رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أقروا بأنهم غرباء ربما يتساءل البعض: لماذا أمر الرب إبراهيم أن يترك أرضه الأصلية، وحياته وسط أهله وعشيرته؟ لماذا يخرج إبراهيم من بين أهله، خاصة إن كان سيذهب إلى بلاد هي أيضًا تعبد الأصنام؟! ففي نزوله إلى مصر، وجد عبادة وثنية؛ وإن كانت زيارته لمصر كانت سريعة. وعندما ذهب إلى أرض كنعان كان الساكنون هناك يعبدون الأصنام!! فهو إن كان قد خرج من أرض تعبد الأصنام إلى أرض فيها عبادة أصنام أيضًا.. لكن هناك فرقًا كبيرًا، فإن كان أهله يعبدون الأصنام، لكن في خروجه من وسطهم إلى مكان آخر سوف يكون غريبًا، وهذه الغربة تضع فاصلاً وعازلاً بينه وبين أهل العالم. من أجل ذلك قال السيد المسيح لتلاميذه "لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلَكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ لِذَلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ" (يو15: 19). وقال الكتاب عن إبراهيم وإسحاق ويعقوب: "فِي الإِيمَانِ مَاتَ هَؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ" (عب11: 13). |
|