رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان إبراهيم كارزًا عملاقًا من الواضح أن إبراهيم في كل موضع كان يذهب إليه كان يترك أثرًا. لقد أثر إبراهيم في حياة الخدام الذين له، وهذا نجده واضحًا في قصة أليعازر الدمشقي خادم إبراهيم الذي كان يصلى لله وينذر له ويضع علامات، ويتعامل مع الله على مثال ما تعلمه من سيده إبراهيم رغم أنه ليس من نسل إبراهيم (انظر تك24). وكل العبيد وكل التابعين له قادهم إبراهيم إلى حياة الإيمان، ليس فقط نسله إنما حتى الجو المحيط به كله استطاع أن يؤثر فيهم. لم يكن فقط إنسانًا عابدًا لله، ولكنه كان يشيع تأثيرًا في المحيطين به وفي كل الأشخاص الذين له. من أجل ذلك عندما قال له الرب أن يختتن وأعطاه وعد الختان قال له ليس فقط أنت وأولادك لكن كل الذين في بيتك والغريب والكل. بل استطاع إبراهيم أيضًا أن يؤثر في أشخاص كثيرين خارج إطار الحياة والجماعة المحيطة به، فقد ترك أثرًا بالنسبة لفرعون ملك مصر (انظر تك 12: 10- 20)، كذلك ترك أثرًا بالنسبة لأبيمالك ملك جرار (انظر تك20). في كل موقع كانت يد الله تعمل معه، فكان إبراهيم كارزًا عملاقًا يكرز بالله إله إبراهيم؛ يهوه خالق السماء والأرض، يكرز بعبادته كما كرز من قبل في مدة وجوده في ما بين النهرين في أور الكلدانيين، وكما كرز في أرض حاران هكذا استمر يكرز إلى نهاية حياته. لم يكن مجرد إنسانًا اختاره الرب فقط، لكن كان يدعو باسم الرب كما كتب عنه "ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيلٍ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ إِيلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ" (تك12: 8)، كما قيل قبلاً عن أنوش الذي حينما جاء "حِينَئِذٍ ابْتُدِئَ أَنْ يُدْعَى بِاسْمِ الرَّبِّ" (تك4: 26)،وكما كتب عن نوح "حَفِظَ نُوحاً ثَامِناً كَارِزاً لِلْبِرِّ إِذْ جَلَبَ طُوفَاناً عَلَى عَالَمِ الْفُجَّارِ (2بط2: 5). فكان إبراهيم أيضًا كارزًا للبر، لم يكن رجل الإيمان فقط ولكنه رجل الكرازة والمناداة باسم الرب. |
|