يَرَون أن المجيء الثاني للمَسيح تمّ سَنة 1914 م، وأنه جَاء بصُورة غير منظورة وتوج سَنة 1918 م
معتقدهم:
يرون أن سنة 1914 هى "نهاية أزمنة الأمم". وأزمنة الأمم -أي حكمها- بدأت منذ حكم نبوخذ نصر (الفرس) سنة 606 ق.م.
ويقولون في كتابهم [الحق يحرركم ص 239 -242]:
إن إسرائيل كانت تحكم بثيئوقراطية ملوكية، أي بحكم إلهى ملوكى. وأنه بحكم نبوخذ نصر (من 606 ق.م.) حدث إنقلاب لهذه الثيئوقراطية. ولكن في نهاية أزمنة الأمم سنة 1914 يأتي السيد المسيح (نائبًا عن يهوه) ليقيم الحكم الإلهي مرة أخرى، إذ "صارت حكومات الأمم الوثنية الآن وحدها في الميدان (ص240).
كيف حَسَبوها؟
رجعوا إلى حلم نبوخذنصر الذي فسره له دانيال النبي. وفيه إنه مضت عليه في سبيه أو في عقوبته سبعة أزمنة (دا 4: 16، 23، 25، 32). وبعدها عاد إلى مجده وبهائه.
ومن حيث طول هذه الأزمنة السبعة، رجعوا إلى سفر الرؤيا (رؤ 12: 26، 14) حيث ورد فيه "إن زمانًا وزمانين ونصف زمان" تعادل 1260 يومًا. إذن ضعفها (سبعة أزمنة) تعادل 2520. وبحسبان اليوم بسنة تكون الفترة من السبى إلى المجد تعادل 2520 سنة. وطبقوها على أنفسهم أنهم من بدء سبيهم ببدء أزمنة الأمم سنة 606 ق.م.
2520 سنة من حكم باقى الأمم (الفرس، اليونان، الرومان، العرب) تنتهى سنة 1914 (2520- 606= 1914).
تغطية ِبدعَة ببدعة:
جاء عام 1914، ولم يجئ المسيح! فكيف يخفون خجلهم؟!
ولم تتكون الحكومة الثيئوقراطية ولم تنته أزمنة الأمم.
إنهم يخفون البدعة ببدعة أخرى! وكيف ذلك؟
يقولون إن المسيح قد جاء سنة 1914 ولكن بطريقة غير منظورة!
ويكررون هذا الكلام في الكثير من كتبهم. فماذا يقولون؟
يقولون عن المجيء الثاني للسيد المسيح "إن الأعين البشرية لن تراه في مجيئه الثاني. ولا هو سيأتي في جسد بشرى".
(الحق يحرركم ص 301)
ويقولون أيضًا "يسوع الآن هو شخص روحي خالد وممجد. فلا عجب إذا كان حضوره لا يُشعر به بالحواس البشرية. ثم أن الغرض الذي يحضر هذه المرة لقضائه، يستدعى وجوده بهيئة غير منظورة".
(كتابهم: هذه هى الحياة الأبدية: ص 230)
يقولون كذلك "يلاحظ رجوع الرب بالبصيرة لا بالباصرة. ويُرمق بعين الذهن لا اللحم". ويستدلون بقوله".. بعد قليل لا يرانى العالم أيضًا" (يو 14: 19). ويقولون "كما أنه لن يقدر إنسان على رؤية الآب الذي لم يره إنسان، ولا يقدر أن يراه، كذلك لا يقدر أحد من الناس أن يرى الإبن الممجد"
(كتابهم: ليكن الله صادقًا ص 229، 230).
ووجه المغالطة في هذا الكلام:
إن السيد المسيح قال "بعد قليل لا يرانى العالم" قاصدًا بعد صلبه وقيامته، ولم يقصد عند مجيئه الثاني. بدليل أنه قال بعدها مباشرة لتلاميذه "أما أنتم فتروننى" (يو14: 19).
