فتشوا وبحثوا عن الخلاص
بعدما أعطى الله لإبراهيم الأمنية التي تمناها وهي ميلاد إسحاق، كان ميلاد إسحاق بالنسبة له هو امتداد لحياته وفرصة الأمل والرجاء في الخلاص الذي أعطى به الله وعدًا لآدم ولنسله، وتجديد الوعد بالخلاص. ويتكلم معلمنا بطرس الرسول عن هذا الأمر في حياة إبراهيم وغيره من رجال الله فيقول: "نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ. الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ، بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا. الَّذِينَ أُعْلِنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ لَيْسَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لَنَا كَانُوا يَخْدِمُونَ بِهَذِهِ الأُمُورِ الَّتِي أُخْبِرْتُمْ بِهَا أَنْتُمُ الآنَ بِوَاسِطَةِ الَّذِينَ بَشَّرُوكُمْ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُرْسَلِ مِنَ السَّمَاءِ. الَّتِي تَشْتَهِي الْمَلاَئِكَةُ أَنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهَا" (1بط1: 9-12).
هذا الخلاص وإن كان قد فتش عنه أنبياء، فبالأولى كثيرًا يكون إبراهيم كأحد الأنبياء العظام جدًا قد بحث عن هذا الخلاص. والسيد المسيح نفسه قال هكذا وأكد هذا المعنى عندما قال لليهود: "أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ" (يو8: 56).