منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 03 - 2014, 04:36 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

العود الرطب

"العود الرطب" (لو23: 31)

في مسيرة السيد المسيح نحو الجلجثة شرح معلمنا لوقا الإنجيلي حوارًا هامًا حدث في الطريق بين السيد المسيح والنسوة اللواتي كن يلطمن وينحن عليه.
فبعدما توصّل رؤساء اليهود إلى غرضهم في إحراج الوالي واستصدار حكم ظالم ضد السيد المسيح إذ "كانوا يلجون بأصوات عظيمة طالبين أن يصلب. فقويت أصواتهم.. فحكم بيلاطس أن تكون طلبتهم.. وأسلم يسوع لمشيئتهم" (لو23: 23-25). بعد ذلك خرج يسوع وهو حامل صليبه بعدما علا صوت الباطل أمام الوالي.
"ولما مضوا به أمسكوا سمعان رجلًا قيروانيًا كان آتيًا من الحقل، ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع. وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كن يلطمن أيضًا وينحن عليه. فالتفت إليهن يسوع وقال: يا بنات أورشليم لا تبكين علىّ، بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن. لأنه هوذا أيام تأتى يقولون فيها طوبى للعواقر والبطون التي لم تلد، والثّدِي التي لم تُرضع. حينئذ يبتدئون يقولون للجبال اسقطي علينا وللآكام غطينا. لأنه إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا، فماذا يكون باليابس" (لو23: 26-31).
كان للسيد المسيح شعبية كبيرة سبق أن أزعجت رؤساء اليهود خاصة في يوم أحد الشعانين، حينما استقبلته الجموع في أورشليم كملك "فقال الفريسيون بعضهم لبعض انظروا إنكم لا تنفعون شيئًا. هوذا العالم قد ذهب وراءه" (يو12: 19). وقد امتلأ رؤساء اليهود حسدًا وغيرة، لسبب شعبية السيد المسيح الجارفة.
لذلك دبّروا المؤامرة وقبضوا عليه في الليل خلوًا من جمع، وأجروا المحاكمة اليهودية ليلًا. ثم سلّموه في الصباح الباكر إلى الوالي، وأخذوا معهم جمهورهم الخاص الذي كان يطالب بصلب السيد المسيح..
واستيقظت أورشليم في الصباح، لتجد أن الحكم قد صدر من قبل الحاكم الروماني وانتهى الأمر ولم يعد في استطاعة الجماهير التي أحبت السيد المسيح أن تفعل شيئًا، سوى أن تتبعه في طريق الجلجثة، كما أوضح معلمنا لوقا الإنجيلي "تبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كن يلطمن أيضًا وينحن عليه" (لو23: 27).

