منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 03 - 2014, 04:35 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

من سألك فأعطه

قال السيد المسيح في تعليمه: "من سألك فأعطه ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده" (مت5: 42).
حينما سقط الإنسان بدأ التحول في إحساسه بقيمة الوجود مع الله وحياة الشركة معه، إلى الرغبة في امتلاك الأمور العالمية المنظورة. كان الإنسان في الفردوس لا يشعر بالرغبة في الامتلاك لأن الرب كان هو نصيبه وفي عطاياه الكفاية والشبع.
لم يشعر أنه سوف يحتاج، وبالتالي لم يفكر في اكتناز الأموال أو المقتنيات بل كانت الحياة تسرى بصورتها الطبيعية.. فكل شيء في الطبيعة المحيطة به خاضع له، وفي خدمته. وكان يشعر بالاكتفاء، وكوكيل على الخليقة المنظورة كان يعمل في الجنة ليحافظ على جمال الطبيعة ورونقها.
لم يكن هناك صراع بين الإنسان وأخيه الإنسان، لا على المال ولا على الأرض ولا على خيراتها.. ففي الأرض متسع للجميع، والخير هو للجميع كل حسب احتياجه.. هكذا كان ينبغي أن يعيش الإنسان في ظل حب الله ورعايته.
وقد أراد السيد المسيح أن يعالج هذه الحالة المأساوية في حياة الإنسان، بتجريده من حب الاقتناء إلى الإتجاه بالحب نحو الآخرين، والرغبة في سد احتياجهم.
جاء كلمة الله متجسدًا لكي يحرر الإنسان من محبة العالم ولكي يرفع بصيرته نحو السمائيات ولكي يعيد الإنسان إلى الصورة التي خلق عليها.

من سألك فأعطه
ولهذا قال: "من سألك فأعطه".. لأن ما يملكه الإنسان على الأرض هو ملك للرب، وهو وسيلة لتنمية علاقات الحب بين البشر.
الله يسمح أحيانًا للبعض بالاحتياج، ويسمح للبعض الآخر بالغنى وهنا تكمن القوة الدافعة لممارسة الحب بالعطاء.
الله قادر أن يغنى الفقراء من عنده مباشرة. ولكنه يريد أن يرى تصرف الأغنياء كوكلاء على نعمة الله المتنوعة.
هناك إنسان غنى في الأموال، وإنسان آخر غنى في الإيمان، وآخر غنى في المواهب.. وكل إنسان عليه أن يعطى مما أنعم به الرب عليه من العطايا والمواهب المتنوعة.
الكل يشكلون معًا جسدًا واحدًا في المسيح.. وفي الجسد الواحد يتكامل الأعضاء معًا.
إن الفم هو الذي يمنح الطعام لباقي أعضاء الجسد،ولكن باقي الأعضاء ضرورية للفم لاستمرار حياته وقدرته على أداء واجبه. لو احتفظ الفم بالطعام داخله فلن يصل الغذاء إلى الدم وإلى القلب وإلى الأعصاب والعضلات والمخ وبالتالي فلن يمكن للفم أن يعمل ولا أن يعيش.
لهذا قال الرب في سفر الأمثال: "محتكر الحنطة يلعنه الشعب" (أم 11: 26). وقال أيضًا: "النفس السخية تسمن والمُروى هو أيضًا يُروى" (أم11: 25).
كلما أعطى الإنسان، كلما ازداد الخير بين يديه. وكلما أعطى بسرور كلما زادت غبطة الرب به لأن "المعطى المسرور يحبه الله" (2كو9: 7).
إن إحساس البنوة لله يجعل الإنسان يتصرف كابن في بيت أبيه.. يتصرف بالخير نحو إخوته، عالمًا أن أبيه سوف يغبطه إن أحسن معاملة إخوته واعتنى بهم.
إن حالة التشرذم والتمزق بين البشر التي أنشأتها الخطية؛ قد جاء السيد المسيح ليزيلها ويعالجها بحيث يكون الجميع واحد، تربطهم مشاعر المحبة الصادقة على مثال المحبة بين أقانيم الثالوث القدوس.
عبارة "من سألك فأعطه" لا تعنى أن يعطى الإنسان لغير المحتاج الذي يحاول استغلال هذه الوصية بطريقة خاطئة، بل ينبغي أن يكون العطاء بحكمة ولمن هو محتاج بالحقيقة. ومن الممكن مساعدة من لا نعرف حقيقة أمره مساعدة مؤقتة إلى أن يتم فحص احتياجه بالكامل.
كذلك فإن عبارة "من سألك فأعطه" لا تعنى أن يعطى الإنسان لغيره ما يؤذى به نفسه. مثل من يأخذ نقودًا ليتعاطى مواد مُسْكِرة أو مواد مخدرة أو يسلك في طريق الخلاعة أو ما يشبه ذلك. في هذه الحالة العطاء يكون على صورة نصيحة للإنسان الراغب في الانحراف ليتراجع عن شره، أو مجهودات لعلاجه من الإدمان أو السلوك في طريق الشر أو الخطية.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أعط روحك غذاءها أما جسدك فأعطه ما يقوته لا ما يشتهيه
حسن إنك قد أعطيته حاجته، فأعطه أيضًا كرامة وعزة نفس
إذا سألك ابنك
من سألك فأعطه
وكل من سألك فأعطه


الساعة الآن 01:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024