رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شهادات حية للمعتقلين تدمى القلوب
شهادات حية للمعتقلين تدمى القلوب شهادات حية للمعتقلين تدمى القلوب 4 كتب ـ سهى عبدالسيد ورحاب أحمد الإثنين, 10 مارس 2014 16:49 زوجة دومة تجهش بالبكاء: الحمد لله أنى لم أرزق طفلاً.. والد علاء عبدالفتاح: اختلفت الأنظمة والأسلوب واحد.. خالد السيد: حفلات تعذيب كانت فى استقبالنا هل ذقت الظلم يومًا؟؟ هل استشعرت مدى مرارة مذاقه؟؟ وتلك الغصة التي لا تزال في الحلق؟؟ والذكريات المأسوية التي طبعت في الذاكرة للأبد؟؟، قد تكون لم تذقه، لكن يكفي أن تسمع روايات مَن تعرضوا لها، وترى أعينهم التي تسرح إلى الفضاء أمامهم متفادية أعين الناظرين في محاولة للصمود والتماسك، حتى لا تنهمر في بكاء جارف، لتعلم عندها أن الظلم هو ذلك الفعل الأكبر من أن تستطيع الكلمات وصفه. "المصريون" التقت عددًا من المفرج عنهم من معتقلي الذكرى الثالثة للثورة، وذويهم على هامش مؤتمر "الحرية للمعتقلين مساء السبت، لينقلوا جزءًا من وقائع اعتقالهم وإهانتهم وتعذيبهم، بالإضافة إلى أهالي المعتقلين الذين لم تقف صعوبة الحديث عندهم في استرجاع تلك المشاهد كما المفرج عنهم، مع علمهم أن أبناءهم قد يتعرضون إلى ما يحكون عنه في اللحظة ذاتها. بجسد نحيف، ووجه مرهق، صعدت نورهان حفظي، زوجة الناشط أحمد دومة إلى منصة المؤتمر، جاهدة في أن تجمع الكلمات حتى إذا ما حان دورها في الحديث، وبدأت في الحديث بتماسك وصمود وقوة ثائرة، قائلة: "أحمد لسانه طويل مبيعرفش يسكت، لذلك حاز على معاناة ولقب أن يكون معتقلاً لكل العصور، سواء في عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك خلال تضامنهم مع غزة، أو أثناء حكم المجلس العسكري والرئيس المعزول محمد مرسي، وانتهاءً بعصر المشير عبدالفتاح السيسي. وأضافت: ما أن بدأ أحمد في انتقاد وزارة الداخلية وإعلانه صراحة رفضه ترشح السيسي خلال ثلاثة لقاءات مع أحد مؤسسي "كمل جميلك"، والذي صعق مما يقوله أحمد، وحذره، وفي النهاية تم إلقاء القبض عليه. وبعد الحديث عن القضية والقضايا السابقة التي اتهم فيها، بدأت في الحديث عن حالتها ووضعها وباقي أهالي المعتقلين من شباب الثورة، "الحياة لم تعد صعبة بل أصبحت لا يمكن أن تعاش من الأساس" بتلك العبارة بدأت حديثها، مضيفة: "في البداية كان أحمد يعتقل كل عام أما الآن أصبح كل 6 شهور، ومن ثم لم نعد نستطيع الحياة، أنا للمرة الثالثة أعيد رابعة كلية، وأحمد تم فصله من كليتين، وعاد ثانية حقوق مرتين، فضلاً عن عدم استطاعتي الاستمرار في عمل معين، فكلما يتم القبض على أحمد أترك العمل، وأتفرغ للقضية التي لا أستطيع التركيز في أي شيء معها، وبعد أن يخرج وأبحث عن عمل جديد، يحبس ثانية". وبصوت متردد، وعيون تجاهد في حبس دمعها، قالت: "أنا بحمد ربنا إن ربنا مرزقنيش بالأطفال، لأن وقتها المعاناة كانت هتبقى أكبر، مكنتش عايزة ابني يبقى زي خالد ابن علاء عبدالفتاح". وأضافت: "كلما انتهت الزيارة أرى خالد الطفل ذا العامين مكتئبًا بشدة، قد لا يكون يعي ما يمر به والده، إلا أنه يحزن فقط على أنه سيفارقه، كما لا أريد لأحمد أن يعاني ما يعانيه علاء، فكلما انتهت الزيارة ويخرج منال وخالد إلا وأنا أكاد أجزم أن جزءًا من روحه يرحل معهم، ففي إحدى المرات ناديت عليه بعد انتهاء الزيارة لأسلم عليه إلا أنه كان في عالم آخر لا يعي شيئًا، ولا حتى من يودعه". واستطردت: "كل ذلك لأننا فقط نريد