رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أقنومية الروح القدس يعتقد شهود يهوه بأن الروح القدس هو مجرد قوة أو طاقة صادرة عن الله. ولكن السيد المسيح في حديثه الرائع عن الروح القدس والذي سجّله لنا القديس يوحنا الإنجيلي أراد أن يؤكد على أن الروح القدس هو أقنوم وليس مجرد طاقة فقال: "متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق. لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به" (يو16: 13). فبقوله: "لا يتكلم من نفسه" يشير إليه كأقنوم وقوله: "يتكلم"، و"يسمع" لا ينطبق على طاقة أو قوة بل ينطبق على أقنوم له خصوصيته ويتعامل ويتكلم وله ضمير الملكية، مثلما ورد في سفر الأعمال "قال الروح القدس: أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أع 13: 2). فالروح القدس يقول "لي" مثلما قال السيد المسيح نفسه: "كل ما للآب هو لي. لهذا قلت إنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يو16: 15). الروح القدس كأقنوم يتكلم ويسمع ويأخذ ويعطى ويمجد المسيح ويشهد له ويخبر ويرشد ويعلِّم ويأمر ويقود الكنيسة ويتكلم عما له بضمير الملكية كما شرحنا. ويستحيل أن يكون مجرد طاقة صادرة عن الله. الروح القدس هو "روح القوة والمحبة والنصح" (2تى 1: 7)، وهو "روح الحياة" (رو8:2) وهو "روح الحكمة والفهم روح المشورة" (إش 11: 2). الروح القدس هو الخالق كقول الكتاب عن خلق الخليقة "ترسل روحك فتُخلق" (مز 104: 30)، "بكلمة الرب صنعت السماوات وبنسمة فيه كل جنودها" (مز33:6)،ومثلما قال أليهو بن برخئيل البوزى صديق أيوب الملهم من الله: "روح الله صنعني ونسمة القدير أحيتني" (أي 33: 4). لقد كشف لنا السيد المسيح في حديثه السابق لصلبه مباشرة عن أقنومية الروح القدس وعن صدوره من الآب بالانبثاق الأزلي بقوله: "روح الحق الذي من عند الآب ينبثق" (يو15: 26). وبالرغم من أن السيد المسيح وقتها قال: "إن لي أمورًا كثيرة أيضًا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن" (يو16: 12)، ولكنه مع ذلك تكلم باستفاضة عن الروح القدس لكي ينعم علينا بمعرفة الروح القدس الحقيقية ثم يقوم بتسليم الأمر للروح القدس ليعلّمنا كل ما لم نحتمل أن نسمعه في ذلك الحين "أما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق" (يو16: 13). شكرًا للرب الذي أنعم علينا بهذه المعرفة للروح القدس، وشكرًا للقديس يوحنا اللاهوتي الذي سجل لنا هذه الكلمات في إنجيله -الذي هو رابع الأناجيل- قبل أن يرحل من هذا العالم، وهو آخر من تنيح من الرسل القديسين الذين سلمونا الإيمان الثمين. |
|