وقف داود أمام كلام هذه المرأة مبهورًا، وكأنه ينظر لوحة بارعة في الفن، في منتهى الإبداع. وتكلم داود بالكلام الحلو الممسوح بالنعمة قائلاً: "مُبَارَكٌالرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي أَرْسَلَكِ هَذَا الْيَوْمَ لاِسْتِقْبَالِي, وَمُبَارَكٌ عَقْلُكِ وَمُبَارَكَةٌ أَنْتِ" (1صم25: 32، 33).
- "مُبَارَكٌالرَّبُّ إله إسرائيل الذي أرسلك هذا اليوم لاستقبالي": هكذا ينبغي أن ننسب الفضل أولاً للرب الذي يصنع كل شيء مقدس ومبارك في حياتنا. نشكره كصانع الخيرات وضابط الكل.
- "مُبَارَكٌ عَقْلُكِ": وهنا نطق داودبالروح القدس شاهدًا لأبيجايل بالحكمة الواضحة.
- "وَمُبَارَكَةٌ أَنْتِ": مثلما قال الملاك للسيدة العذراء: "سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا المُمتَلِئَةً نِعمةً! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ" (لو1: 28)،لكن أبيجايل وإن كانت مباركةلكنلم يقل مباركة في النساء، لأنه يوجد من هي مباركة أكثر منها، التي هي السيدة العذراء مريم، التي هي أفضل النساء بين جميع البشر.
قال لها: "َمُبَارَكَةٌ أَنْتِ لأَنَّكِ مَنَعْتِنِي الْيَوْمَ مِنْ إِتْيَانِ الدِّمَاءِ وَانْتِقَامِ يَدِي لِنَفْسِي. وَلَكِنْ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي مَنَعَنِي عَنْ أَذِيَّتِكِ.." (1صم 25: 33، 34)، إني أفرح لأن الرب منعني أن أقطف وردة مباركة مثلك أو أن أقضى على حياتها، وهي في هذا البهاء والحكمة. طبعا يقصد من ناحية الفهم والعقل والروحانية والإيمان.