منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 03 - 2014, 06:17 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

ها أنا معكم كل الأيام

قد يتساءل البعض، كيف قال السيد المسيح لتلاميذه قبل صعوده إلى السماء: "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت28: 20) ثم بعد ذلك صعد إلى السماء بعد أن قال أنه سوف يعود في اليوم الأخير في مجيئه الثاني وأكّد ذلك الملائكة الذين ظهروا للتلاميذ في يوم صعوده (انظر أع1: 11)؟
وللإجابة على ذلك نقول إن السيد المسيح قد صعد إلى السماء بحسب الجسد أو بحسب إنسانيته ولكن في نفس الوقت يملأ الوجود كله بحسب لاهوته. لذلك فعند لقائه مع نيقوديموس أثناء خدمته على الأرض قال له: "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو3: 13). وهذا يعنى أنه فيما كان يتكلم مع نيقوديموس على الأرض قال عن نفسه إنه هو في السماء: فهو أمام نيقوديموس بحسب إنسانيته، ومالئ السماء والأرض بحسب لاهوته، وكائن في حضن الآب كل حين.
عن هذا الصعود يُصلى الكاهن في قداس القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات فيقول للسيد المسيح: (وعند صعودك إلى السماء جسديًا وأنت مالئ الكل بلاهوتك قلت لتلاميذك القديسين: سلامي أترك لكم سلامي أُعطيكم).
ها أنا معكم كل الأيام
إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي

أيضًا قصد السيد المسيح إنه إن لم يصعد بجسده المصلوب القائم من الأموات إلى السماء فلن يحل الروح القدس على التلاميذ.
لأنه كان ينبغي أن يدخل إلى قدس الأقداس في السماء كرئيس كهنة ليشفع فينا أمام الآب كل حين كقول معلمنا بولس الرسول: "دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوَجَد فداءً أبديًا" (عب9: 12).

ها أنا معكم كل الأيام
"كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات" (عب7: 26)، "خادمًا للأقداس والمسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا إنسان" (عب8: 2).
ولكن في كل ذلك لم يقصد السيد المسيح أنه بانطلاقه إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب في المجد سوف يترك الكنيسة، بل أنه سوف يذهب جسديًا وإنسانيًا إلى هناك ويرسل الروح القدس المعزى ليبدأ عمله في منح العطايا والمواهب الناشئة عن استحقاقات الخلاص بدم المسيح، ولتأكيد مشاركة الأقانيم الثلاث في عمل الخلاص.
ولكن من الجانب الآخر فقد أكد استمرار وجوده مع تلاميذه بحسب لاهوته وليس هو فقط؛ بل هو والآب السماوي "إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبى وإليه نأتي وعنده نصنع منزلًا" (يو14: 23). عن هذا قال القديس أثناسيوس الرسولي: [عندما يصير الروح فينا، عندئذ يأتي الابن والآب، ويصنعون منزلًا فينا] (عن الروح القدس الرسالة الثالثة فقرة 6-صفحة 116).
إن سُكنى الروح القدس في الإنسان تعنى أيضًا حضور الآب والابن لأنه حيثما يوجد الروح القدس يوجد أيضًا الآب ويوجد الابن. ولكن الروح القدس هو الذي يوصّل لنا بركات الخلاص الممنوحة لنا من الآب والابن، وهو الذي يعمل في الأسرار في حضور الآب والابن.
ها أنا معكم كل الأيام
معكم كل الأيام

إن هذه العبارة تملأ قلوبنا طمأنينة، فإن السيد المسيح بالرغم من صعوده إلى السماء فهو معنا كل الأيام وفي كل الظروف.
هو يشعر بنا وبكل ما نعانيه من أجل اسمه، و"لأنه فيما هو قد تألم مجربًا؛ يقدر أن يعين المجربين" (عب2: 18)،هو يلاحظ حروب الشيطان ومؤامراته وكل جيوش الشياطين وتجمهرهم حولنا في الحروب الروحية العنيفة كقول معلمنا بطرس الرسول "إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو، فقاوموه راسخين في الإيمان" (1بط5: 8، 9).
هو يرى موجات الفكر المضاد للإيمان بوجود الله والمضاد للإيمان المستقيم والهرطقات والتعاليم الغريبة ويشعر بخطورتها على الكنيسة.
هو يرى الوسائل التكنولوجية الحديثة وانتشار الخلاعة والعثرات ووسائل الإثارة وخطورة كل ذلك على الشباب وعلى تماسك الأسرة وقداستها وجاذبية الأمور التي تضيع وقت الناس وتشغلهم عن الصلاة والتأمل في وصايا الله في الكتب المقدسة. هو يعرف أن إمكانياتنا أقل كثيرًا من إمكانيات الشيطان وأعوانه في وسط عالم يموج بكل هذه الموجات العالمية. وسفينة الكنيسة معذبة من الأمواج.
ولكن بالرغم من هذا كله فالإنجيل يخبرنا أن السيد المسيح -وهو على الجبل- كان يبصر سفينة تلاميذه في وسط البحر مساءً وهى معذبة من الأمواج. أما هو فكان في مناجاة مع الآب من أجل الكنيسة، ثم أتاهم ماشيًا على البحر في الهزيع الرابع من الليل وانتهر البحر والريح فخضع له الجميع وانبهر التلاميذ بعد أن أتاهم صوته: "أنا هو لا تخافوا" (مت14: 27). أنت معنا يا رب فلا نخاف.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تصميم| أنا معكم طول الأيام
ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر (مت 28: 20)
(مت 28: 20) ها أنا معكم كل الأيام
أنا معكم كل الأيام حلوها ومرها
ها أنا معكم كل الآيام / تصميم


الساعة الآن 02:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024