أحداث بيت عنيا
بدأت أحداث الصلب بذهاب السيد المسيح إلى بيت عنيا، لإقامة لعازر من الموت.
وقد احتمل السيد المسيح -في تواضعه- العتاب الذي وجهته إليه مرثا أخت لعازر مع أختها مريم لسبب تأخره عن الحضور إلى بيت عنيا لشفاء لعازر.
كانت الأختان قد أرسلتا إليه قائلتين في عشم كبير: "يا سيد هوذا الذي تحبه مريض" (يو11: 3). "وكان يسوع يحب مرثا وأختها ولعازر. فلما سمع أنه مريض مكث حينئذ في الموضع الذي كان فيه يومين. ثم بعد ذلك قال لتلاميذه: لنذهب إلى اليهودية أيضًا" (يو11: 5-7).
تباطأ السيد المسيح في الذهاب لشفاء لعازر، واحتمل أن يبدو مقصّرًا في واجبه نحو شخص يحبه. كما احتمل العتاب المؤثر من الأختين الحزينتين.. كل ذلك لكي تُنَفذ مشيئة الآب السماوي في إقامة لعازر من الموت.
أبعاد الموقف
كانت معجزة إقامة لعازر من الموت هي السبب الذي جعل رؤساء كهنة اليهود والفريسيين يتآمرون فيما بينهم أن يقتلوا السيد المسيح "فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه. فلم يكن يسوع أيضًا يمشى بين اليهود علانية.. وكان فصح اليهود قريبًا.. وكان أيضًا رؤساء الكهنة والفريسيون قد أصدروا أمرًا أنه إن عرف أحد أين هو، فليدل عليه لكي يمسكوه" (يو11: 53-57).
ما أعجب اتضاع الرب المخلّص..! إذ أنه من أجل محبته لتلاميذه وللعازر، احتمل كل ذلك العناء، واحتمل أن يضطر للمشي في الخفاء، كما لو كان خائفًا من اليهود..
بالطبع هو لم يكن خائفًا منهم، ولكنه كان قد وضع في نفسه أن لا يمسكوه قبل عيد الفصح.. لكي يُذبح في يوم الفصح نفسه، إذ هو فصحنا الحقيقي. كذلك كان أمامه الكثير ليعمله من أجل كنيسته المحبوبة، قبل أن يسلّم نفسه لصالبيه.
لقد دفع السيد المسيح حياته ثمنًا لإقامة لعازر من الموت، كما دفعها ثمنًا لفداء كل أحبائه، مانحًا الحياة لكل من يؤمن بخلاصه العجيب.
لهذا يقول الكتاب "لأنكم قد اشتريتم بثمن، فمجدوا الله في أجسادكم، وفي أرواحكم التي هي لله" (1كو6: 20).