وهنا أحب أن أسأل سؤالًا بخصوص هذا الإيمان. الإيمان الذي يري المسيحي البروتستانتي، أنه ينال به التبرير والتجديد والتبني ومغفرة الخطايا، والخلاص عمومًا… حتى يقول البعض (كله بالإيمان).
كيف ينال الإنسان الإيمان؟ أليس عن طريق الكنيسة؟ يقول القديس بولس الرسول في شرح عبارة (كل من يدعو باسم الرب يخلص) (رو13:10). (فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟ وكيف يكرزون لإن لم يرسلوا؟ (رو10: 14، 15). إذن لابد من كارز يكون واسطة للإيمان. وهذا الكارز لابد أن ترسله الكنيسة.. إذن الكنيسة هي الوسيط الذي يوصل الإيمان إلي الناس، والإيمان بالله. هوذا بولس الرسول يقول لأهل كورنثوس عن وساطته هو وزميله أبلوس: (فمن هو بولس؟ ومن هو أبلوس؟ بل خادمان آمنتم بواسطتهما) (كو3: 5). إذن كان بولس وأبلوس وسيطين، عن طريقهما وصل الإيمان إلي أهل كورنثوس. ونفس الوضع قيل في الإنجيل عن يوحنا المعمدان الكاهن (هذا جاء للشهادة ليشهد للنور، لكي يؤمن الكل بواسطته) (يو7:1). هذه إذن هي أول وساطة بين الله والناس: توصيل الناس إلي الإيمان بالله.. وإن لم يكن هناك وسطاء بين الله والناس، فماذا كانت إذن وظيفة الأنبياء والرسل والمعلمين؟! هوذا الكتاب يقول عن الرب (وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلًا، والبعض أنبياء والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين) (أف11:4) لماذا؟ ما هو عمل كل هؤلاء، إلا أن يكونوا وسطاء بين الله والناس. ولذلك قال عن عملهم (لأجل تكميل القديسين، لعمل الخدمة، لبنيان جسد المسيح) (اف12:4). إنهم ينقلون الإيمان إلي الناس.. فهل إن آمنوا يتركونهم؟! كلا، بل يعمدونهم؟ وهكذا قال السيد المسيح لرسله القديسين (اذهبوا إلي العالم أجمع. وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص) (مر16: 15، 16). وقال لهم أيضًا (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم. وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم جميع ما أوصيتكم به) (مت28: 19، 20).