رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سنة مضت.. وسنة تبدأ.. سنة مضت.. وقد أجمع الكثير من الأشخاص، مؤمنين وغير مؤمنين، أنها كانت سيئة.. وأنا شخصيًا لا أتفاجأ أبدًا بهذه المواقف السلبية.. فقد ٱعتدتُ على سماعها.. وٱعتدتُ على تقييم الناس للأمور بنظرة سوداء وتشاؤمية.. وعندما تحاول أن تُظهر للناس، الأمور العظيمة التي أجراها ويُجريها الرب، وطرقه في معالجة الأمور والأوضاع، إن كان على الصعيد الشخصي، أو على صعيد الخدمة، أو على صعيد البلد، تبدو لهم وكأنك قادم من كوكب آخر.. أحبائي: ثقوا دومًا أنَّ كل الأشياء تعمل معًا للخير، حتَّى الأشياء التي تبدو سوداء وصعبة من وجهة النظر البشرية الصرف، ثقوا أنَّ الله سيجعلها تعمل للخير في نهاية الأمر، لأنَّهُ ضابط الكل، ومتحكِّم بكل الأمور، وطرقه بعيدة عن الاستقصاء، لكنها في نهاية المطاف ستُحقِّق خطة الرب ومشيئته الكاملة والمرضية والصالحة لشعبه.. طالما أننا نثق ونؤمن به، وطالما أننا نقف في الثغر، نُصلِّي ونتشفَّع ونحارب وفقًا لخطة الله، وبقيادة الروح القدس.. فهوَ الإله القادر أن يُخرج من الجافي حلاوة.. ومن الآكل أكلة.. الإله الذي لا يعسر عليه أمر.. الإله الذي لديه دومًا للموت مخارج.. الإله الذي سيصنع معنا منذ بداية هذا العام.. عكس المتوقَّع تمامًا.. عكس ما يتوقعه الشيطان.. والأشخاص الأشرار المستخدمين من الشيطان، عكس ما توحي به الظروف المعقدة.. عكس توقعات الكثير من الناس، ومن أولاد الرب حتَّى.. هذه هيَ رسالته لنا في مطلع هذا العام: سأصنع معكم عكس المتوقَّع تمامًا !!! سنتأمَّل معًا ببعض الأحداث التي دونتها لنا كلمة الرب من العهدين القديم والجديد.. أحداث كان المتوقع لها من قبل الشيطان، ومن قبل شعب الله حتَّى، أن تكون: قتل وموت وهزيمة وفشل.. و... لكنَّ الرب.. حافظ العهد والرحمة.. الذي لا يُعاملنا حسب ٱستحقاقنا وتوقعاتنا السلبية.. بل يترأف بنا، ويعاملنا حسب نعمته الغنية، ومحبته غير المشروطة.. صنع مع شعبه وأولاده عكس المتوقع تمامًا.. فلنتأمل معًا: وأخيرًا.. وبعد ضربات عشر، أخرج الرب شعبه من أرض مصر، من قبضة فرعون, وسار موسى بهم في البرية بٱتجاه أرض الراحة.. لكن: " فسعى المصريون وراءهم وأدركوهم، جميع خيل مركبات فرعون وفرسانه وجيشه وهم نازلون عند البحر... فلما ٱقترب فرعون، رفع بنو إسرائيل عيونهم، وإذ المصريون راحلون وراءهم، ففزعوا جدًّا وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب، وقالوا لموسى: هل لأنَّهُ ليست قبور في مصر أخذتنا لنموت في البرية؟ ماذا صنعت بنا حتى أخرجتنا من مصر؟ " (خروج 14 : 9 – 11). وفقًا للعيان، ووفقًا لعلم الحرب.. ووفقًا لما قاله الشعب، فإنَّ المتوقع كان: موت شعب الله، أو على الأقل إعادتهم إلى أرض مصر، إلى العبودية.. شعب أعزل.. مُنهك.. وصل إلى شاطئ بحر كبير وعميق المياه، والعدو من خلفهم بأعداد كبيرة، مسلَّح ولديه خيل ومركبات.. والشعب يقول لموسى: سنموت في البرية.. لكن الرب صنعَ معهم عكس المتوقع تمامًا: " ومدّ موسى يده على البحر، فأجرى الرب البحر بريح شرقية شديدة كل الليل وجعل البحر يابسة وٱنشقَّ الماء، فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة، والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم، وتبعهم المصريون ودخلوا وراءهم، جميع خيل فرعون ومركباته وفرسانه إلى وسط البحر... فقال الرب لموسى: مُدّ يدك على البحر ليرجع الماء على المصريين، على مركباتهم وفرسانهم، فمدَّ موسى يده على البحر، فرجع البحر عند إقبال الصبح إلى حاله الدائمة، والمصريون هاربون إلى لقائه، فدفع الرب المصريين في وسط البحر، فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل ورائهم في البحر، لم يبقَ منهم ولا واحد. وأمَّا بنو إسرائيل فمشوا على اليابسة في وسط البحر، والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم، فخلَّص الرب في ذلك اليوم إسرائيل من يد المصريين، ونظر إسرائيل المصريين أمواتًا على شاطئ البحر " (خروج 14 : 21 – 30). قـد تتوقـع أن يُخلِّص الرب شعبـه، وقـد تتوقـع أن يُخلِّصك.. لكنـه فعـل أكثـر.. قتـل كـل الأعـداء، ومـا أجمل كلمة الرب عندما تُدوِّن لنا التفاصيل الصغيرة، إذ قالت هنا: لم يبقَ منهم ولا واحد.. عندما تثق بالرب، وعندما تثق من مطلع هذا العام، أنَّهُ سيصنع معك عكس المتوقع.. فهوَ سيخلّصك من كل ما تعاني منه، وسيُبيد جميع.. جميع.. جميع أعداءك.. لن ينجو منهم أحد. حادثة أُخرى: سفر أستير، يحفل بأمور عظيمة أجراها الرب، كانت عكس المتوقع تمامًا.. " مردخاي " كان رجلاً يخاف الله ويحبه، وهوَ قريب الملكة أستير التي تزوجهـا الملـك أحشويروش حينهـا، أمَّا " هامان " فكان رئيس وزراء الملك، وكانَ رجلاً شريرًا، خطَّط لكي يقتل مردخاي، ولكي يقتل شعب الله في كل أرجاء المملكة المتسعة.. وقد ٱستحصل على قرارين من الملك لتنفيذ مبتغاه.. لكن إليك عكس المتوقع تمامًا، الذي صنعه الرب الأمين على وعوده، والساهر على سلامة شعبه، ففي الليلة التي سبقت خطة هامان لإعدام مردخاي: " ... طار نوم الملك، فأمرَ بأن يؤتى بسفر تذكار أخبار الأيام، فقُرئت أمام الملك، فوُجِدَ مكتوبًا ما أخبرَ به مردخاي عن بغثانا وترش خصيّي الملك، حارسي الباب اللذين طلبا أن يمدَّا أيديهما إلى الملك أحشويروش، فقال الملك: أيّة كرامة وعظمة عُملت لمردخاي لأجل هذا؟ فقال غلمان الملك الذين يخدمونه: لم يُعمل معهُ شيء، فقال الملك: من في الدار؟ وكان هامان قد دخل دار بيت الملك الخارجية، لكي يقول للملك أن يصلب مردخاي على الخشبة التي أعدَّها لهُ، فقال غلمان الملك له: هوَّذا هامان واقف في الدار، فقال الملك: ليدخل، ولمَّا دخل هامان قال له الملك: ماذا يُعمل لرجل يُسرّ الملك بأن يُكرمه، فقال هامان في قلبه: من يسرّ الملك بأن يُكرمه أكثر مني؟ فقال هامان للملك: أنَّ الرجل الذي يسرّ الملك بان يُكرمه، يأتون باللباس السلطاني الذي يلبسه الملك، وبالفرس الذي يركبه الملك، وبتاج الملك الذي يوضع على رأسه، ويُدفع اللباس والفرس لرجل من رؤساء الملك الأشراف، ويُلبسون الرجل الذي سُرَّ الملك بأن يُكرمه، ويُركبونه على الفرس في ساحة المدينة، ويُنادون قدامه: هكذا يُصنع للرجل الذي يُسرّ الملك بأن يُكرمه، فقال الملك لهامان: أسرع وخذ اللباس والفرس كما تكلمت، وٱفعل هكذا لمردخاي اليهودي، الجالس في باب الملك، لا يسقط شيء من جميع ما قلته، فأخذ هامان اللباس والفرس وألبس مردخاي، وأركبه في ساحة المدينـة، ونـادى قدامـه: هكـذا يُصنـع للرجـل الـذي يُسرّ المـلك بـأن يُكرمـه، ورجـع مردخـاي إلـى بـاب المـلك، وأمَّا هامـان فأسـرع إلى بيته نائحًا ومُغطَّى الرأس " (أستير 6 : 1 – 12). وهنالك أبعد من ذلك بعد، لم يكتفِ الرب بأن أذلَّ هامان عدو خادمه مردخاي، بل إنَّ الخشبة التي أعدَّها هامان لصلب مردخاي، صُلِبَ هوَ عليها: " فقال حربونا واحد من الخصيان الذين بين يدي الملك: هوَّذا الخشبة أيضًا التي عملها هامان لمردخاي الذي تكلم بالخير نحو الملك، قائمة في بيت هامان، ٱرتفاعها خمسون ذراعًا، فقال الملك: ٱصلبوه عليها " (أستير 7 : 9). وبقيَ أمر آخر بعد، بقيَ القرار الذي ٱستصدرهُ هامان من الملك لقتل شعب الله في أرجاء المملكة، فكيفَ لا يُعالجهُ الرب، وكيفَ لا يصنع عكس المتوقع تمامًا: " وفي الشهر الثاني عشر، أي شهر آذار، في اليوم الثالث عشر منهُ، حينَ قرب كلام الملك وأمره من الإجراء، في اليوم الذي ٱنتظرَ فيه أعداء اليهود أن يتسلَّطوا عليهم، فتحوَّل ذلك، حتَّى أنَّ اليهود تسلَّطوا على مُبغضيهم، ٱجتمعَ اليهود في مدنهم، في كل بلاد الملك أحشويروش ليمدُّوا أيديهم إلى طالبي أذيَّتهم، فلم يقف أحد قدامهم، لأنَّ رعبهم سقط على جميع الشعوب... فضربَ اليهود جميع أعدائهم ضربة سيف وقتل وهلاك، وعملوا بمبغضيهم ما أرادوا ". (أستير 9 : 1 - 5). هل تُدرك وتعي عمق هذه الأمور التي أجراها الرب لخادمه ولشعبه؟ هل تُدرك عظمة ومحبة هذا الإله، الذي صنعَ عكس ما كان يتوقَّع إبليس ومن يستخدمهم؟ تأمَّل بهدوء وبجدية بأعمال الرب هذه، لكي تثق به، وتثق بأنَّهُ سيصنع معك مثلما صنعَ معهم.. وفي العهد الجديد: " وفي اليوم التالي ذهب إلى مدينة تُدعى نايين، وذهب معهُ كثيرون من تلاميذه وجمع كثير، فلمَّا ٱقترب إلى باب، المدينة، إذا ميت محمول، ٱبن وحيد لأُمِّه، وهي أرملة ومعها جمع كثير من المدينة، فلمَّا رآها الرب تحنَّنَ عليها وقال لها: لا تبكي، ثمَّ تقدَّم ولمس النعش، فوقف الحاملون، فقال: أيها الشاب لكَ أقول قم، فجلس الميت وٱبتدأ يتكلَّم، فدفعهُ إلى أمِّه " (لوقا 7 : 11 – 15). " وإذا واحد من رؤساء المجمع ٱسمه يايروس جاء، ولما رآه خرَّ عند قدميه، وطلب إليه كثيرًا قائلاً: ٱبنتي الصغيرة على آخر نسمة، ليتك تأتي وتضع يدك عليها لتشفى فتحيا، فمضى معهُ وتبعه جمع كثير وكانوا يزحمونه... وبينما هو يتكلم جاءوا من دار رئيس المجمع قائلين: ٱبنتك ماتت، لماذا تُتعب المعلم بعد؟ فسمع يسوع لوقته الكلمة التي قيلت فقال لرئيس المجمع: لا تخف، آمن فقط... فجاء إلى بيت رئيس المجمع... وأمسكَ بيد الصبية وقال لها: طليثا قومي، الذي تفسيره يا صبية لكِ أقول قومي، وللوقت قامت الصبية ومشت... " (مرقس 5 : 22 – 42). ٱبن الأرملة مات.. وٱبنة رئيس المجمع ماتت أيضًا.. والمتوقع أن يُدفنا.. وهذه هيَ النهاية.. لكننا قلنا بأنَّ الرب يصنع عكس المتوقع تمامًا: - أيها الشاب لكَ أقول قم !!! - يا صبية لكِ أقول قومي !!! المتوقع كان: الحزن.. البكاء.. نهاية المطاف.. الدفن وإقفال القبر.. أمَّا عكس المتوقع فكان: فرح.. ضحك.. والقيامة من الموت.. وهذا ما حصل. أحبائي: هكذا يُريد الرب أن يبدأ هذه السنة الجديدة معنا.. فمن يستطيع أن يقف في وجهه؟ الشيطان يتوقَّع لكَ كل الأمور السيئة هذا العام، وفي كل الأعوام.. أمَّا أنت فما هيَ الظروف والأوضاع الصعبة التي عانيت منها في الأعوام الماضية، والتي ما زلت تُعاني منها؟ إن كان على الصعيد الشخصي، أم على صعيد الخدمة، أم على صعيد الوضع الصعب الذي يمر به بلدنا؟ بحر كبير من الهموم والمشاكل والصعاب أمامك، والعدو يحيط بكَ من الخلف؟ أعداء ألدَّاء لك، يريدون هزيمتك، فشلك، موتك ربما، وقد أعدُّوا كل العدَّة لذلك، ويبدو أنه لا توجد مخارج لهذه الأمور؟ خدمتك فاشلة، دون ثمر؟ تُعاني من أمراض كثيرة، ضيقات مادية، قلق، خوف، هم، مشاكل أُسرية، قيود، خطايا صعبة، وربما تقول لي موت، بكل ما لهذه الكلمة من معنى؟ لا بأس.. لقد ٱستعرضنا معًا من كلمة الله، أمورًا مشابهة تمامًا لما تعاني منه، لا بل أكثر، إن كان في حادثة البحر الأحمر، أم حادثة مردخاي وهامان، وقرار قتل شعب الله حينها، أم حادثتي موت ٱبن الأرملة وٱبنة رئيس المجمع، ورأينا أن المتوقع كان صعبًا للغاية: خطر.. هزيمة.. خوف.. قلق.. بكاء.. حزن.. لا بل موت حقيقي.. لكننا.. رأينا كيف أن الرب صنع مع شعبه وخدامه عكس المتوقع تمامًا.. وهوَ يريد أن يفعل معك الأمر نفسه.. فهل تقف على رجليك في بداية هذا العام، وتثق به، وبمحبته وبأمانته، وتقول لهُ: " أُعلن إيماني مع إخوتي، أنَّ هذا العام، من بدايته وحتَّى نهايته، سيشهد تدخلك المعجزي، لكي تصنع معنا جميعًا، عكس ما يتوقع لنا الشيطان، وعكس ما نتوقع لأنفسنا من أمور صعبة، سنشهد الفرح، والسلام، والتمتع، والبحبوحة، والشفاء، والإنتصار، والثمر الكثير، ونجاح الخدمة وربح النفوس، والمجد، والقيامة، وتحقيق الوعود والنبوءات التي تلقيناها، لسلام بلدنا وٱزدهاره، وٱستقباله لنهضة روحية عظيمة ". وأنا أدعوك أن تحتفظ بهذا التأمُّل الأول لهذا العام، لكي تعود إليه خلال أيام هذا العام، تتذكره دائمًا وتُدوِّن عليه، كل ما سيصنعه الرب تباعًا، من أمور عكس المتوقع تمامًا.. لإلهنا كل المجد. |
03 - 06 - 2012, 09:19 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
ميرسى على موضوعك الجميل مايكل
|
||||
04 - 06 - 2012, 01:12 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
ثانكس كتير للمرور الحلو
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنا متأكد تمامًا أن صلواتكم مثل صلاتي تمامًا هي بخصوص صراعنا |
عكس المتوقع |
عكس المتوقع |
عكس المتوقع والمفروض |
المتوقع |