كما أن الإنجيل يقول بعد القيامة (فى ظهور الرب لتلاميذه) "ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب" (يو 20: 20). وقال القديس بطرس الرسول عنه "نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته" (أع 10: 41)
قالوا أيضًا: "والمسيح نفسه أوضح أن رجوعه لن يكون منظورًا قائلًا "بعد قليل لا يرانى العالم. وأما أنتم فتروننى.." (يو 14: 19)... فالجنس البشرى بصورة عامة لا يراه أيضًا. أما أفراد "القطيع الصغير" فسيرونه لأنه سيأخذهم ليكونوا معه هناك"
(كتابهم: الحق الذي يقود إلى الحياة الأبدية ص 81).
(هذه هى الحياة الأبدية ص 230).
والمقصود هنا بالقطيع الصغير شهود يهوه. وحتى هؤلاء سيرونه بعيون أذهانهم، "بمعنى أننا ندرك ونفهم" (ص 81).
ومع ذلك يقول شهود يهوه "وعندما أقيم يسوع من الأموات، لم يسترجع الحياة البشرية التي ضحى بها بموته. ولكنه أقيم شخصًا روحيًا خالدًا ممجدًا".
(كتابهم: ليكن الله صادقًا ص 123).
ولا يستطيعون بهذا أن يردوا على ظهوره للتلاميذ بالجسد، وأنهم جسّوه وأكلوا معه. أحيانًا يحاولون أن يغطوا بدعتهم ببدعة أخرى، فيقولون إن المسيح إستعار أجسادًا ظهر بها.
وهنا يكون المسيح -بفكرهم- قد خدع التلاميذ جملة، وخدع توما بوجه خاص. وكيف تكون مريم المجدلية ومريم الأخرى قد "أمسكتا بقدميه وسجدتا له" بعد القيامة (مت 28: 9).
الرَد علىَ إدعَاءاتهم
بخصوص مجيء المسيح:
* يقولون إنه سيأتي بطريقة غير منظورة ولا يراه أحد:
وهذا ضد تعليم الكتب حيث يقول "هوذا يأتي على السحاب، وستنظره كل عين، والذين طعنوه، وتنوح عليه جميع قبائل الأرض" (رؤ 1: 7). فكيف ستنظره كل عين، بينما يكون مجيئه غير منظور؟!
* قولون إنه "سيأتي كما ذهب، بلا ضجة ولا صوت بوق، ولا في حفلة ولا مهرجان، بل بهدوء وسكينة مثل اللص".
(ليكن الله صادقًا ص 230)
وهذا الكلام مخالف لتعليم الكتاب المقدس، إذ يقول "لأن الرب نفسه، بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء، والأموات في المسيح سيقومون أولًا" (1تس 4: 16).
وما دامت قيامة الأموات تصحب مجيئه، إذن سيكون هناك صوت وأبواق، إذ قيل "يسمع جميع من في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين فعلوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو 5: 28، 29). وقيل أيضًا "فإنه سيبّوق فيقام الأموات" (1كو 15: 52).
فهل كل قيامة الأموات، ستكون بسكينة وبلا صوت؟! · وكيف أنه سيأتي بلا مهرجان؟!
أى مهرجان أكثر من أنه سيأتي "فى ربوات قديسيه" (يه 14). وسيأتي في مجده وجميع الملائكة القديسين معه (مت 25: 31) "يأتي في مجد أبيه مع ملائكته.. " (مت 16: 27) "مع جميع قديسيه" (1 تس 3: 13) "مع ملائكة قوته، في لهيب نار" (2 تس 1: 7، 8). كما قيل "ويبصرون إبن الإنسان آتيًا على سحاب السماء، بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت، فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح، من أقصاء السموات إلى أقصائها (مت 24: 30). فهل هذا مجيء غير منظور؟! وهل هو في سكينة وبلا صوت؟! وهل لا يراه أحد؟!
· هذا المجئ الذي تكون معه الدينونة، كيف يكون مخفيًا؟!
