رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تقرير أمريكى يكشف أسرار تمسك ضباط الجيش بالمشير السيسى
>> يرتبط بعلاقة وطيدة مع جميع القيادات.. واستطاع سد الفجوة التى خلفها "طنطاوى" مع صغار الضباط >> نجح في لم شمل الجهات السيادية التى شهدت صراعا عنيفا أثناء حكم الرئيس الأسبق >> لديه من القوة ما يعينه على البقاء والاستمرار لكنه سوف يواجه ضغوطا كبيرة إذا تم انتخابه رئيسا >> قدرته على النجاح مرهونة بإرضائه للنظام السياسي وهو أمر مليء بالمطالب الاقتصادية والاجتماعية غير الواقعية مشكلات عدة "سياسية واقتصادية وأمنية " فى انتظار الرئيس القادم .. كان هذا هو محور المقال الذى كتبه عادل العدوي الباحث في الشأن المصري, على موقع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى, والذى تعرض فيه لشخصية المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع باعتباره الأقرب لهذا المنصب فى ظل الدعم الشعبى الذى يلقاه, ومدى قدرته على حل هذه المشكلات فى حالة وصوله إلى سدة الحكم , مؤكدا أن المشير السيسى لديه من القوة ما يعينه للبقاء والاستمرار لكنه سوف يواجه ضغوطا كبيرة إذا تم انتخابه رئيسا كما هو متوقع ، فقدرته على النجاح ستكون مرهونة بإرضائه للنظام السياسي المصري وهو أمر مليء بالمطالب الاقتصادية والاجتماعية غير الواقعية. وأضاف العدوي أن الاستقالة التي تقدمت بها الحكومة مؤخرا غذت التوقعات بأن المشير عبد الفتاح السيسي سوف يعلن قريبا ترشحه للانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها خلال العام الجاري ،وعلى الرغم من أن اسمه ذكر حاليا خلال التشكيل الجديد الذي أعلنه رئيس الوزراء إبراهيم محلب إلا أنه من المتوقع تقديم استقالته لخوض السباق الرئاسى. لافتا إلى أن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه مصر من شأنها أن تجعل مهمة الرئيس المصري القادم صعبة للغاية ،وقدرته على الحفاظ على قوة التكوين المؤسسي ستكون حاسمة في بيئة سياسية ومحلية ودولية صعبة ،ومن هنا فإن خلفية السيسي المهنية باعتباره الرجل القوي مع علاقاته الوثيقة بالقيادة العسكرية ليس فقط في مصر ولكن في كل دول الخليج العربي تعطيه ميزة على المرشحين المحتملين الآخرين ،لكنه لم يفصح حتى الآن عن قراره النهائي بشأن الحكم وبالتالي لم يفصح عن فكره حول الاقتصاد والقضايا السياسية الدولية ،ونجاحه يتطلب تجميع فريق رئاسي تكنوقراطي على استعداد لاتخاذ قرارات جريئة من أجل شعب متعطش لحياة أفضل. وحاول العدوي الرجوع بالتاريخ قليلا لإبراز دور المؤسسة العسكرية في التاريخ ففي عامي 2011 و2013 كانت هي المؤسسة الأكبر وكان لديها الكثير من الدوافع للتحرك ضد السلطة الحاكمة ، ففي عام 2011 كان هناك انقسام في مراكز القوى المصرية حول ترشح جمال مبارك للانتخابات وكان هناك حالة إحباط من الطاغية وعائلته التي انفردت بالقرار ،أما في عام 2013 فقد دفعت القيادة غير الكفء والمدمرة من قبل جماعة الإخوان المسلمين الجيش لدعم المتظاهرين ،وفي كلتا الحالتين كان تدخل الجيش بدافع عدم وجود رضاء مجتمعي على السلطة. وأضاف الكاتب: الواقع على الأرض يختلف اليوم فكما كشفت عنه العديد من المقابلات التي أجريت على مدار الأشهر القليلة الماضية مع مسئولين من مختلف الأجهزة الأمنية المصرية هناك توافق واضح في الآراء بين مؤسسات الدولة ولاسيما الأجهزة الأمنية وبالتحديد فيما يتعلق بالوقوف خلف السيسي الذي يتمتع بدعم كبير