الرب يصنع لسيدي بيتًا أمينًا
ثم قالت: "وَاصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ أَمَتِكَ لأَنَّ الرَّبَّ يَصْنَعُ لِسَيِّدِي بَيْتًا أَمِينًا, لأَنَّ سَيِّدِي يُحَارِبُ حُرُوبَ الرَّبِّ, وَلَمْ يُوجَدْ فِيكَ شَرٌّ كُلَّ أَيَّامِكَ" (1صم25: 28). تقول له أنت تحارب حروب الرب، ولم يعرف أحد مقدار عظمتك يا داود.
فمن الأمور التي جرحت نفس داود إنه يضحى بنفسه من أجل شعبه ولم يقدم أحد له العرفان، أو نادرًا ما قُدم له.. فقالت له أنت تحارب حروب الرب, أنت مجد إسرائيل, أنت فخر إسرائيل, أنت سراج إسرائيل, أنت حامى حمى إسرائيل. (والمقصود بإسرائيل في العهد الجديد السيد المسيح والكنيسة المسيحية، لكن في العهد القديم كان إسرائيل هو نسل إبراهيم وإسحق ويعقوب الذي أعطاه الله الوعد أن منه يأتي المسيح).
"اصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ أَمَتِكَ لأَنَّ الرَّبَّ يَصْنَعُ لِسَيِّدِي بَيْتاً أَمِيناً" (1صم25: 28) هنا بدأت أبيجايل تدخل في مرحلة ثانية، أن تطمئن داود كما يقول اشعياء النبي "مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ الْمُخْبِرِ بِالْخَلاَصِ الْقَائِلِ لِصِهْيَوْنَ: «قَدْ مَلَكَ إِلَهُكِ!»" (اش52: 7)،ياليت في ألسنتكم كلمة طيبة، كلمة حلوة، تريح قلوب الناس وتطمئنهم.
أبيجايل كانت من هذا النوع، قالت له اطمئن يا داود، أنت الآن تعيش مشردًا بين المراعي والجبال بهذه الصورة. لا تتضايق لأن الرب يبنى لك بيتًا أمينًا وسوف تستريح من هذا التشرد: أي حالة الغربة والتشرد الإجباري التي صارت لك، ممكن يقال إنها نبوة، أو إنها أمنية تعبر هي عنها.