أن نعبر عن رأينا"، وهنا لم تستطع أن تتمالك نفسها وأجهشت في البكاء تاركة المنصة. واعتلت المنصة بعدها معاناة جديدة مجسدة على صورة أب، ودع ابنه في زنزانته، وجاء لتحدث عن معاناتهما، إنه والد مازن أحد معتقلي المعادي، والذين حكم عليهم بالسجن لمدة عامين وغرامة 50 ألف جنيه، والذي تحدث عن التعذيب الذي يتعرضون له داخل سجنهم، وحجزهم في زنزانة عدة أمتار بأعداد كبيرة، وإصابتهم بالعديد من الأمراض، منها حساسية الصدر، وكلما تحدث أكثر، ضاق به الحديث، وأخفق في إخفاء دموعها، إلى أن أنهى حديثه ببكاء وكلمة "حسيب الله ونعم الوكيل". أما الناشط السياسي خالد السيد، المفرج عنه مؤخرًا بعد اعتقاله في أحداث الذكرى الثالثة لثورة يناير بعدما تم إلقاء القبض عليه من داخل سيارته بوسط القاهرة بتهمة التظاهر دون تصريح فكما كانت لرسالته الشهيرة التي كشف من خلالها وقائع تعذيب المعتقلين، كانت لروايته الحية صدى أكبر في نفوس الحاضرين. "بداية استقبالنا كانت وقوفنا 14 ساعة، قبل أن يتم التحقيق معنا، ونحن معصومي الأعين، وعندما وصلنا إلى سجن أبوزعبل كان هناك حفلة استقبال من التعذيب، تم سحلنا، وتم كلبشتى ورميى فى الأرض وضربى فى عمود بالزنزانة"، هكذا استهل السيد روايته لتفاصيل معاناته وغيره من المعتقلين. "النظام يحاول أن يؤكد لنا أن الثورة ليست مستمرة وأن مكان الثوار الطبيعي الآن هو السجون"، يتابع السيد، قائلاً: "غالبية شباب الثورة الآن متواجدون بالسجون منهم علاء عبدالفتاح وأحمد دومة وأحمد ماهر ومحمد عادل وغيرهم من الثوار غير المعروفين والذين طالبوا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية وكأن النظام يحارب الثوار". وأكد السيد أن "اعتقال الثوار لم يؤثر بثوريتهم وأنهم مستمرون فى النضال حتى بعدما اعتقلوا 40 يومًا خرجوا مرددين هتافات ضد وزارة الداخلية، لنؤكد للشعب أن الثورة مازالت مستمرة". "على الرغم من اختلاف الأنظمة في السلطة إلا أن أسلوبهم جميعًا واحد"، هكذا تحدث الناشط الحقوقي والمحامي المعروف أحمد سيف الإسلام والد الناشط السياسي علاء عبدالفتاح عن الأنظمة المتعاقبة وسجلها في عمليات الاعتقال والانتهاكات. "علاء اعتقل منذ عهد مبارك في عام 2006، حيث تم القبض عليه في قضية استقلال القضاء المصري، وفي عام 2011 تم إلقاء القبض عليه للمرة الثانية في أحداث مذبحة ماسبيرو, وتم ضبطه وإحضاره في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، ثم القبض عليه مرة أخرى في تظاهرات مجلس الشورى الأخيرة"، يقول سيف الإسلام. وأضاف أن نجله "حتى الآن لم يحاكم برغم تلفيق عدد من القضايا له منها مخالفة قانون التظاهر والاعتداء على ضابط شرطة بقسم قصر النيل، ولم يكتفوا بكل هذا بل يقررون الآن منع المحبوسين احتياطيًا من حقهم في ممارسة الحياة السياسية وقيل إن هذا القرار ينفذ من أجل حرمان مرسي ومبارك من الترشح في الانتخابات الرئاسية، لكن في الحقيقة هي محاولة منع البعض من الترشح في الانتخابات البرلمانية بعد تلفيق تهم لهم وحبسهم احتياطيًا". من جهته، قال خالد داود، المتحدث باسم حزب "الدستور"، إن "أساليب التعذيب داخل السجون والأقسام مازالت مستمرة بكل وحشية أكثر فأصبح الأمر أسوأ من قانون الطوارئ، حتى إن بعض الشباب توسل إلى الضابط قائلاً لهم: "اقتلنا أفضل من إعادتنا إلى الزنزانة"، وذلك لما تعرضه له من تعذيب جسدي وتحرش جنسي وسب بأقبح الألفاظ. اقرأ المقال الاصلى فى المصريون |
|