مع العديد من مؤسسات الدولة.. لكن في نفس الوقت أظهرت الثلاث سنوات الماضية كيف يتقلب الرأي العام بسرعة لاسيما إذا اعتقد أن الحكومة غير فعالة في معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في البلاد إضافة إلى المشكلات السياسية. وأشار العدوي إلى أن السيسي نفسه اعترف بوجود هذه التحديات وفي حال نجاحه في الانتخابات ألمح بأنه يحتاج إلى التعامل مع البيروقراطية المعقدة من أجل حل المشكلات الأكثر إلحاحا والتخفيف من العبء الاجتماعي والاقتصادي للبلاد هو الشغل الشاغل للسلطة القادمة ولكن هناك عامل آخر ممكن أن يؤدي إلى السخط الشعبي على الحكومة التي يقودها السيسي وهو الغضب من التدابير القمعية ضد المعارضين السياسيين ولاسيما الإسلاميين منهم. وأوضح العدوي أنه حتى الآن يبدو أن غالبية المصريين على استعداد لمنح الحكومة مساحة واسعة للتعامل الأمني بهذا الشكل لكن هناك حدودا لهذا الأمر فيجب أن يكون هناك حسابات للتوازن بين الرؤية الأمنية والرؤية الشعبية ،مشيرا إلى أن السيسي يتحمل العبء الأكبر من الانتقادات التي يتم توجيهها لمثل هذه الحملات الأمنية . وقال العدوي إن أغسطس 2012 كان مرحلة انتقالية بالجيش المصري حيث شهد تسليم الأجيال الجديدة لرتب عسكرية قيادية ،وأصبح من خلالها السيسي وصبحي الرجلان الأقوى في الجيش ،إلا أن الكثير من المحللين يرون ان إزاحة طنطاوي وعنان عن قيادة المؤسسة العسكرية لم تكن بالتغيير الكبير حيث أن السيسي يمثل استمرارا لوزير الدفاع السابق ويتمتع بعلاقات وثيقة معه ،إلا أن أساليب المشير الحالى في القيادة مختلفة إلى حد كبير وبالتالي فصعوده للقيادة العليا يمثل حقبة جديدة داخل الجيش. ويرجع ذلك إلى الاستفادة التي حصل عليها من خلال الاحتكاك المباشر مع القيادات العسكرية الأمريكية ،حيث حصل السيسي وصبحي على فرصة للدراسة في كلية الحرب بالجيش الأمريكي ،مما ساعدهما على تكوين علاقات قوية هناك في حين ان طنطاوي وعنان كانا متأثرين بالقيادة السوفيتية وهذا تجلى في أسلوبهما بالقيادة, بالإضافة إلى ذلك استند تعليم طنطاوي العسكري على التدريب التقليدى ،الأمر الذي جعل كبار الضباط أقل قدرة على التكيف مع التهديدات الداخلية الجديدة وأيضا التطورات التكنولوجية الحديثة ،كما أن تصاعد الجهات الفاعلة من الدول والتقدم في جمع المعلومات الاستخباراتية جعل من التحولات في الأمن العالمي أمرا صعبا على الجيل الأكبر سنا لاستيعابه والتعاون معه ،والجيل الموجود حاليا بقيادة السيسي هو الأكثر قدرة واستباقية على مواجهة التحديات الأمنية غير التقليدية. وتابع الكاتب: على وجه الخصوص كلا من السيسي وصبحي يفهمان جيدا التهديدات الأمنية التي تواجهها سيناء وكيف أنها تتطلب ردا عسكريا نشطا ،وهذا ما دفعهما للقيام بحملة عسكرية لم يسبق لها مثيل ،وقد أثبت ذلك فاعلية كبرى ضد خلايا الإرهاب في شبه الجزيرة وأنفاق التهريب في غزة ،حيث تم تدمير أكثر من ألف نفق خلال الأشهر القليلة الماضية ،كما انه تم إنشاء منطقة عازلة للحد من أنشطة الجهاديين والمهربين على الحدود ،علما بان أحمد وصفي قائد الجيش الثانى الميدانى والمسئول عن هذه الحملة هو عضو آخر صعد خلال عملية التغيرات الأخيرة في قيادة الجيش وهو حريص على استعادة أمن سيناء وأكثر تركيزا وتقبلا لفكرة الحفاظ على أمن الحدود ومكافحة الإرهاب. ولفت العدوي إلى أن السيسي جعل من نفسه المسئول الرئيسي عن العلاقات الأمنية المصرية الأمريكية وهو أمر يختلف عن