فيزيس تو ثيئولوغو سيساركومينى"، أي "طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة".
لكن في الحقيقة، إن كلمة "الوحيد الجنس" لا علاقة لها بهذه القضية إطلاقًا. لأن كلمة "مونوجينيس" monogenhV مقصود بها "المولودالوحيد" وهى مشتقة من }"monoV" بمعنى "الوحيد" + "genoV" بمعنى "المولود أو الجنس"{.
لكن لماذا يُلقب إبن الله بالابن الوحيد الجنس؟ لأنه لا يوجد هناك آخر وُلِد من الآب بنفس جوهر الآب وطبيعته الإلهية.. فلأنه الابن الوحيد المولود بجوهر الآب نفسه حاملًا لذات جوهر الآب وطبيعته، لذلك يقولون "الوحيد الجنس" أي الذي ليس غيره من نفس الجوهر الإلهي (ليس المقصود مولودًا من الجوهر، فهو مولود من الأقنوم لأن الجوهر لا يَلِد) ولكن المقصود: أن ليس غيره مولود من الآب حاملًا لذات جوهر الآب.. لذلك يضيفون في الترجمة العربية كلمة "الجنس" والمقصود بها "الجوهر أو الطبيعة".
أما كلمة "الوحيد" هنا فالمقصود بها أن ليس أحد غيره مولودًا من الآب بنفس جوهره منذ الأزل. عبارة "الابن الوحيد" وردت عدة مرات في العهد الجديد ومن أمثلتها ما ورد في: (يو3: 16) "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" والمقصود بعبارة "الابن الوحيد" أنه الوحيد الذي وُلد من الآب بهذه الصورة. أما الروح القدس فهو بالانبثاق وليس بالولادة لأن الولادة تخص الابن فلا يوجد أي تداخل في هذه الخاصّية -خاصية الابن الفريدة إنه مولود.
وأيضًا كلمة "مونوس" monoV لا تأتى للطبيعة المتجسدة على الإطلاق لأننا لو قلنا monh fusiV ستكون عبارة أوطاخية لأن monoV معناها "وحيد"، لكن Mia تعنى "واحدًا". فتعبيرنا عن الوحدانية مقصود به عدم التقسيم وليس إلغاء الطبيعة الأخرى. فالطبيعة لم تُفقد بسبب الاتحاد، لكن الطبائع استمرت موجودة في الاتحاد. لذلك لابد أن الذين يتكلمون عن التجسد واتحاد الطبيعتين أن يؤكّدوا بأنه لا يمكن أن تكون إحدى الطبيعتين قد فُقدت في الاتحاد، وصارت monh fusiV (مونىفيزيس).
فعبارة Mia fusiV (ميافيزيس) هي السليمة لأنها تُعنى أن الطبيعتين استمرتا موجودتين في الاتحاد، وكونتا طبيعة واحدة من طبيعتين.
وعلى أساس هذا يحدث التقارب في الكريستولوجى بيننا وبين الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية إننا نؤكّد باعتقادنا في استمرار وجود الطبيعتين في الاتحاد وقد كونتا معًا طبيعة واحدة متحدة. لا توجد طبيعة امتصت الأخرى أو هَدَمتها.
فاختصاص السيد المسيح بلقب "الابن الوحيد الجنس" سيأتي بنا إلى قضية رئيسية في الموضوع لا يوجد فيها أي اختلاف بين المدارس اللاهوتية التاريخية الأرثوذكسية في هذا الأمر، وهى أن السيد المسيح هو هو نفسه ابن الله، وهو هو نفسه ابن الإنسان في آنٍ واحد. أما النساطرة فلهم مدرسة مختلفة تمامًا ومرفوضة من الأرثوذكس.