محتقرٌ ومخذول من الناس وفي الحقيقة انه لم يدخل ذاته من المجد في أسبوع الآلام فقط، بل بذل كرامته من أجلنا في كل حين. حتى كان "بلا كرامه في وطنه). وكانوا يعيرونه قائلين "أليس هذا ابن النجار؟!" (متي 13: 55). من أجلنا احتمل العار، وشبع شتائم وتعبيرات.. من أجل تواضعه في الجلوس مع العشارين والخطاة، قالوا عنه أنه أكول وشريب خمر. ومن أجل محبته في شفائه للمرضي عنه أنه كاسر للسبت.. ومن أجل اهتمامه بتعليمنا التعليم البعيد عن الشكليات الذي يترك الحرف ويدخل إلي العمق، وقالوا عنه أنه ناقص للشريعة.. ونحن إذ نراه مهانا من أجلنا، نتبعه بنفس التسبحة "لك القوة والمجد". نحن نعلم يا رب لماذا أهانوك. لقد فعلوا لذلك لأنك لست مثلهم، لأن تواضعك كان يكشفهم. لم تفعل مثلهم إذ كانوا "يعرضون عصائبهم، ويطيلون أهداب ثيابهم. ويحبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأولي في المجامع، والتحيات في الأسواق، وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي" (متي 3: 5-7) أما أنت فعشت متواضعًا وديعًا، تعاشر الأدنياْ والصغار والمحتقرين، وتؤاكل الخطاة والعشارين، وتلمسك المرأة الخاطئة، وتناقشك المرأة السامرية، ويقترب إليك الأطفال. وأنت تسير فقيرًا، بلا منصب ولا مال، وليس لك أين تسند رأسك. لقد رفضوا أن يمجدوك، لأنك احتقرت أمجادهم، وقلت "مجدًا من الناس لست أقبل" (يو 5: 41). وهكذا رفضت الملك والعظمة. أما نحن الذين نعرف حقيقة عظمتك، فنخاطبك قائلين "لك القوة والمجد".. أن كل تحقيرهم لك لا يمكن أن ينقصك شيئًا من مجدك. لقد باعوك بثمن عبد "ثلاثين من الفضة". وباستهزاء ألبسوك ثوبًا أرجوانيًا، ووضعوا إكليل من الشوك فوق رأسك. أما نحن فنتبعك في كل ذلك قائلين "لك القوة والمجد والبركة والعزة إلي الآبد آمين)..