حيث "تجتمع أمامه جميع الشعوب، فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعى الخراف عن الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه، والجداء عن اليسار. ثم يقول.." (مت 25: 32-46). هل كل هذا سيحدث بمجئ غير منظور لا يراه أحد من الناس؟!
وعن هذه الدينونة قيل في سفر الرؤيا "ثم رأيت عرشًا عظيمًا أبيض، والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء.. ورأيت الأموات صغارًا وكبارًا واقفين أمام الله. وانفتحت أسفار، وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة. ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم.." (رؤ 20: 11-13).
هل كل هذا سيحدث في مجيء غير منظور للسيد المسيح الذي سيجازى كل واحد حسب عمله؟ والذي قال عنه الرسول "لأنه لا بد أننا جميعًا نُظهر أمام كرسى المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد، بحسب ما صنع خيرًا كان أم شرًا" (2كو 5: 10).
وكيف يكون مجيء المسيح غير منظور، بينما يصحبه الإختطاف؟!
وفى ذلك يقول الرسول عن مجيء الرب".. سوف ينزل من السماء. والأموات في المسيح سيقومون أولًا. ثم نحن الأحياء الباقين، سنخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون كل حين مع الرب" (1تس 4: 16، 17).
فكيف نكون كل حين مع الرب، ونحن لا نراه؟!
· إن حرمان المؤمنين من رؤية الرب -في عقيدة شهود يهوه- هى كارثة لا يحتملها المؤمنون.
كيف يكون النعيم نعيمًا، مع الحرمان من رؤية الرب؟!
وما معنى قول السيد المسيح".. وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتى وآخذكم إلىّ. حتى حيث أكون أنا، تكونون أنتم أيضًا" (يو 14: 3).
إنها كارثة أخرى تعلنها عقيدة شهود يهوه، مضافة إلى حرمان الغالبية القصوى من المؤمنين، من سكنى السماء. ويكفى أن يعيشوا في فردوس أرضى، "يبنون بيوتًا ويسكنون فيها، ويغرسون كرومًا ويشربون منها".
· إعلان أن مجيء المسيح كان في سنة 1914، هو ضد تعليم السيد المسيح نفسه.
الذى قال لتلاميذه قبل صعوده "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه" (أع1: 7)،وأيضًا قوله إن ذلك اليوم لا يعرفه أحد، ولا ملائكة الله في السماء إلا أبى وحده" (مت 24: 36). فكيف يحدد شهود يهوه وقت مجيء السيد المسيح؟! وكيف يثبتون ما قالوه عن مجيء غير منظور لم يره أحد؟!
· كذلك فإن مجيء المسيح تسبقه علامات لم تحدث حتى الآن:
1- منها مجيء ضد المسيح المقاوم والمرتفع على كل ما يُدعى إلهًا، حتى أنه يجلس في هيكل الله كإله.. ويصنع آيات وعجائب بقوة الشيطان وبكل خديعة الإثم في الهالكين (2تس 2).
هذا الذي يسميه البعض (المسيح الدجال).
2- ولا يأتي المسيح إن لم يأتِ الإرتداد أولًا (2تس2: 3)
3- ويسبق مجيء المسيح: مجيء إيليا وأخنوخ، حسبما أنبأ سفر الرؤيا (رؤ 11).
4- ويسبق مجيء المسيح، إيمان اليهود به (رو 11: 25، 26)
5- ويسبق مجيء المسيح الضربات التي وردت في سفر الرؤيا، عند أبواق الملائكة السبعة (رؤ 8، 9) وفك الختم السادس (رؤ 6: 12-17).
6- وأخيرًا قال الرب "وبعد ضيق تلك الأيام، تظلم الشمس، والقمر لا يعطى ضوءه، والنجوم تسقط من السماء، وقوات السموات تتزعزع. وحينئذ تظهر علامة إبن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض.." (مت 24: 29، 30).
فهل ظهرت كل هذه العلامات قبل سنة 1914؟