ذبيحة الأشرار مكرهة للرب
فيما نتكلم عن هابيل وقايين؛ هابيل الصديق وقايين الشرير يقول الكتاب: "لَيْسَ كَمَا كَانَ قَايِينُ مِنَ الشِّرِّيرِ وَذَبَحَ أَخَاهُ. وَلِمَاذَا ذَبَحَهُ؟ لأَنَّ أَعْمَالَهُ كَانَتْ شِرِّيرَةً، وَأَعْمَالَ أَخِيهِ بَارَّةٌ" (1يو3 : 12). ولعل هذا يعطينا تفسيرًا لماذا رفض الله قربان قايين ولم ينظر إلى قربانه. والكنيسة أيضًا ترفض قرابين الأشرار، وقوانين الكنيسة تمنع قبول قرابين الخطاة أو الزناة. كما أن الله رفض أيضًا قرابين الأشرار في القديم وقال لليهود عندما كانوا سالكين في الشر "لِمَاذَا لِي كَثْرَةُ ذَبَائِحِكُمْ يَقُولُ الرَّبُّ اتَّخَمْتُ مِنْ مُحْرَقَاتِ كِبَاشٍ وَشَحْمِ مُسَمَّنَاتٍ. وَبِدَمِ عُجُولٍ وَخِرْفَانٍ وَتُيُوسٍ مَا أُسَرُّ" (اش1: 11). لماذا لي كثرة ذبائحكم كرهتها نفسي. "حِينَ تَبْسُطُونَ أَيْدِيكُمْ أَسْتُرُ عَيْنَيَّ عَنْكُمْ وَإِنْ كَثَّرْتُمُ الصَّلاَةَ لاَ أَسْمَعُ. أَيْدِيكُمْ مَلآنَةٌ دَمًا" (اش1: 15)، لا يريد أن ينظر إلى صلاة الأشرار، ولا أن يسمع كلامهم. ولا يريد منهم شحم ذبائح ومسمنات ومحرقات. وقال لهم: "الْبَخُورُ هُوَ مَكْرُهَةٌ لِي. رَأْسُ الشَّهْرِ وَالسَّبْتُ وَنِدَاءُ الْمَحْفَلِ. لَسْتُ أُطِيقُ الإِثْمَ وَالاِعْتِكَافَ. رُؤُوسُ شُهُورِكُمْ وَأَعْيَادُكُمْ بَغَضَتْهَا نَفْسِي. صَارَتْ عَلَيَّ ثِقْلاً. مَلِلْتُ حِمْلَهَا" (اش1: 13، 14) ومجمل القول إن الله كره كل تقدمات الأشرار بكل أنواعها.