الملائكة أكثر اقتدارًا وقوة وسرعة ونشاطًا من الإنسان، وكذلك هم أعلم من البشر [أنظر مقالة "الملائكة" لنيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي، في مجلة مدارس الأحد – العددان الأول والثاني (يناير وفبراير سنة 1970) السنة 24]، لأن طبيعة الملاك روحانية ونارية ونورية، لذلك يمكنه أن يكتشف أشياء لا يمكننا نحن أن نكتشفها بسبب كثافة أجسادنا, وبسبب ضعف هذا الجسم وما يصيبه من أمراض وعلل، وما إلي ذلك من أشياء تعطل قدرة الروح علي أن تنفذ إلي صميم الأشياء.
أما الملاك فهو أقدر علي معرفة الأشياء، وأسرع إلي الوصول إلي حقائق الأمور من الإنسان, من أجل ذلك يكون الملاك دائما أعلم من البشر في معرفة الأشياء والحوادث الجارية الماضية والحاضرة...
والملائكة فوق ذلك لا يمرضون ولا يضعفون، ولا ينامون ولا يموتون, لأنهم كائنات روحانية, وهم في حالة صحو ويقظة مستمرة، ولهم قدرة عجيبة علي النفاذ إلي طبيعة الأشياء. ويقول المزمور "باركوا الرب يا جميع خدامه العاملين مرضاته" (مز 103: 20, 21).
وفي هذا ينسب إلي الملائكة أنهم مقتدرون بالقوة... وأنهم أقوياء، وهذا حق... فان ملاكا واحدا قتل في ليلة واحدة 185 ألف رجل من جيش سنحاريب ملك أشور (2مل 19: 35)، وملاك آخر قتل كل بكر في أرض مصر (خر 12: 29).
أليس هذا دليلا علي قدرة الملاك، وعلي استطاعته وعلي إمكانيته التي يمكن بها أن يصنع ما يريد، وما يكلفه الله به.
لذلك فقد خلقهم الله في طبيعة روحانية أعظم من طبيعة الإنسان كما يقول المزمور "من هو الإنسان حتى تذكره، وابن الإنسان حتى تفتقده، أنقصته قليلا عن الملائكة" (مز8: 4).
وهم أيضا لا يحتاجون إلي زمن كبير في انتقالاتهم من مكان إلي آخر، لأن ليس لهم أجساد مادية تعوق انتقالاتهم, ففي لحظة واحدة يستطيعون أن يسافروا آلاف الأميال.
وفي نفس الوقت يستطيعون أن يمروا من الأجسام المادية، لأن طبيعتهم الروحية تسهل لهم هذا الانتقال من خلال المادة.