رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جسدك كله يكون نيرًا العين البسيطة تحرر الإنسان من محبة العالم وشهوته، وبهذا لا تتحرك في الإنسان عوامل الظلمة الروحية. بمعنى أن المشاعر الدنسة والأطماع لا تجد طريقها إلى قلب الإنسان ولا تحرك غرائزه الجسدية. فيحتفظ الإنسان بالمشاعر الروحية النورانية التي تسرى وتملأ كيانه حتى يرتفع نحو السمائيات وينعم بشركة الحياة الروحية مع الله وقديسيه. وكما أن الشهوات العالمية تقترن بملذات الجسد، هكذا فإن الرغبات الروحية تقترن بلذة الروح التي تتمتع بالله ويصير هو مصدر شبعها وفرحها وسرورها. إن خبرة الحياة الروحية هي مسألة لا يمكن التعبير عنها بالكلمات العادية، بل هي عطية لا ينطق بها يختبرها أناس الله القديسون، ولسان حالهم يقول "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز33: 8). الإنسان الذي يريد أن يتذوق الحياة مع الله عليه أن يحرص على حفظ حواسه ومشاعره.. يطلب معونة الروح القدس بلجاجة وينمو في محبة الله، ويجاهد في طريق الحياة الروحية: بالصوم.. بالسهر في الصلاة.. بالتسبيح.. بالبعد عن مغريات العالم.. بإنكار الذات.. باحتمال المشقات.. بحرارة الروح في العبادة،وكلما زادت محبته، كلما زادت مذاقته.. وكلما زادت مذاقته، كلما زادت محبته. وهكذا "من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" (2كو3: 18). |
|