منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 03 - 2014, 04:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,367

أحبوا أعدائكم

قال السيد المسيح في تعاليمه الإلهية: "سمعتم أنه قيل (للقدماء) تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطرودكم" (مت5: 43، 44).
لم يكن من الممكن إعطاء هذه الوصية في العهد القديم. لأن الإنسان المولود حسب الجسد لا يمكنه أن يسلك بحسب الروح بأسلوب يفوق طاقة الطبيعة البشرية التي ورثها عن أبيه آدم بعد السقوط.
محبة العدو هي مسألة فائقة للطبيعة البشرية التي سقطت ولم يعد بإمكانها أن تأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله. شجرة الحياة هي شجرة الحب.. الحب الفائق الممنوح من الله ليحيا به الإنسان في شركة المحبة مع الله كلى المحبة.
لهذا وضع القديس يوحنا الرسول محبة الإخوة كعلامة للولادة والانتقال من الموت إلى الحياة بالولادة من الله فقال: "نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة" (1يو3: 14). قال بولس الرسول: "لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" (رو5: 5).
كذلك قال عن ثمار الروح القدس في حياة الإنسان المولود من الله: "أما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام.." (غل5: 22).
أحبوا أعدائكم
تحب قريبك

أقصى شيء كان من الممكن أن يطالَب به الإنسان في العهد القديم هو محبة القريب وليس العدو.

أحبوا أعدائكم
ومع هذا لم يتمكن الكثيرون من تطبيق وصية محبة القريب، وحدثت خصومات ومنازعات بين كثيرين من الإخوة والأقرباء في العهد القديم. بل كثرت المظالم بين الأقرباء حتى كان الرب يوبخ شعبه كثيرًا على انتشار الظلم بينهم. (انظر إش1).
أحبوا أعدائكم
من هو القريب عند السيد المسيح؟

وحينما جاء السيد المسيح أعطانا شريعة الكمال التي تتناسب مع الطبيعة الجديدة التي ينالها الإنسان بولادته من الله في المعمودية بعد الإيمان بالمسيح كقول الكتاب "أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله -أي المؤمنون باسمه- الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد، ولا مشيئة رجل بل من الله" (يو1: 12، 13).
في مَثل السامري أوضح السيد المسيح أن القريب هو كل إنسان مهما كانت هويته. وأن المحبة مطلوبة للجميع. وأن صنع الخير هو للجميع.
وفى الموعظة على الجبل أوضح السيد المسيح أن المحبة ينبغي أن تقدّم ليس للقريب فقط، بل وللعدو أيضًا.
ليس أن نحب محبة نظرية للعدو، بل محبة عملية. إذ قال: "أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم" (مت5: 44).
وهنا نرى في تعليم السيد المسيح أن محبة العدو لا تتوقف عند احتمال إساءاته وعدم الإساءة إليه بالمثل، بل تتخطى ذلك كثيرًا:
1- باركوا لاعنيكم: في مقابل اللعنة ينبغي أن نبارك من يلعننا. وبهذا نقهر الشيطان الذي يريد أن ينشر اللعنة. أما أولاد الله فينشرون البركة والحب.
2- أحسنوا إلى مبغضيكم: في مقابل البغضة والإساءة ينبغي أن نقدم عمل المحبة والإحسان، نمنح مبغضينا الطعام إن جاعوا، والشراب إن عطشوا، والدواء إن مرضوا، والعلاج إن تعرضت حياتهم للخطر في المستشفيات مثلًا،نقدم أيضًا لهم النصائح لفائدتهم إذا احتاجوا إلى نصيحة وسنحت الفرصة لنصحهم.. وهكذا.
3- وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطرودكم: الأعداء يحتاجون إلى صلوات القديسين لعل الله ينير قلوبهم بمعرفة الحق. إن المحبة هي الدواء الذي يشفى من تملأ الكراهية قلبه. والصلاة بدافع الحب لها قوة عظيمة في طرد شياطين الكراهية من قلوب المبغضين.
أحبوا أعدائكم
كثير من القساة لانت قلوبهم حينما علموا بصلوات القديسين الذين تعذبوا منهم. مثل وإلى أنصنا الذي آمن وصار راهبًا حينما علم بصلوات القديس أسقف أنصنا من أجله بعد انقضاء زمان الاضطهاد. مع أن هذا الأسقف قد نالته شدائد كثيرة على يد هذا الوالي. كذلك أريانوس وإلى أنصنا السابق له، آمن بالمسيح وصار شهيدًا لسبب محبة أحد الشهداء له أثناء تعذيبه حينما أصاب نشاب عين الوالي وأبرأها له هذا القديس. ونالا كلاهما إكليل الشهادة فيما بعد.
هذه هي روعة وصية السيد المسيح التي تحوّل العدو إلى صديق محب. فبالرغم من صعوبتها البادية لأول وهلة، إلا أنها مملوءة بالفرح والنصرة.
وهذا يذكرنا بالنصيحة التي يرددها قداسة البابا شنودة الثالث-أطال الله حياته- عن قول القديس يوحنا ذهبي الفم: [إن أفضل طريقة يتخلص بها الإنسان من عدوه، هو أن يحول هذا العدو إلى صديق].
ويعجبني أيضًا قول الشاعر المستوحى من وصية السيد المسيح بمحبة الأعداء:
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعًا تُلقى بحجر فتُعطى أطيب الثمر
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أحبوا أعدائكم
أحبوا أعدائكم
أحبوا أعدائكم
قصة أحبوا أعدائكم
أحبوا أعدائكم


الساعة الآن 05:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024