منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 03 - 2014, 05:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,930

آدم الثاني

كان آدم الأول هو رأس الجنس البشرى.. منه خرج جميع البشر، بما في ذلك حواء نفسها. وذلك بقدرة الله وتدبيره.
البشر جميعًا كانوا في صُلب أبينا آدم حينما خلقه الله على صورته ومثاله. وخلق له المرأة من جنبه بحيث لا تكون غريبة عن طبيعته البشرية.
وحينما "باركهم الله وقال لهم أثمروا واكثروا واملأوا الأرض" (تك1: 28)، صار بإمكانهما أن ينجبا أولادًا من نفس طبيعتهما المشتركة.
ولأن كل نسل آدم كان في صُلبه.. لهذا فحينما سقط آدم مع حواء - دخل الموت إلى الجنس البشرى كله.
وقد شرح معلمنا بولس الرسول هذا الأمر فقال: "بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت. وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس" (رو5: 12).
وقال أيضًا: "كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيُحيا الجميع" (1كو15: 22).
فكما قاد آدم الأول البشرية إلى الموت، هكذا قاد آدم الثاني أو آدم الجديد (المسيح) البشرية المفتداة إلى الحياة وميراث الملكوت الأبدي.
انتصر السيد المسيح على الموت بكل أبعاده وعوامله في طبيعتنا البشرية التي أخذها بلا خطية - بفعل الروح القدس من العذراء القديسة مريم.
وكانت قيامة السيد المسيح هي النتيجة الطبيعية لنصرته -كرأس للكنيسة- على مملكة الظلمة الروحية.

آدم الثاني
وحقق السيد المسيح في بشريته الكاملة، الشركة الحقيقية مع الله، بعيدًا تمامًا عن كل تأثير الشركة مع إبليس التي دخل إليها الإنسان بقبوله للغواية التي عرضتها عليه الحية القديمة.
كانت البشرية بالفعل في احتياج إلى من يستطيع أن ينتشلها من الهوة ومن الفخ، الذي دخلت إليه بانقياد آدم الأول للغواية، ودخوله هو ونسله من بعده تحت سلطان الموت..
وقد أوضح القديس أثناسيوسأن الوحيد الذي كان باستطاعته أن يحرر الإنسان من الموت ويعيده إلى الصورة التي خلق عليها، هو كلمة الله..
فكما خلق الله الإنسان بكلمته على صورته ومثاله، هكذا لم يكن ممكنًا أن يعاد خلق الإنسان مرة أخرى، إلا بواسطة نفس أقنوم الكلمة.
وتأكيدًا لهذا المعنى قال معلمنا بولس الرسول: "إن كان أحد في المسيح، فهو خليقة جديدة" (2كو5: 17).
آدم الثاني
عودة الشركة مع الله

لم يكن ممكنًا أن تعود حياة الشركة بين الله والإنسان، إلا في شخص ربنا يسوع المسيح "كلمة الله المتجسد".
كذلك لم يكن ممكنًا أن تمتد هذه الشركة لتشمل البشر الذين آمنوا به، إن لم يقم السيد المسيح بتقديم كفارة كاملة وكافية عن خطاياهم..
"أي إن الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم" (2كو5: 19)،بتقديم ذبيحة الصليب عوضًا عن هلاك البشر بالموت الذي تملك على الجميع.
فبالتجسد وظهور آدم الجديد الذي بلا خطية عادت الشركة بين الله والإنسان في شخصه.
وبالصليب صارت المصالحة بين الله والبشر الذين يقبلون الابن المتجسد مخلِّصًا لهم.
وبالقيامة نالت البشرية الحياة الجديدة، في المسيح يسوع كباكورة للراقدين.
وبالصعود "دخل.. إلى الأقداس فوجد فداءً أبديًا" (عب9: 12)، حيث يمارس عمله كرئيس كهنة يشفع بدمه كل حين من أجل غفران الخطايا.
وبحلول الروح القدس وصلت استحقاقات المصالحة إلى الذين قبلوا المسيح، ونالوا سر العماد المقدس، وصاروا هيكلًا يسكن الله فيه.
وبهذا كله نستطيع أن نرى كيف عادت الشركة مع الله للذين قبلوا السيد المسيح ونالوا العطية الموعود بها من الآب.
آدم الثاني
لماذا تجسّد من العذراء

لم يتجسد الكلمة من زرع بشر، أي من مشيئة جسد أو من مشيئة رجل، فلو حدث ذلك لكان انتقال الخطية الجدية إلى المولود هو نتيجة طبيعية.
ولهذا فقد تجسد الكلمة بفعل الروح القدس في أحشاء العذراء مريم، كما قال الملاك: "الذي حبل به فيها هو من الروح القدس" (مت1: 20).
ولم يكن ممكنًا أن يتجسد الله الكلمة، دون أن يأخذ طبيعة بشرية حقيقية من أصل الجنس البشرى نفسه. لأنه لو تجسد بطبيعة أخرى مخلوقة خصيصًا لهذا الأمر، لما أمكن أن يخلص البشر، ولما أمكن أن يموت بمحبته عوضًا عنهم، ليوفى العدل الإلهي حقه.
لهذا فقد أخذ بشريته الكاملة جسدًا وروحًا من العذراء مريم، بلا خطية، ووحّد هذه الطبيعة البشرية بألوهيته منذ اللحظة الأولى للتجسد.
آدم الثاني
الموت النيابي

وقد شرح القديس أثناسيوس فكرة تجسد الابن الوحيد وموته النيابي عن البشر في الفصل التاسع من كتاب تجسد الكلمة فقال: [إن الكلمة إذ لم يكن قادرًا أن يموت (بحسب ألوهيته)، أخذ جسدًا قابلًا للموت. لكي باتحاده (أي باتحاد هذا الجسد) بالكلمة الذي هو فوق الكل، يصير جديرًا بأن يموت نيابة عن الكل].
صارت الذبيحة التي قُدمت على الصليب ذات قيمة غير محدودة، لسبب اتحاد إنسانية المسيح بألوهيته اتحادًا طبيعيًا يفوق العقل والإدراك.
فالذي صُلب على الصليب هو هو نفسه الله الكلمة الذي أخذ جسدًا، وتألم بالجسد، وذاق الموت بالجسد لأجل خلاصنا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - ملوك الثاني 23 - تفسير سفر الملوك الثاني
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - ملوك الثاني 22 - تفسير سفر الملوك الثاني
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - ملوك الثاني 21 - تفسير سفر الملوك الثاني
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - ملوك الثاني 8 - تفسير سفر الملوك الثاني
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - ملوك الثاني 7 - تفسير سفر الملوك الثاني


الساعة الآن 06:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025