العود الرطب
كان من الطبيعي أن تبكى النسوة ويلطمن على السيد المسيح، الذي وقع عليه كل هذا الظلم وهو برئ. وكان من الطبيعي أن تنكسر قلوب الرجال وهم يبصرون ملك إسرائيل وهو يساق بهذه الصورة المهينة إلى موت الصليب؛ موت العبيد.. ومع رجلين من القتلة والسارقين المجرمين.
لو أتيحت لهم الفرصة أمام الوالي لدافعوا بشدة عن السيد المسيح. ولكن المؤامرة استبعدت الصوت الحقيقي للجماهير، وضخمت صوت الباطل، كما لو كان معبّرًا عن إرادة الجماهير وإرادة الأمة. لقد حشدوا جمهورًا محدودًا أمام الوالي يطالب بصلب السيد المسيح، وتجاهلوا مشيئة الجماهير العريضة من الناس وأرادوا أن يشككوا الشعب في صدق إرسالية السيد المسيح بتطبيق حكم الموت عليه عن طريق التعليق على الخشبة، ليؤكّدوا للشعب الذي أحبه أنه قد صار ملعونًا من الله،لأنه في سفر التثنية يقول إن "المعلّق ملعون من الله" (تث21: 23).
إلى هذه الدرجة حَبَكَ اليهود المؤامرة حتى أنهم قدموا دليلًا كتابيًا من خلال أحداث الصلب على أن السيد المسيح قد صار في حكم الملعون من الله. وبهذا اهتز وضع السيد المسيح في أنظار الذين لم يفطنوا إلى خطورة المؤامرة اليهودية.
حقيقة أن السيد المسيح قد حمل لعنة خطايانا على الصليب، ولكنه إذ أوفى العدل الإلهي حقه، فقد محا اللعنة إلى الأبد. وكان دليل قبول ذبيحته وزوال اللعنة، هو أن الله قد أقامه ناقضًا أوجاع الموت، إذ لم يكن للموت سلطان عليه، لأنه كان بلا خطية من جانبه شخصيًا.
وقد سبق إشعياء وتنبأ عن هذا الأمر وقال: "نحن حسبناه مصابًا مضروبًا من الله ومذلولًا. وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا" (إش53: 4، 5).
دخل الشك إلى قلوب البعض.. ولكن ذوى القلوب الأمينة الواثقة لم تهزهم المؤامرة المحبوكة. بل بقيت ثقتهم في قداسة السيد المسيح كما هي، وثقتهم في قبول الرب لذبيحته الطاهرة كما هي..
ومن أمثلة هؤلاء الأشخاص الأمناء المريمات القديسات اللواتي أحضرن الطيب ليضعنه على جسده المبارك في فجر الأحد ووجدنه قد قام.
ومن أمثلتهم أيضًا يوسف الرامي ونيقوديموس، اللذان طلبا جسد الرب يسوع من الوالي ولفاه بأكفان غالية وأحاطاه بالحنوط، ووضعاه في قبر جديد، في بستان منحوت في صخرة لم يوضع فيه أحد قط من الناس. لقد قدّما للسيد المسيح بعدما أسلم الروح على الصليب، أغلى ما عندهما، واستحقا أن يسمعا تسابيح الملائكة، وهما يكفنان جسده المقدس وهى تقول: (قدوس الله، قدوس القوى، قدوس الحي الذي لا يموت).
حينما أبصر السيد المسيح النسوة يلطمن وينحن عليه، أراد أن يوجه أنظارهن إلى الحقيقة الثمينة.. ألا وهى أن خطايا البشر هي السبب الحقيقي لآلامه. وأن مؤامرة اليهود وقساوة الرومان، ما هي إلا أدوات استخدمتها حكمة الله ومشورته، ليتحقق من خلالها إبراز حقيقة الصراع بين الخير والشر، والذي لابد أن ينتهي بانتصار الخير في النهاية.
وقال لهم: "إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا، فماذا يكون باليابس؟!" وقال هذا ليتذكر كل إنسان أن السيد المسيح وهو العود الرطب، قد تألم عوضًا عنا حينما حمل خطايانا في جسده، فما الذي يمكن أن يحدث للإنسان غير التائب حينما يتراءى أمام الله بخطاياه غير المغفورة وغير المغسولة بدم السيد المسيح؟.
إن السيد المسيح قد احتمل ظلم الأشرار، لكي يوبخ خطية الإنسان غير التائب. وسيظل صوته الإلهي يدوى في سمع البشرية "إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا، فماذا يكون باليابس..؟!"
رد مع اقتباس
قديم 15 - 03 - 2014, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
ناردين Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 995
تـاريخ التسجيـل : Dec 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بلد يسوع
المشاركـــــــات : 7,347

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ناردين غير متواجد حالياً

افتراضي رد: العود الرطب

جميل جدا عاشت الايادي يا غاليه ماري
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 03 - 2014, 10:12 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: العود الرطب

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حبّ الرّب يسوع المسيح الغني بما فيه الكفاية ليُشبع جوع كلِّ العصور
أيها العود الإلهي الرطب رطبني بزيت نعمتك
في مثل الغني والعازر الرجل الغني طلب من إبراهيم أن يرسل لعازر ليبرد لسانه
العود الرطب (لو23: 31)
أيها العود الإلهي الرطب


الساعة الآن 08:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024