رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إخلاء الرب لذاته لأنه أراد أن يصحح فكرة الناس عن الألوهية لقد اقترب إلينا حتى لا تظل فكرة الناس عن الألوهية أن الله جبار ومخيف فأراد أن يجذبنا بالحب لا بالخوف. أراد أن يدخل قلوبنا عن طريق محبته، لا عن طريق مخافته. وهكذا نري أنه عندما رفضت إحدى قرى السامرة أن تقبله، رفض أن يسمع لتلميذيه اللذين طلبا أن تنزل نار من السماء وتفني تلك القرية، ووبخهما قائلًا: "لستما تعلمان من أي روح أنتما" (لو9: 55). إنه لم يشأ أن يرهب أهل السامرة بقوته، بل أن يكسبهم بمحبته. وصبر معلمنا الصالح إلى أن جاء الوقت الذي دخل فيه أهل السامرة بالمحبة والترحاب لا بالنار النازلة من السماء... الله لا يريد أن يكون مخيفًا بل محبوبًا. الناس بطبيعتهم ينفرون ممن يخافونه. وقد يخضعون له في ذل، لكنهم ينفرون منه في قلوبهم... كان التلاميذ يريدونه قويًا جبارًا مهابًا، بحسب فهمهم البشري، لذلك انتهروا الذين قدموا الأطفال إليه. أما هو، فقال لهم: "دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم...". وأخذ الأولاد: "واحتضنهم، ووضع يديه عليهم وباركهم" (مر10: 13-16). وكذلك عندما انتهر التلاميذ الأعميين الصارخين نحوه، وقف المسيح وناداهما، وتحنن، ولمس أعينهما فأبصره وتبعاه (مت20: 30-34). |
|