منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 06 - 2012, 06:41 PM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

تأمل حكمة الله ... وصلاحه كيف يتشبه بنا ويتجسم فى النفوس القديسة المستحقة الأمينة فبعد أن كان غير منظور لها يصير منظورا وبعد أن كان فائقا على كل حس يصير ملموسا ومحسوسا ، وتذوق حلاوته بقدر لطافتها فتختبر صلاح نوره ورضاه غير الموصوف .
ومتى شاء صار فيها نارا آكلة تحرق منها كل خبث ، ومتى شاء صار لها راحة تفوق كل نطق فتنعش النفس براحة اللاهوت ، ومتى شاء صار فرحها وسلامها ومعزيا معانقا لها ..
فليسع كل واحد فى إرضائه حتى يرى خيرات السماء بالحق ويختبر بالفعل بهجة اللاهوت وغناه الذى لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر ، أعنى روح الرب الذى هو للنفوس القديسة راحة وفرح وبهجة وحياة أبدية ...
( أبا مكاريوس الكبير – من العظة الرابعة )

+ إن النفوس التى تحب الرب حبا حارا لا ينطفىء فإنها تستأهل الحياة الأبدية وتحسب أهلا للأفتداء من الأهواء الشريرة وتنال نور الروح القدس وحضوره الفائق للوصف وتصير معه فى شركة سرية وملء النعمة .
وأما النفوس الخالية من الهمة والجرأءة ولا تطلب شيئا من هذا فإنها لا تزال باقية كأنها فى الجسد لأنها لم تحصل على رجاء قداسة قلبها بالصبر وطول الأناة .
( أبا مكاريوس الكبير – العظة العاشرة ) .

+ من يشاء أن يأتى إلى الرب ، ويحسب أهلا للحياة الأبدية ويكون مسكنا للمسيح ويمتلىء بالروح القدس ، ويكمل وصايا الرب بطهارة وبلا عيب عليه أن يبتدىء أولا بالأيمان بالرب مسلما نفسه كلها لهداية وصاياه ، مودعا نفسه من العالم وداعا نهائيا حتى لا يثقل قلبه أو فكره بشىء من الأشياء . وبعد ذلك عليه أن يواظب على الصلاة بإيمان منتظرا افتقاد الرب ومعونته فى كل وقت ، رابطا عقله بالمسيح فى ثبات ، وأخيرا عليه أن يغصب نفسه على كل الأعمال الصالحة والوصايا ، وغصب النفس هنا لازم بسبب الخطيئة الماسكة فيه .
+ فعليه أن يغصب نفسه أن يكون ذا عقل متضع قدام جميع الناس فلا يطلب كرامة من أحد أو مديحا أو افتخارا بل يجعل نفسه أقل الناس واردأهم . جاعلا الرب مثلا أمام عينيه على الدوام كما قال الرب نفسه " تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم " .
" وملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونه " .
" واجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق " ، واضعا فى باله على الدوام تواضع ربنا ولا يتعداه ، متمثلا كيفية معيشته وحلمه وسيرته جاعلا هذا قانونا لنفسه لا يسهى عنه أبدا .
+ وعليه أن يغصب نفسه على الصلاة ويدمن عليها بلا فتور بإيمان لعل الرب يحل فيه ويصيره كاملا ويقويه فى جميع وصاياه ويجعله مسكنا لنفسه .
وكل الأشياء التى يفعلها فى البداية بالأغتصاب وبنفور قلب فإنه سيفعلها بعد ذلك بإرادته إذا تعود الصلاح ، جاعلا الرب أمامه على الدوام مقيما على انتظاره وحبه .
+ فإذا الرب شدة تشوقه واجتهاده الحسن وكيف أنه يغصب نفسه إلى تذكار الرب وكل الأعمال بتواضع عقل ووداعة ومحبة ويغصب قلبه ويدفعه إلى ذلك رغما عن مشيئته ويجهد نفسه ويأمرها ويغصبها فحينئذ يظهر الرب له رحمته وينقذه من أعدائه ومن الخطيئة الماسكة فيه ثم يملأه بالروح فيصير بعد ذلك قادرا أن يفعل أوامر الرب بالحق بلا تعب أو صعوبة لأن الرب نفسه يكون هو العامل فيه وحينئذ يخرج ثمار الروح بطهارة .
+ هكذا كل الذى يأتى إلى الرب عليه فى البداية أن يغصب نفسه إلى كل عمل صالح حتى ولو كان قلبه مخالفا لذلك منتظرا رحمة الرب بإيمان لا يتزعزع .
يغصب نفسه إلى المحبة إن كان خاليا من المحبة .
يغصب نفسه إلى الحلم إن كان ناقصا من الحلم .
يغصب نفسه إلى الشفقة وإلى اقتناء قلب حنون .
يغصب نفسه إلى تحمل الذل والهوان بصبر جميل وإن رذل أو فضح فلا يتحرك بالغيظ على ذلك كما هو مكتوب " يا أحبتى لا تنتقموا لأنفسكم " ( رو 12 : 19 ) .
يغصب نفسه إلى الصلاة إذا لم يكن له صلاة روحانية فإذا رآه الله فى هذا الجهاد معذبا فى هذا الأغتصاب فإنه يهب له روح الصلاة الحقيقية وينعم عليه بالمحبة والوداعة والرحمة والحلم الحقيقى ويملأه من كل ثمار الروح .
لذلك على كل من يأتى إلى الرب بالصلاة أن يميل بقلبه نحو كل صلاح بقدر طاقته ويسأل الله الصالح والمحسن لأن النعمة الإلهية تحل عليه فى ساعة الصلاة والتضرعات بالذات والذين يسألونه يمنحهم طلباتهم .
+ أما من كان خاليا من الصفات السابقة ولم يحاول أن يغصب نفسه عليها ويتعودها ولم يمل بقلبه إليها فإنه حتى وإن نال درجة من النعمة فإنه يعدمها لا محالة ويسقط فى الكبرياء ولا يتقدم أو يترقى فى النعمة الموهوبة له .
+ فلنجذب إذن أنفسنا بالحزم والغصب ... بانتظار وأمل أن يرسل الله روحه إلى قلوبنا حتى نصلى إلى الله ونسجد له بالروح والحق حيث الروح ذاته يصلى فينا ويعلمنا ما ينبغى أن نصلى من أجله بالحق .

( أبا مكاريوس الكبير – العظة التاسعة عشرة )
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تصميم| القديس الانبا مكاريوس الكبير
تصميم| القديس الانبا مكاريوس الكبير
الانبا مكاريوس الكبير (أب الرهبان)
صورة القديس العظيم الانبا مكاريوس الكبير
مديح للقديس العظيم الانبا مكاريوس الكبير


الساعة الآن 12:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024