مشكلة الجسد والروح
حسب عقيدة المطهر، طبيعي أن الروح فقط هي التي تتطهر بعذابات المطهر. فماذا إذن عن تطهير الجسد؟ سيأتي يوم القيامة، وتتحد الروح بالجسد. وهنا المشكلة:
هل تتحد الروح التي – فرضًا – قد دفعت ثمنًا غاليًا في نار المطهر لأجل تطهيرها، هل تقبل أن تتحد بجسد لم يتطهر، وكان شريكًا لها في بعض الخطايا، ويأتى ليتحد معها بسهولة. أم تقول الروح له: أبعد عنى. أنا قد تطهرت بالنار، وأنت لم تزل من الأشرار!!
كمنظر عروس جميلة، يريد أن يتزوجها رجل أبرص، فتنفر منه، ونرفض أن تكون معها جسدًا واحدًا ولعل الروح المطهرة تقول للجسد الذي لم يتطهر، هوذا الكتاب يقول:
"أية شركة للنور مع الظلمة؟!" (2كو6: 14).
ولعل البعض يقول: إن الجسد قد، بعذاب آخر، حينما أكله الدود، وتحول إلى تراب! والرد عليه جاهز. وهو أن الجسد لم يتعذب مطلقًا. فهو حينما مات، لم يعد يحس مطلقًا، ولم يعد يحس مطلقًا، ولم يشعر بدود، ولا بالتحول إلى تراب... إذن أين العذاب الذي يماثل عذاب الروح؟!
فإن قيل إن الجسد يتطهر حينما يقوم جسدًا روحانيًا (1كو15: 44).
هذا حسن وصدق. ولكن هذه العملية تمت بنعمة الله وهباته، ولم يساهم فيها الجسد بأي ثمن، ولم يقم بوفاء للعدل الإلهي، ولا بوفاء قصاصات كنيسة. فلماذا يحدث له هكذا، ويأخذ هذا التغير والتجلى بلا ثمن، بينما الروح تدفع الثمن، كما تقول عقيدة المطهر؟!
وهل يعامل الله الجسد بهذا التمييز، بينما الروح التي هي أرفع في مستواها، لا تخطى بشيء من المساواة؟!
لا شك أنها مشكلة، تواجه عقيدة المطهر...
وتنتظر إجابة عادلة... هل تطالب الروح بأن يدخل الجسد مثلها إلى النار، ويدفع الثمن، ويأتيها متطهرًا؟! ولكنه لا يشعر بعذاب النار، إلا إتحدث به الروح به الروح، واصبح بذلك يحس ويشعر... والاتحاد يكون في وقت القيامة.
من أجل هذا، تكون دينونة الجسد والروح، هي بعد القيامة.
بعد إتحادهما معًا... وهنا تبطل نار المطهر التي يقال إنها بعد الموت مباشرة للدينونة وليس للتطهير... وتبقى المشكلة بلا حل...