سلفه الذي تسبب تردده في تبني نموذج أوسع وأكثر مرونة للتعاون إلى ميل واشنطن للتعامل مع رئيس المخابرات الأسبق عمر سليمان لاسيما بعد هجمات سبتمبر 2001 ،والذي أصبح منذ ذلك الحين حلقة الوصل الرئيسية في هذه العلاقة. وقد أظهر السيسي أن أسلوبه في القيادة يختلف كثيرا عن أسلافه فبمجرد تعيينه وزيرا للدفاع عين متحدثا رسميا شابا هو العقيد أحمد محمد علي لتمثيل القوات المسلحة على الرغم من أنه بعد اهتزاز صورة الجيش خلال الفترة التي حكم فيها والتي امتدت إلى 18 شهرا كان من الصعب الاعتماد على ضابط شاب بهذا الشكل وهو أمر لم نكن نتصوره في عهد طنطاوي إلا أن هذا الأمر كان ضروريا لتحسين صورة المؤسسة العسكرية في الشارع ،إضافة إلى ذلك ووفقا لضباط الجيش فإن وزير الدفاع الحالي أكثر انخراطا معهم بكثير بالمقارنة بسابقيه كما أنه يتحدث بنفسه مع صغار الضباط لرفع معنوياتهم, بجانب ذلك ابتعد السيسي عن أسلوب القيادة الهرمية الصارمة والتي تسببت في فصل طنطاوي عن أقرانه تدريجيا وعززت حالة الاستياء داخل الجيش. كما أظهر وزير الدفاع حبه للعمل داخل فريقه منذ بداية توليه منصبه وساعده على ذلك أن عمره أصغر من سلفه وحتى أصغر من بعض القيادات حوله وكان في حاجة إلى كسب احترام زملاءه جميعا ،وعلى سبيل المثال هو أصغر سنا من صدقي صبحي ولكنه أعلى من حيث الرتبة العسكرية. ولفت العدوي إلى أن تحرك السيسي بسرعة أكسبه شعبية وساعده على التماسك ،حتى حينما أصبحت قيادته على المحك في يونيو الماضي ،حيث حاول الإخوان الإطاحة به ليحل محله اللواء وصفي زميله المقرب لكنهم فشلوا وأعلن قائد الجيش الثاني الميداني بنفسه عبر شاشات التليفزيون تماسك الجيش. وواصل الكاتب حديثه: يبدو أيضا ان السيسي نجح في بناء تحالفات فعالة بين المؤسسات المتنافسة في السابق في عهد مبارك الذي استخدم وزارة الداخلية وجعلها كمنافس للمؤسسة العسكرية ونتيجة لذلك نمت الشرطة بشكل مضاعف وعلاقتها ساءت مع الجيش لتصل إلى أدنى مستوياتها في عام 2011. ومنذ تولى السيسي لقيادة الجيش تحسنت العلاقات تدريجيا بين وزارتي الدفاع والداخلية حتى انه منذ أسابيع قليلة ماضية تبادل قيادات الجيش والشرطه الشكر والتصريحات الإيجابية حول بعضهم البعض ،وفي 21 يناير الماضي التقى السيسي ووفد عسكري مصاحب له مع كبار مسئولي وزارة الداخلية بمناسبة عيد الشرطة وشدد على أهمية العلاقات بينهما قائلا: "إن الشرطة والجيش هما الضامن الحقيقي للأمن والاستقرار في مصر والتحديات الأمنية هائلة, نحن في الجيش نقف بجانب الشرطة لحماية بلدنا وقادرون على تقديم المزيد رغم أن هناك العديد من التهديدات". إضافة إلى ذلك أثبت السيسي وعيه بان هناك حاجة لإظهار الدعم السياسي الواسع للقرارات الكبرى ،فعلى سبيل المثال خلال الإعلان "المتلفز" عن الإطاحة بمرسي في 3 يوليو الماضي كانت هناك مجموعة كبيرة من الشخصيات العامة والسياسيين في الخلفية ،كما طلب السيسي التفويض الشعبي يوم 24 يوليو لمحاربة الإرهاب بقوة للتأكد من أن الناس سوف تقبل حملة مكثفة ضد قيادة الإخوان. ووفقا للعدوي فإن كيفية مواجهته للمشكلات الهيكلية العميقة الاقتصادية والاجتماعية في مصر هي أقل وضوحا لاسيما وأنه لم يعمل على مثل هذه القضايا من قبل ،وبدلا من ذلك ركز في الفترة الماضية على الإصلاح الهيكلي المتعلق مثلا بالإعانات وهو أمر بالغ الأهمية اقتصاديا ولكنه حساس جدا سياسيا ،فإذا تعثر الاقتصاد في لحظة ما سيفقد السيسي الكثير من شعبيته. |
|