ونحن أيضًا نمجِّدَك
عندما نمجدك، تتقدس أفواهنا بتمجيدك، وأنت لا تزيد شيئًا.
ونحن في الحقيقة عندما نمجدك، لسنا نعطيك مجدًا، وإنما نعترف بمجدك. وأنت يا رب كالشمس: هي منيرة سواء أعترف الناس بنورها أو لم يعترفوا. اعترافهم بنورها لا يزيدها نورًا هي منيرة بذاتها..
أننا لسنا نمجدك فقط في عظمة مجيئك الثاني حينما يكون مجدك واضحًا، وإنما نمجدك الآن في عمق آلامك
نسير وراء آلامك خطوة خطوة ونحن نهتف قائلين "لك القوة والمجد.. يا عمانوئيل ألهنا وملكنا). ونمجدك بذلك اللحن الجميل الذي نقول لك فيه في قطعة موسيقية رائعة خالدة، لا مثيل لها في موسيقي العالم "كرسيك يا الله إلي دهر الدهور، قضيب استقامة هو قضيب ملكك)..
و بتمجيدنا لك إنما نحتج علي ما فعله بك المتآمرون والصالبون.
نحتج علي ما فعلته البشرية الجاحدة بك. ونري أن مجدك الحقيقي كان في صليبك الذي احتملته لأجلنا. وبتمجيدنا لك في صلبك، إنما نقبل في شرف مجد الصليب لنا كحياتنا وفي خدمتنا. بل نغني مع بولس الرسول "مع المسيح صلبت، لأحيا لا أنا بل المسيح الذي يحيا في" (غل 2: 20). بهذا اللحن الجميل نمجد الرب في آخر صلوات يوم الجمعة الكبيرة عندما يكون. فنرتل له قائلين عرشك يا الله إلي دهر الدهور..). وهذا اللحن نمجد به الرب أيضًا في يوم الثلاثاء عندما يعلن الرب موعد لبه بقوله لتلاميذه في الإنجيل "تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح، وابن الإنسان يسلم ليصلب" (متي 26: 2). وبنفس النغم الجميل نمجد الرب بلحن أننا نمجدك يا رب في صليبك، وليس في معجزاتك..