«عبود الزمر» في ذكرى الإفراج عنه: المجلس العسكري أخرجني من السجن.. لم نحقق أهداف ثورة يناير وانشغلنا بالصراع على السلطة.. أصبحنا موضع شفقة العالم وإعانات الخليج.. والمصالحة بين الدولة والإخوان «ضرورة»
في الذكرى الثالثة للإفراج عنه، قال عبود الزمر، القيادي في الجماعة الإسلامية، أن المجلس العسكري السابق كان هو صاحب الفضل في خروجه من السجن بإصداره عفوًا رئاسيًا عمن أمضوا نصف المدة فأكثر من المسجونين على ذمة قضايا سياسية من عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وأضاف الزمر: "حقيقة الأمر أنني والدكتور طارق الزمر قد أنهينا المدة كاملة وفوقها عشر سنوات إضافية، ولقد ظهر في قرار العفو أننا مستحقون للإفراج بنصف المدة منذ عام 1996 !! ولكن التنفيذ العملي لقرار المجلس العسكري كان في يوم 3/12/2011".
وأضاف في مقال له نشرته صحيفة "المصريون" بعنوان " في ذكرى الإفراج عني: "اليوم وبعد مرور ثلاثة أعوام أسترجع ما جرى في هذه المدة القصيرة في عمر الزمن، الطويلة في تتابع الأخبار وسرعة إيقاعها التي لا نكاد نستعلم فيها عن حدث إلا ويداهمنا غيره".
وتابع: "يكفي أننا مر بنا ثلاثة رؤساء وعدة حكومات انتقالية لم يتحقق في عهدها شئ يذكر مما كان متوقعًا بعد ثورة يناير بل وعشنا في صراعات سالت فيها الدماء حول كرسي السلطة، وأمام المقرات والمنشآت، وفي قلب الميادين، وعرض الشوارع من كافة أبناء الوطن ( شرطة – جيش – مواطنين ) وهي كارثة بكل المقاييس".
واستطرد قائلا: "رجعنا كثيرًا إلى الوراء ولم نتعاون على البر والتقوى، بل وتنازعنا ففشلنا، واضطربت علينا الأحوال الأمنية والاقتصادية، وخسرت مصر مكانة كبيرة كنا نتمناها لها، وأصبحت موضع شفقة العالم، ومحط إعانات دول الخليج وغيرها من الدول الصديقة ولا حول ولا قوة إلا بالله".
وتحدث أيضا عن المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية قائلا: " ولما كان بعض المتنازعين يرفض التضحية والتنازل من أجل الوطن بدعوى الثبات على الموقف الصحيح فإن تقدير مصالح الوطن قد تقتضي تعديل منطقة التمركز، بل وربما التحرك إلى موقع جديد يلتقي فيه الجميع بعيدًا عن التخندق في المكان الواحد بلا حركة وبلا تفاعل مع معطيات الواقع المتغير".
وواصل الزمر حديثه قائلا: " إننا ياسادة بحاجة إلى التجرد والسعي لإيجاد الفريق الذي يقوم على المصالحة الوطنية بين الأطراف، وتقديم الحلول السريعة لإنقاذ هذا الوطن الجريح.. فنحن نحتاج إلى من يلملم الجراح ويواسي أسر الشهداء ويحاسب المفسدين والخارجين على القانون والمتجاوزين في حق الشعب المظلوم".
واختتم الزمر مقاله قائلا: " اقول لمن يعتب عليّ من الفريقين لكوني أتبنى فكرة المصالحة الوطنية إذ يقول أحدهم لي كيف نتصالح مع الإخوان بعد كل ما صنعوه بالبلاد ؟! ويقول آخر لي كيف نتصالح مع من انقض على الشرعية وأراق الدماء وسجن النساء ؟! أقول لهم جميعًا نعم نتصالح لأن من نظر إلى مصلحة الوطن وما سيؤل إليه الأمر في المشهد الختامي للصراع سوف يدرك صواب فكرة المصالحة الوطنية وحل النزاع القائم اليوم قبل الغد".
المثير في الأمر أن مقالة الزمر اثارت اعجاب عدد كبير من قارئيها والذين علقوا عليها بعبارات مثل: " إنسان محترم بكل المقاييس بارك الله فيك" و"والله انى ارى أن هذا الرجل يحب مصر" و"بارك الله فيك استاذ عبود واعانك الله على إنقاذ الوطن" و"إنسان مخلص وطني محترم".