الجوهر والطاقة في الروح القدس
سجّل القديس لوقا هذا عن السيد المسيح في إنجيله: "ونزل معهم ووقف في موضع سهل هو وجمع من تلاميذه وجمهور كثير من الشعب من جميع اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيداء الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من أمراضهم. والمعذبون من أرواح نجسة وكانوا يبرأون. وكل الجمع طلبوا أن يلمسوه لأن قوة كانت تخرج منه وتشفى الجميع" (لو6: 17-19).
مجرد لمس الرب يسوع المسيح كان كافيًا لأن ينال الناس الشفاء، لأن قوة كنت تخرج منه وتشفى الجميع.
هذه القوة التي تخرج من السيد المسيح هي طاقة فائقة للطبيعة يسمّيها اللاهوتيون باللغة اليونانية (evne,rgeia إنرجيا) ومثلها الكلمة الإنجليزية energy وهى مأخوذة عن اليونانية ومعناها "طاقة".
وطبعًا في معرفتنا عن لاهوت السيد المسيح فإننا نميز بين الطاقة والجوهر، فالجوهر هو باللغة اليونانية (Ouvsi,a أوسيا) وباللغة الإنجليزية Essence.
وللسيد المسيح جوهر بشرى متحد بجوهر إلهي. والجوهر الإلهي للسيد المسيح هو نفسه للآب وللروح القدس،فالأقانيم الثلاثة لاهوت واحد وجوهر واحد غير متجزئ ولا منقسم.
وما يمنحه السيد المسيح للمؤمنين به هو الطاقة وليس الجوهر.. ومع ذلك فإن هذه الطاقة يكون الثالوث القدوس هو مصدرها ومانحها.
وكل طاقة أو نعمة أو قدرة يمنحها أحد الأقانيم لها أصلها في الآب أي أنها من الآب وتُمنح بالابن في الروح القدس.