رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اليوم تكون معي في الفردوس "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 43) لقد قيّد السيد المسيح الشيطان ولم يعد له سلطان أن يقتنص الأرواح، أرواح المفديين. ولم تعد الهاوية تفتح فاهها لكي تبتلع أرواح البشر حتى القديسين منهم. بل وقد فتح طريقًا إلى الفردوس وأعطى وعده الصادق للّص قائلًا: "الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 43) نعم هو الحق كل الحق، هو حق يفوق التصديق أن هذا اللص يدخل في وسط جماعة القديسين والأبرار، كان من المحال أن يتم هذا كله إلا إذا كان هناك دم زكى قد سُفك، لذلك عندما قال له السيد المسيح عبارة "الحق أقول لك"كان يقولها وهو واثق لأنه يدفع الثمن. وحينما نطق السيد المسيح بهذه العبارة للص، كان يقولها أيضًا لكل البشر الذين عاشوا تحت الخطية. يرمز اللص اليمين إلى البشر الذين بالصليب قد تحرروا من فكر إبليس وطغيانه، الذين بالصليب قد أشرقت عليهم أنوار معرفة الله، الذين بالصليب قد اعترفوا بألوهية السيد المسيح مثلما صرخ اللص معترفًا بألوهيته قائلًا: "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك" (لو23: 42) ومعترفًا بصلاحه وبره الكامل أيضًا. ولهذا فقد سمع صوت الرب القائل: اليوم تكون معي في الفردوس، لأن في ذلك اليوم صنع الرب خلاصًا عظيمًا، في ذلك اليوم رد الرب آدم وبنيه إلى الفردوس مرة أخرى، في ذلك اليوم أعاد السيد المسيح إلى الإنسان كرامته وعزته ورفعته وصورته الإلهية التي فقدها بسبب الخطية، وقال له: اليوم تكون معي في الفردوس، كما كنت معي على الصليب تكون معي في الفردوس، كما كنت معي بعواطفك وبقلبك وبفكرك، بوجدانك وبلسانك، بشهادتك بموقفك، بدفاعك عنى أمام اللص غير التائب وقلت له: "أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا وأما هذا فلم يفعل شيئًا ليس في محله" (لو23: 41) سوف تكون معي في الفردوس. لأنك كنت معي بأشواقك برجائك بصبرك بقبولك الألم بأنك قد شعرت بذلك الشرف العظيم أنك قد صُلبت معي كما قال معلمنا بولس الرسول: "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىَّ" (غل2: 20)، فستكون معي في الفردوس.. فإذا قلنا أجمعنا مع المسيح صلبنا لأننا دفنا معه في المعمودية للموت؛ فاللص اليمين قالها بالفعل، بل وهو الوحيد في كل البشر وفي كل تاريخ البشرية من آدم إلى آخر الدهور الذي عندما يقول: "مع المسيح صُلبت" يكون المعنى بالنسبة له منطبق روحيًا وفعليًا وزمنيًا ومكانيًا.. نحن نُصلب مع المسيح في المعمودية بعمل الروح القدس الإعجازي لكن اللص صُلب مع المسيح فعلًا وكان بجواره على الصليب. رتّب السيد المسيح وهو على الجلجثة أن يُصلب بين لصين محكوم عليهما بالموت ليكونا رمزًا للبشرية كلها لأن "الجميع زاغوا وفسدوا معًا ليس من يعمل صلاحًا ليس ولا واحد. الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رو3: 12، 23)، قسم الرب البشر إلى قطاعين الذين عن يمينه وهم الخراف والذين عن يساره وهم الجداء "ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميّز بعضهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار" (مت25: 32، 33)،فوق الجلجثة البشر كلهم ممثلين في السيد المسيح واللصين: السيد المسيح يمثل البشرية من جهة أنه الوحيد الذي استطاع أن يكون بلا خطية وأن يُرضى قلب الآب وبهذا فهو الفادي والمخلّص، وعلى يمينه الذين تابوا ونالوا الخلاص، وعلى يساره الذين لعنوه أو رفضوه أو لم يقبلوا أن يؤمنوا به. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اليوم تكون معي في الفردوس |
كلمة “اليوم” تكون معي في الفردوس |
اليوم تكون معى فى الفردوس |
هل صحيح أن اللص اليمين هو أول مَن دخل الفردوس حسب وعد الرب له(اليوم تكون معى فى الفردوس)؟ |
اليوم تكون معي في الفردوس |