«حماس» تحول دفة الجهاد من حدود إسرائيل إلى حدود مصر
تظاهرات لعناصر الحركة أمام معبر رفح.. ومصدر عسكرى: لن نسمح بانتهاك سيادة أراضينا
تظاهرت عناصر «حماس»، أمس، أمام معبر رفح الحدودى مع مصر، تلبية لدعوات قيادات الحركة، لمطالبة السلطات المصرية بفتح المعبر ورفع الحصار عن قطاع غزة، وشارك الآلاف من عناصر حماس، فى مسيرة على طول الحدود المصرية فى مدينة «رفح» الفلسطينية، مرددين هتافات تطالب بفك الحصار وفتح معبر رفح أمام المسافرين الفلسطينيين بعد تكدسهم لأيام طويلة، فيما شارك طلاب فلسطينيون فى مسيرة عسكرية نظمها قطاع الأمن الداخلى لـ«حماس» فى شوارع «رفح» أمس الأول، ولفتت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن الطلاب المشاركين فى المسيرة لم تتجاوز أعمارهم 16 عاماً وسبق أن تلقوا تدريبات عسكرية فى غزة.
وأكد المتظاهرون الذين رفعوا أعلام فلسطين أن إغلاق المعبر تسبب فى حصار اقتصادى لقطاع غزة، مشيرين إلى أن العلاقة المتوترة بين السلطات المصرية وجماعة الإخوان المسلمين انعكست على العلاقة التى تربط بين الجيش المصرى وحركة حماس التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، ونتيجة لذلك قررت السلطات المصرية إغلاق المعبر، حسب كلامهم، فيما ترى مصادر أمنية، أن دعوات حماس لهذه التظاهرة، المقصود منها إعلان غضبهم المكبوت، بسبب تدمير الأنفاق التى كانوا يعتمدون عليها فى عمليات التهريب.
وقال مصدر عسكرى بالجيش الثانى لـ«الوطن» إن أى محاولة من جانب حماس وعناصرها لاقتحام معبر رفح سوف يتم التعامل معها بكل حسم وقوة، ولن تسمح السلطات المصرية بانتهاك سيادة أراضيها تحت أى ظرف، مؤكداً أن قوات الجيش والشرطة عززت من وجودها أمام المعبر من الجانب المصرى، فيما تمكنت قوات البحرية المصرية من مطاردة مركب صيد فلسطينى اخترق المياه الإقليمية المصرية وحاول الاقتراب من شواطئ مدينة رفح، مستغلاً انشغال الأجهزة الأمنية بتظاهرات العناصر الحمساوية. وأشار المصدر إلى أن تهديدات عناصر حماس باقتحام المعبر لم تواجَه بأى تأمين عسكرى زائد، وأن القيادة العسكرية بسيناء مستمرة فى تنفيذ المخطط العسكرى النوعى للقضاء على العناصر الإرهابية وتضييق الخناق عليها حتى لا تتمكن من الهرب إلى المدن القريبة من الخط الحدودى بطول شرق القناة.
وأوضح أن انتشار الكتائب العسكرية بمنطقة شرق القناة ووسط سيناء ليس له صلة بتلك التهديدات الحمساوية ولكنه يأتى كإجراء احترازى بعد نجاح القوات المسلحة فى القبض على عدد من العناصر الإرهابية والتحفظ على عدد من الأسلحة والذخائر والمتفجرات.
ولفت «محمد أحمد»، أحد الموظفين فى المعبر، إلى أن «حماس» لا تتظاهر من أجل العالقين، وإنما تحاول استعادة مكاسبها أيام الرئيس المعزول، حيث كانت المعابر والحدود مستباحة وتضاعفت عمليات التهريب آنذاك، مشيراً إلى أن كل ما يشغل حماس هو الآلية التى تغيرت منذ عزل مرسى واعتبار الحكومة المصرية أن عناصرها تهدد أمن مصر بدخولهم وانضمامهم إلى الجماعات المسلحة، بعد تورط عناصرها فى التخطيط لعمليات مسلحة ضد الجيش المصرى، ولذلك عاد الجيش مرة أخرى لتقييم آلية الدخول وهذا ما أغضب الحكومة الغزاوية. وانتقد «أحمد زعيتر»، من سكان المناطق الحدودية وله باع كبير فى التعامل مع حماس من خلال تجارة الأنفاق، انقلاب الحركة على فتح وانتزاعها الحكم فى غزة وقتل العديد من الضباط والجنود، مشيراً إلى أن أحداً لم يصف جرائمها بالانقلاب، مع أن الجثث كانت ملقاة فى الشوارع عياناً بياناً، وأضاف زعيتر: «كنت فى غزة حينما كانت حماس ترمى جنود فتح من فوق البيوت»، وعن أولئك الذين لا يرون إلا صورة رابعة قال: لماذا نسوا مشهد الدكتور «موسى» الفلسطينى الذى تم تدمير المسجد على رأسه فى رفح رغم أنه استسلم عبر مكبّر الصوت بالمسجد وتوسل إلى المسلحين من حماس، الذين صموا آذانهم عن توسلاته هو وجماعته، وهو يقول الله أكبر وحسبى الله ونعم الوكيل، ومات أعزل فى المسجد أمام الجميع، أليست هذه جريمة يحاسب عليها القانون؟!
فيما قالت وكالة أنباء «صفا» الفلسطينية التابعة لحركة «حماس» إن «خطوة أداء الصلاة أمام الحدود المصرية هى الخطوة الأولى لحركة تصعيد شعبى ستشهدها الأيام المقبلة بوجه الحصار المفروض على قطاع غزة»، ونقلت عن المتحدث باسم «حماس» فى جنوب القطاع حماد الرقب، قوله إن الآلاف أدوا صلاة الجمعة أمام معبر رفح، لكى نأخذ منحى يراه الجميع بهذا التصعيد. وسنوصل رسالة شعبية لكل مسلمى العالم بالتزامن مع مواصلتنا إرسال التقارير لكافة المحافل الدولية وعبر كافة المؤسسات المعنية بقضايا الشعب الفلسطينى.
وقال حماد الرقب، فى مؤتمر صحفى داخل خيمة الاعتصام: «لن نتوقف عن تصعيدنا السلمى على أرض فلسطين حتى كسر الحصار»، مطالباً جامعة الدول العربية بضرورة تنفيذ قرارها بضرورة فك الحصار عن غزة الذى أقرته فى 2006، وأضاف: «نؤكد أننا لن نستسلم للجوع والتركيع وسنبقى كراماً ولن نتنازل عن ثوابت شعبنا». من جانبها، قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية، إن مصدراً أمنياً مصرياً أكد أن السلطات الأمنية المصرية وجّهت تحذيراً شديد اللهجة إلى «حماس»، تحذرها فيه من أنها لن تتسامح مع أى محاولة لاستخدام الأنفاق لتهريب الأسلحة بين قطاع غزة وسيناء، إضافة إلى تحميلها مسئولية أى عملية تحدث على الحدود مع قطاع غزة بعد الدعوات للتصعيد للمطالبة بفتح معبر رفح وفك الحصار الإسرائيلى على القطاع. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مصادر أمنية قولها إن مصر حذرت «حماس» من محاولة اقتحام الحدود المصرية خلال المسيرة التى جرت على الحدود، مؤكدة أن السلطات المصرية سترد بكل قوة على أى محاولة من ذلك النوع.
الوطن